جهاز Galaxy XR يفتح عصر الواقع الممتد على نظام أندرويد لأول مرة

3 د
أطلقت سامسونغ وجوجل جهاز Galaxy XR مع نظام Android XR الغامر بهدف الدمج بين العوالم.
يسعى Galaxy XR لتحويل الفضاء المحيط إلى منصة تفاعلية لا نهائية.
يمثل "Gemini Live" الذكاء الاصطناعي المدمج، ويتفاعل بذكاء مع المستخدم والمشهد.
تتيح التقنية الجديدة الذكريات والمشاهدة بتجربة ثلاثية الأبعاد مدهشة.
ورغم الإبداع، تثير التكنولوجيا الجديدة أسئلة أخلاقية حول الانغماس الكامل.
في صباح أعلن فيه سامسونغ وجوجل عن خطوة جديدة في عالم الواقع الممتد، بدت الحدود بين العالمين الحقيقي والرقمي أكثر ضبابية من أي وقت مضى. مع إطلاق جهاز Galaxy XR ونظام Android XR المصاحب له، لم تعد النظارات الذكية أو الخوذات مجرد أدوات ترفيه، بل بوابة لتجربة تحاول إعادة تعريف مفهوم "الحيز الشخصي" في زمن الذكاء الاصطناعي.
اندماج العوالم: من شاشة إلى فضاء لا نهائي
الفكرة التي تقف خلف Galaxy XR ليست مجرد عرض مرئي مدهش، بل تحويل كل مساحة حول المستخدم إلى منصة تفاعلية يمكن استكشافها. Android XR، الذي يعتمد على بنية أندرويد المفتوحة، يمنح المستخدم شاشة لا نهائية تتسع لكل تطبيق، مع إمكانية التحكم بالصوت واليدين والعينين في آنٍ واحد. هذا الدمج بين البساطة اليومية والتقنيات الغامرة يشير إلى اتجاه جديد: الحوسبة لم تعد محصورة في الأجهزة، بل تُسكب في الفضاء المحيط بنا.
ذكاء يعيش في المشهد لا في الجهاز
الذكاء الاصطناعي المدمج في Gemini Live يمثل جوهر تجربة XR الجديدة. فهو لا يكتفي بالإجابة على الأوامر الصوتية، بل يفهم سياق ما يراه المستخدم ويقدم معلومات فورية مرتبطة بالمشهد نفسه. هذا التفاعل شبه البشري يعيد تعريف المساعد الرقمي من كونه أداة ثابتة إلى شريك متفاعل في الزمن والمكان، ما يفتح الباب أمام علاقة أكثر طبيعية بين الإنسان والتقنية.
تجارب مشاهدة وذكريات بثلاثة أبعاد
تقدم سامسونغ وجوجل تصورًا جديدًا للمحتوى البصري، من تحويل الصور القديمة في Google Photos إلى مشاهد ثلاثية الأبعاد يمكن "الدخول إليها"، إلى مشاهدة الأفلام في Google TV وكأنها تُعرض في صالة خاصة معلقة في الهواء. هذا الاستخدام الإبداعي للبعد الثالث لا يهدف إلى الإبهار فقط، بل إلى إعادة صياغة مفهوم الذكرى والمشاهدة بوصفهما تجربة شعورية جديدة وليست مجرد مشاهدة شاشة.
مكاتب العمل تحلّق في الهواء
فكرة المكتب اللامتناهي التي يقدمها الجهاز تمثل حلمًا طال انتظاره لعمال المعرفة والمبدعين. تصور مساحة يمكن فيها تنظيم عشرات النوافذ حولك، من المتصفح إلى برامج التصميم، مع تفاعل طبيعي يشبه التفكير أكثر من النقر. وعندما يقترح Gemini تنظيم مساحة العمل بمجرد جملة صوتية، يمكن تخيّل يومٍ تُعاد فيه هيكلة علاقتنا بالكمبيوتر ذاته — ليس أمامنا، بل حولنا.
تحديات الانغماس الكامل
ورغم كل هذا الوهج التقني، يحمل الانغماس الكامل في عوالم XR أسئلة أخلاقية ونفسية لا يمكن تجاوزها بسهولة: هل يمكن أن تفصلنا هذه التقنيات عن العالم الواقعي أكثر مما تقرّبنا منه؟ وهل يتحوّل المكتب الافتراضي إلى سجنٍ من الراحة الرقمية؟ الإجابة ليست في الجهاز ذاته، بل في كيفية استخدامه وفي الوعي المجتمعي الذي يرافقه.
نقطة تحوّل في مسار الحوسبة
مع إطلاق Galaxy XR، تخطو جوجل وسامسونغ نحو مرحلة تمزج بين الملموس والافتراضي على نحو غير مسبوق. إنها ليست مجرد منافسة في سوق الأجهزة، بل إشارة إلى انتقال مفهوم الحوسبة من الشاشة إلى الإدراك الحسي. وبينما ما زالت التجربة مكلفة ومحدودة، إلا أنها ترسم بداية لعصر جديد: عصر تُقاس فيه قدرات التقنية بمدى اندماجها في وعينا لا في معالجاتها.









