ساعة جالاكسي تقترب من كشف مؤشرات قصور القلب بذكاء يفوق التوقعات

3 د
أعلنت سامسونج أن ساعاتها الذكية ستكشف مؤشرات مبكرة لقصور القلب باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تحصلت على موافقة في كوريا لاكتشاف ضعف البطين الأيسر الانقباضي المعروف بالقاتل الصامت.
تعزز هذه الميزة دور الساعات كأداة وقائية وليس مجرد متتبعات للياقة البدنية.
يتطلب توفر الميزة خارج كوريا الموافقات التنظيمية في كل دولة.
تمثل هذه الخطوة تطورًا هامًا في دمج الذكاء الاصطناعي بالرعاية الصحية اليومية.
أعلنت سامسونج أن ساعاتها الذكية القادمة ستصبح قادرة على رصد مؤشرات مبكرة لقصور القلب باستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة، بعد أن حصلت على موافقة رسمية في كوريا الجنوبية لميزة الكشف عن ضعف البطين الأيسر الانقباضي (LVSD)، وهو من أبرز مسببات فشل القلب عالمياً. هذه الخطوة تضع الأجهزة القابلة للارتداء في دائرة أوسع من الطب الوقائي الرقمي، وتفتح الباب أمام تحوّل الساعات الذكية إلى أدوات تشخيص أولي لا تقل أهمية عن الفحوص السريرية المبكرة.
كيف تعمل التقنية الجديدة؟
الخدمة مبنية على تعاون بين سامسونج وشركة Medical AI الكورية المتخصصة في تحليل تخطيط القلب الكهربائي (ECG) عبر الذكاء الاصطناعي. الخوارزمية الأصلية التي شكلت أساس التطوير تُستخدم حالياً في أكثر من 100 مستشفى داخل كوريا، وتقدم دعماً شهرياً لأكثر من 120 ألف مريض عبر فحص بيانات قلبهم باستخدام نظام 12-lead ECG التقليدي. بفضل هذا التعاون، أعادت سامسونج تصميم الخوارزمية بما يناسب قدرات وقيود أجهزة المعصم القابلة للارتداء مثل سلسلة Galaxy Watch.
الميزة لا تقتصر على تحليل ضربات القلب أو التنبيه لاضطرابات شائعة مثل الرجفان الأذيني، بل تركز على اكتشاف قصور البطين الأيسر، الذي يوصف عادة بالقاتل الصامت، لكونه قد يتطور دون ظهور أعراض واضحة حتى المراحل المتقدمة. الكشف المبكر يمنح المريض فرصة لتغيير مجرى العلاج وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.
ما الذي يتغيّر للمستخدم فعلياً؟
- ستتمكن الساعات من تحليل بيانات تخطيط القلب وتقديم إشعارات بوجود مؤشرات مبكرة لقصور القلب.
- يعتمد الإطلاق على الموافقات التنظيمية بكل دولة، ما يعني أن توفر الميزة خارج كوريا سيأخذ وقتاً.
- يمكن أن تتحول الساعة إلى أداة مساعدة للأطباء عبر مشاركة البيانات والتحاليل مع أنظمة طبية معتمدة.
- تُعزز الميزة دور الأجهزة القابلة للارتداء كخط دفاع أول في الوقاية، وليس مجرد متتبع لياقة.
— بيان سامسونج الرسمي
“نقدّم أول نظام عالمي قادر على رصد ضعف البطين الأيسر من خلال ساعة ذكية.”
من تتبع الخطوات إلى الوقاية الطبية
لم يعد حضور الذكاء الاصطناعي في الأجهزة القابلة للارتداء محصوراً في التخصيص أو تتبع النوم، بل أصبح جزءاً من البنية الصحية الرقمية. شركات تقنية أخرى مثل أبل وهواوي دفعت نحو رقمنة وظائف القلب، لكن دخول سامسونج بمجال قصور القلب يمثل مستوى أعمق من التكامل بين البيانات الصحية والذكاء الاصطناعي العلاجي.
المثير أن هذه الخطوة تأتي في وقت تتسع فيه الضغوط على أنظمة الرعاية الصحية الحكومية حول العالم، مع ازدياد حالات الأمراض المزمنة. تعزيز قدرات التشخيص المبكر عبر ساعات متاحة للمستهلك قد يخفّف العبء عن المستشفيات، لكنه يثير أيضاً تساؤلات حول دقّة القياسات المنزلية، وكيفية دمجها ضمن قواعد بيانات طبية رسمية دون أن تتحول لسيل من الإنذارات الكاذبة.
ارتباط السماعات والساعات بعالم الطب الوقائي يعكس اتجاه أوسع تسير فيه شركات التقنية الكبرى، حيث تحاول كل منها أن تجعل أجهزة المستهلك اليومية امتداداً للخدمات الصحية الأساسية. وهنا قد يكون التحدي الأكبر ليس فقط في تطوير الخوارزميات، بل في بناء ثقة حقيقية عند الجهات الطبية والمستخدمين بأن هذه الأجهزة لم تعد مجرد "أدوات رفاهية" بل دعامة جدية في الصحة العامة.
في النهاية، فتح باب التشخيص المبكر لفشل القلب عبر ساعة ذكية قد يغير طريقة تعامل المستخدمين مع صحتهم اليومية، لكن الأثر الحقيقي سيظهر حين تبدأ الأنظمة الصحية الرسمية في دمج هذه البيانات ضمن مسارات العلاج. السؤال الذي يطرح نفسه: هل تصبح ساعات المعصم خلال سنوات قليلة جزءاً من حقيبة الطبيب مثل سماعة الأذن التقليدية؟