ذكاء اصطناعي

Foundry.. أداة أدوبي الجديدة التي تضع الذكاء الاصطناعي في قلب التسويق المؤسسي

محمد كمال
محمد كمال

3 د

أعلنت أدوبي عن منصة "فاوندري" لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي مولّد مخصصة للشركات.

توفر المنصة القدرة على إنشاء نصوص، وصور، وفيديوهات متوافقة مع هوية العلامة التجارية.

تتماشى الخدمة مع استراتيجية أدوبي لتحقيق تخصيص أكبر لحلول الذكاء الاصطناعي.

تؤكد أدوبي أن الأدوات الذكية تهدف لدعم، وليس استبدال، الإبداع البشري.

بدأت شركة **أدوبي** فصلًا جديدًا في رحلتها مع الذكاء الاصطناعي، بإطلاقها منصة **Adobe AI Foundry** التي تتيح للشركات بناء نماذج مولّدة مخصصة تتكيّف مع هوية كل علامة تجارية. هذه الخطوة تأتي في إطار توسّع أدوبي لتقديم حلول ذكاء اصطناعي أكثر تخصيصًا للمؤسسات التي تبحث عن إنتاج محتوى يتماشى مع أسلوبها ولغتها البصرية.

بموجب الخدمة الجديدة، يمكن للشركات التعاون مع أدوبي لإنشاء نماذج قادرة على توليد نصوص، وصور، وفيديوهات، ومشاهد ثلاثية الأبعاد بالاعتماد على بياناتها الخاصة وحقوقها الفكرية.
وهذا يربط بين استراتيجية الشركة الجديدة ومجموعة **Firefly** من النماذج الذكية التي طورتها أدوبي عام 2023، والمبنية على بيانات مرخّصة بالكامل، مما يمنحها ميزة الأمان والموثوقية.


تخصيص غير مسبوق بإشراف أدوبي

أوضحت **هنا السكّار**، نائبة رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي المولّد في أدوبي، أن هذه الخطوة تمثل "توسيعًا طبيعيًا" لقدرات الشركة في حقل الذكاء الاصطناعي المؤسسي، مضيفةً أن عملاء أدوبي طالبوا بقدر أكبر من التخصيص والتعاون المباشر مع فرق الشركة. وبيّنت أن الشركات ترغب اليوم في شريك تقني مبدع يساعدها في تعزيز هويتها التسويقية عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، لا أن يقدّم لها مجرد برامج جاهزة.

وتعتمد أدوبي في هذه الخدمة على نموذج تسعير يعتمد على حجم الاستخدام وليس على عدد المقاعد، في إشارة إلى توجهها نحو مزيد من المرونة في تقديم حلولها للمؤسسات.
وهذا يتماشى مع طفرة أدوات **الذكاء الصناعي التوليدي** التي تساعد المؤسسات الإبداعية في إنتاج إعلام مخصص بسرعة وكفاءة.


دعم الحملات الإعلانية الشخصية

تقول السكّار إن النماذج المطوّعة الجديدة ستسمح للعلامات التجارية بمواكبة وتيرة الحملات الإعلانية المتجددة. فبدل إعداد إعلان جديد لكل موسم أو لغة، يمكن للعميل إنتاج نسخة جديدة آليًا من النموذج المخصص بما يناسب كل جمهور. وبذلك تصبح **الإعلانات الموجهة والمحتوى الشخصي** أقرب إلى الواقع، بعد أن ظلت لعقود مجرد طموح تسويقي.

وهذا يربط بين تقنية فاوندري وفلسفة «التجارة الشخصية» التي تتبنّاها أدوبي، إذ تمنح العلامات التجارية القدرة على مخاطبة المستهلك بلغتها البصرية نفسها في كل منصة رقمية.


الإنسان في قلب الإبداع

رغم هذا التقدّم، شدّدت أدوبي على أنها لا تهدف إلى استبدال المبدعين البشريين، بل إلى تزويدهم بأدوات أكثر قوة تساعدهم على تحويل أفكارهم إلى محتوى ملموس. تقول السكّار: "الإنسان يظل في قلب العملية الإبداعية، وهذه الحقيقة لا يمكن أن تتغيّر مهما تطورت الأدوات". وترى أن **Firefly** و**Foundry** ليسا أكثر من تطوّر طبيعي في رحلة أدوات أدوبي الإبداعية، التي لطالما خدمت القصة والخيال البشريين.

ذو صلة

نحو مستقبل الإبداع الذكي

من الواضح أن أدوبي تراهن على جعل الذكاء الاصطناعي حليفًا للمصممين والمسوّقين لا خصمًا لهم. ومع أكثر من **25 مليار أصل رقمي** أنشئ عبر Firefly العام الماضي، يبدو أن الشركة تمضي بخطى ثابتة لترسيخ مكانتها كشريك الإبداع الأبرز في عصر الذكاء الاصطناعي. وفي الوقت الذي تتسابق فيه شركات التقنية على تقديم نماذج عامة، تختار أدوبي طريق التخصيص الدقيق، حيث لكل علامة تجارية "ذكاؤها الاصطناعي الخاص".

ذو صلة