«Find My iPhone» تحبط أكبر عملية تهريب هواتف مسروقة في لندن

3 د
أعلنت شرطة لندن عن تفكيك شبكة تهريب هواتف بفضل "Find My iPhone".
قاد تعقب أحد الضحايا إلى مستودع قرب مطار هيثرو يحتوي على الهواتف.
اكتشف المحققون شبكة تهريب دولية تهدف لإرسال الهواتف إلى هونغ كونغ.
تضاعف سرقات الهواتف في لندن، والحل يكمن في التكنولوجيا الوقائية.
تعزز التكنولوجيا التعاون بين الأمن والتقنيات لحماية الأجهزة المحمولة.
تبدو التكنولوجيا هذه المرة كأنها المحقق الذكي الذي لا ينام؛ فقد أعلنت شرطة لندن عن تفكيك شبكة دولية ضخمة متورطة في تهريب عشرات الآلاف من الهواتف المحمولة المسروقة إلى الصين، بفضل ميزة تعقب الهواتف التي توفرها شركة «أبل».
بدأت القصة حين قرر أحد الضحايا تتبع هاتفه الآيفون المسروق عبر خاصية «Find My iPhone»، ليقوده المؤشر الإلكتروني إلى مستودع قريب من مطار هيثرو. هذا الإجراء البسيط أشعل فتيل تحقيق أمني هو الأكبر من نوعه لمكافحة سرقة الهواتف في المملكة المتحدة.
وهذا يربط بين التكنولوجيا الحديثة ودور الأمن السيبراني في تتبع الجرائم العابرة للحدود.
تفاصيل العملية الأمنية
بعد مداهمة الموقع، عثر رجال الأمن على أكثر من 800 هاتف داخل صناديق معدّة للشحن، ليتضح لاحقًا أن معظمها مسروق ومتجه إلى هونغ كونغ. وبالتعاون مع فريق الأدلة الجنائية، تمكن المحققون من تحديد هوية شخصين، أحدهما كان يشرف على عملية التغليف والآخر على النقل. لاحقًا، اتسع التحقيق ليشمل 18 مشتبهًا بهم، بينهم عنصران يُعتقد أنهما قادة الشبكة.
هذا التطور كشف نطاقًا غير مسبوق للتهريب، إذ تشير تقديرات الشرطة إلى أن العصابة كانت وراء تصدير نحو 40 ألف جهاز خلال عام واحد، وهو رقم يعادل نصف الهواتف المسروقة من شوارع لندن في الفترة نفسها.
وهكذا تتضح صورة أعمق عن استفحال ظاهرة سرقة الأجهزة الذكية في العاصمة البريطانية.
أرقام مقلقة ومشهد متغير
تكشف الإحصاءات أن عدد الهواتف المسروقة في لندن تضاعف خلال أربع سنوات، من نحو 28 ألفًا عام 2020 إلى أكثر من 80 ألفًا في 2024. وتشير التقارير إلى أن ثلاثة أرباع السرقات في المملكة المتحدة تتركز داخل العاصمة وحدها، ما يعكس قلق الأجهزة الأمنية من تحول لندن إلى «نقطة سوداء» في تجارة الهواتف غير المشروعة.
ويُرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى انتشار السوق الدفينة للأجهزة المستعملة وسهولة تهريبها عبر الموانئ والمطارات، إضافة إلى ضعف الوعي المجتمعي بأهمية تأمين البيانات ومتابعة الأجهزة.
ومن هنا يتضح كيف تمثل ميزات الأمان الرقمية سلاحًا فعالًا في مواجهة هذه العصابات المنظمة.
أهمية الابتكار في مكافحة الجريمة
لم تكن هذه القضية لتُحل لولا الدقة العالية لأنظمة تحديد المواقع في أجهزة آيفون، حيث تسجل خاصية «العثور على الجهاز» موقع الهاتف حتى عند إيقافه، ما يمنح السلطات خيطًا ذهبيًا للوصول إلى المجرمين. ويؤكد ذلك أهمية الاستثمار في التكنولوجيا الوقائية، خاصة مع تصاعد الجرائم الإلكترونية وتطور أساليب التهريب.
تربط هذه التجربة بين عالم التكنولوجيا والأمن العام، لتظهر كيف يمكن لشريحة إلكترونية صغيرة أن تُسقط شبكة إجرامية ضخمة تمتد بين لندن وشرق آسيا.
في نهاية القصة، أصبحت ميزة بسيطة في هاتف ذكي بطلة إنجاز أمني كبير. فبفضل «Find My iPhone»، تمكنت شرطة لندن من وقف أحد أكثر مخططات سرقة الهواتف تعقيدًا في أوروبا. وبين ضجيج المدن الكبرى وتنامي الاعتماد على الأجهزة المحمولة، يبدو أن المستقبل سيشهد تعاونًا متزايدًا بين أدوات التكنولوجيا وأذرع العدالة لحماية المستخدمين وملاحقة الجريمة أينما كانت.