توليد وتحرير الصور داخل تطبيقات غوغل أصبح متاحاً مع نموذج Gemini Nano Banana: هكذا تعمل التقنية الجديدة

أطلقت جوجل تحديثًا جديدًا يوسّع قدرات نموذجها المصغّر للذكاء الاصطناعي «Gemini Nano Banana» ليصبح متاحًا الآن داخل تطبيقات البحث وGoogle Lens، مانحًا المستخدمين أدوات متكاملة لإنشاء الصور وتحريرها مباشرة دون مغادرة بيئة جوجل. يأتي هذا الدمج بعد شهور من اختبار النموذج ضمن تطبيق Gemini الأساسي، ليشكل خطوة إضافية في توحيد تجارب الذكاء الاصطناعي عبر خدمات الشركة.

وفقًا لتقرير 9to5Google، بدأ دمج نموذج Gemini 2.5 Flash Image في وضعية الذكاء الاصطناعي داخل البحث وGoogle Lens، ليتيح إنشاء صور من الصفر أو تعديل الصور الملتقطة. تظهر الأيقونة الجديدة (+) أسفل صندوق الإدخال، مع ثلاثة خيارات رئيسية: “المعرض”، “الكاميرا”، و“إنشاء صورة” والمميزة برمز الموزة الأصفر الذي أصبح علامة بصرية للنموذج نفسه.

بعد اختيار "إنشاء صورة"، يُطلب من المستخدم وصف الشكل أو النمط المطلوب بالكلمات، ليُولد النموذج صورة مطابقة يمكن تحميلها أو مشاركتها. ويُضاف على كل صورة ختم مائي صغير على شكل «شرارة Gemini» في إشارة إلى اعتمادها على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التابعة لجوجل.

التحوّل الأكبر بدا واضحًا داخل تطبيق Google Lens، الذي حصل على تبويب جديد باسم “Create” مخصص لتوليد الصور وفلاتر الذكاء الاصطناعي. يعتمد هذا الوضع على الكاميرا الأمامية افتراضيًا لالتقاط صور سيلفي قابلة للتحويل حسب الأوامر النصية أو أنماط الفن المطلوبة. وتسمح الواجهة الجديدة بعرض المزيد من الفلاتر جنبًا إلى جنب، بفضل إعادة تنظيم الرموز النصية أسفل الأيقونات.

تقول جوجل إن هذا التحديث متاح حاليًا على أجهزة أندرويد في الولايات المتحدة، لمستخدمي الإصدار التجريبي من AI Mode ضمن Search Labs، على أن تتوسع التجربة تدريجيًا لمناطق أخرى خلال 2025.

تسعى الشركة من خلال مبادرات Gemini Nano إلى تكامل الأدوات الإبداعية في تطبيقات المستخدم اليومية، بدلًا من حصرها في واجهات مستقلة. فبدلًا من التبديل بين تطبيقات أو خدمات مختلفة لتوليد الصور، أصبح بإمكان المستخدم إنشاؤها والوصول إليها من نفس المكان الذي يبحث أو يلتقط منه الصور. هذه الفلسفة، التي بدأت مع دمج Gemini Chat داخل Gmail وDocs، تبرز اتجاهًا واضحًا لجعل الذكاء الاصطناعي طبقة تشغيل خفية في منتجات جوجل لا واجهة منفصلة عنها.

رغم تعدد النماذج المنافسة مثل أدوات الصور في تحديث Meta للصور التوليدية أو «DALL‑E» ضمن ChatGPT، يراهن توجه جوجل على الحضور داخل تطبيقات يستخدمها الناس بالفعل. بذلك تختصر خطوة إضافية بين الفكرة والتنفيذ، وهو ما يمنحها ميزة عملية أكثر من كونها مجرد عرض تقني.

يمثل دمج Gemini Nano داخل البحث والعدسة مرحلة جديدة من علاقة المستخدم بالذكاء الاصطناعي، حيث يتحول من “أداة تُستخدم” إلى “قدرة مدمجة” في البنية اليومية للمنصات. وإذا واصلت جوجل هذا النهج في المرحلة المقبلة، فقد يصبح إنشاء الصور وتحريرها بالذكاء الاصطناعي أمرًا فطريًا في التجربة الرقمية، لا ميزة إضافية. وبينما يثير ذلك أسئلة حول حدود الإبداع ومصدر المحتوى، يبدو أن الطريق نحو ذكاء بصري متكامل قد بدأ بالفعل.