ذكاء اصطناعي

فايفر تستغني عن ثلث موظفيها وتطلق مسارها الجديد نحو الذكاء الاصطناعي

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلنت فايفر تسريح 30% من موظفيها للتركيز على سياسة AI First.

شهدت الشركة انخفاضًا حادًا في السهم إلى 23 دولارًا مع صعود أدوات الذكاء الاصطناعي.

يهدف كوفمان إلى مضاعفة الإنتاجية والتركيز على المهام الإبداعية الاستراتيجية.

سيتم إعادة الهيكلة إلى بنية انسيابية مع اعتماد كامل على الذكاء الاصطناعي داخليًا.

تسعى فايفر إلى دمج خدمات بشرية مع أدوات الذكاء الاصطناعي لجذب المستخدمين والمستقلين.

أعلنت منصة الخدمات المستقلة "فايفر" عن تسريح نحو 30% من موظفيها - أي ما يقارب 250 شخصًا - في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة هيكلة الشركة وبناء بنيتها التحتية بشكل "معتمد على الذكاء الاصطناعي من الصفر". الإعلان جاء مباشرة من المؤسس والرئيس التنفيذي ميخا كوفمان، الذي أكد أن الشركة تعود إلى "وضعية الشركة الناشئة" بعد 15 عامًا من النمو التقليدي.


لماذا هذا التحول الآن؟

فايفر عاشت ذروة أسهمها في فبراير 2021 عندما وصلت قيمتها السوقية إلى نحو 11 مليار دولار، مع سعر يقارب 320 دولارًا للسهم. اليوم، وفي ظل تقلبات السوق، انخفض السهم إلى حوالي 23 دولارًا فقط. هذا التراجع الحاد ترافق مع صعود غير مسبوق لحلول الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT وأدوات التوليد النصي والمرئي، التي أصبحت تهدد نماذج العمل التقليدية للخدمات الحرة عبر الإنترنت.

وفق ما صرح به كوفمان عبر منشور مطوّل على منصة X، يرى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا بل ضرورة، مؤكدًا أن فريقه يحتاج إلى مضاعفة الإنتاجية والسرعة، مع إعادة التفكير في دور البشر بداخل المنصة، حيث يتركز دورهم في المهام الإبداعية والاستراتيجية، لا النمطية والمتكررة.

  • تقليص الفرق وإعادة الهيكلة إلى بنية أكثر "انسيابية".
  • اعتماد الذكاء الاصطناعي في العمليات الداخلية والتشغيلية بالكامل.
  • إتاحة المجال لتجربة منتجات وخدمات جديدة، قائمة على الذكاء الاصطناعي.
  • التأكيد على تعويض المسرّحين عبر باقات إنهاء الخدمة والتأمين الصحي الممتد.

ماذا يعني ذلك للمستقلين والمستخدمين؟

يبدو أن فايفر تسعى لإعادة تموضعها بعيدًا عن كونها مجرد "سوق تضارب أسعار" بين المستقلين، إلى أن تصبح منصة هجينة تدمج خدمات بشرية مع أدوات ذكاء اصطناعي. هذا التوجه قريب من الخطوات التي اتخذتها منصات أخرى، مثل مايكروسوفت التي عززت منتجاتها بأدوات Copilot، أو تحديثات أوبن إيه آي المستمرة التي جعلت الذكاء الاصطناعي لاعبًا رئيسيًا في الإنتاجية اليومية.

في كلماته للموظفين، أوضح كوفمان:


هذا التصريح يعكس فلسفة متناقضة: من جهة هناك ضغط لزيادة كفاءة العمل عبر الأتمتة، ومن جهة أخرى هناك حاجة لتسليط الضوء على القيم الإنسانية والإبداعية التي يصعب على الخوارزميات تقليدها بدقة.


في السياق الأوسع لصناعة التقنية

ذو صلة

تأتي هذه الخطوة ضمن توجه عالمي حيث بدأت شركات التقنية في إعادة رسم هياكلها لتستوعب الذكاء الاصطناعي كجزء أساسي من استراتيجية النمو، وليس إضافة جانبية. وتكشف تجربة فايفر أن الانتقال إلى "ذكاء اصطناعي أولاً" قد يكون مكلفًا على المدى القصير بفقدان وظائف وانكماش في حجم المؤسسة، لكنه في المقابل قد يعيد فتح الطريق نحو استدامة النمو في سوق شديد المنافسة.

التحول الذي يفرضه الذكاء الاصطناعي على أسواق العمل الرقمية ليس مجرد تطوير تقني، بل إعادة صياغة لعلاقة البشر بالآلة. وفي حال نجحت فايفر في المزج بين السرعة التي توفرها الأتمتة والابتكار البشري، قد تضع نفسها من جديد في صدارة منصات العمل الحر. السؤال الحقيقي الذي يبقى مفتوحًا: هل سيستطيع المستقلون أنفسهم التكيف مع هذا الواقع الجديد، حيث المنافسة ليست فقط بين أفراد، بل بينهم وبين الخوارزميات؟

ذو صلة