Gemini Pro مجاناً لعام كامل لطلاب الجامعات في الأردن والإمارات والعراق!

أعلنت شركة Google عن توسعة عرضها المجاني الخاص بطلاب الجامعات ليشمل الأردن والإمارات والعراق، حيث بات بإمكان طلاب هذه الدول الاستفادة من **اشتراك مجاني لمدة عام كامل في نسخة Gemini Pro**، البرنامج المدفوع من منظومة الذكاء الاصطناعي التابعة للشركة. يأتي الإعلان في الثامن من أكتوبر 2025 ضمن حملة مستمرة لتشجيع التعليم المبني على التقنيات الذكية في المنطقة العربية.

تؤكد Google من خلال هذه الخطوة رغبتها في تمكين الطلبة من الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا، بهدف تعزيز مهارات البحث والتحليل والإبداع ضمن بيئة تعلم تفاعلية. العرض الجديد يأتي بعد إطلاق مشابه في مصر والسعودية الشهر الماضي، ما يعكس استراتيجية واضحة لتوسيع الحضور الإقليمي لمجموعة Gemini التعليمية.

وبحسب المدونة الرسمية للشركة، يشمل الاشتراك المجاني أكثر من مجرد وصول إلى واجهة الدردشة الذكية، إذ يتكامل Gemini Pro مع أدوات Google Workspace التعليمية ويتيح نماذج متقدمة لإنتاج المحتوى مثل Veo 3 لتوليد المقاطع المرئية القصيرة.

النسخة المجانية المخصصة للطلبة تقدم باقة من الخصائص التي كانت سابقًا حصرية للمشتركين المدفوعين، مما يفتح المجال أمام مؤسسات التعليم العالي لتجريب استخدامات الذكاء الاصطناعي في التدريب والتعلّم وإنشاء المواد التفاعلية. أهم ما يتضمّنه العرض:

المدّة المجانية مفتوحة للتسجيل حتى التاسع من ديسمبر 2025 في الدول المضافة حديثًا، فيما تنتهي فترة التسجيل في مصر والسعودية في الثالث من نوفمبر.

اللافت في التوسعة الجديدة هو التعاون الاستراتيجي بين Google وحكومة دولة الإمارات، ما يعكس توجهًا رسميًا لتبني أدوات التعلم التوليدي في مؤسسات التعليم العالي. هذا النوع من الشراكات يسهم في تقليل فجوة المهارات الرقمية التي تواجهها المنطقة، خصوصًا في مجالات تحليل البيانات وتصميم المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

يمثل هذا التوجه تحوّلًا في فلسفة الشركات التقنية الكبرى تجاه التعليم، إذ يُعاد صياغة علاقة المستخدم بالمنصة التعليمية من نموذج "المستفيد السلبي" إلى "المطور القادر على إنتاج المعرفة" باستخدام التقنيات الحديثة. ويمكن مقارنة هذا التوجه بما أعلنت عنه مايكروسوفت مؤخرًا حول دمج Copilot في أدوات التعليم، في إطار تنافس متسارع على سوق الذكاء الاصطناعي الأكاديمي.

يبقى السؤال الأهم هو قدرة المؤسسات التعليمية العربية على بناء بيئة تتبنّى هذه الأدوات بفعالية، مع الحفاظ على الخصوصية وضمان جودة المخرجات. ومع ذلك، فإن الخطوة تحمل وعدًا بمستقبل تُصبح فيه التقنية التعليمية الذكية أداة شائعة لا ترفًا معرفيًا.

يرجّح أن يشكّل البرنامج المجاني نقطة انطلاق لاختبار قدرات الطلبة على توظيف الذكاء الاصطناعي في مشاريع التخرج والأبحاث، إلى جانب تطوير مهارات الاستخدام المسؤول لتقنيات إنشاء المحتوى. وإذا أثبتت المبادرة نجاحها، فقد نرى خلال السنوات القليلة المقبلة تحولًا تدريجيًا في نظم التدريس لتدمج التعلم المعزز بالذكاء الاصطناعي كجزء من المناهج بدلاً من كونه أداة مساعدة فقط.