جنرال موتورز تدمج مساعد الذكاء الاصطناعي من جوجل جيميني في سياراتها بدءاً من 2026

3 د
ستطلق جنرال موتورز سيارات مزودة بمساعد غوغل "Gemini" الذكي في عام 2026.
تحسين الأنظمة لتتحول السيارات إلى كيانات رقمية تتفاعل مع السائق كالمساعد الشخصي.
المساعد الجديد يفهم السياق واللهجات ويستذكر العادات، دون تكرار الأوامر.
جنرال موتورز تؤكد استخدام البيانات لتحسين الخدمة بموافقة المستخدم.
تسعى شركات السيارات لتطوير ذكاء خاص بها، مانحةً السيارات قدرات تعلم وتحسين.
بينما أصبحنا نحادث مساعدينا الصوتيين في كل مكان، من هواتفنا إلى منازلنا، قررت شركة جنرال موتورز أن تمد هذا الحوار إلى داخل المركبة نفسها. ففي عام 2026، ستبدأ سياراتها في استقبال مساعد ذكي مدعوم بذكاء «Google Gemini»، ليصبح السائق محاطًا بأنظمة تفهم كلماته، وتتذكر عاداته، وتحاول أن تتنبأ بما يحتاج إليه قبل أن يطلبه.
الذكاء الاصطناعي على عجلات
ما تعلنه جنرال موتورز ليس مجرد تحديث برمجي لأنظمة الترفيه داخل السيارة، بل خطوة جديدة نحو تحويل المركبة إلى كيان رقمي يتفاعل مع الإنسان كما يتفاعل مع زميل عمل أو مساعد شخصي. فالمساعد الجديد سيتكامل مع منصة «Google built-in» المنتشرة أصلًا في سيارات الشركة، ليقدم تجربة حوارية أكثر سلاسة ووعيًا بالسياق، بما في ذلك فهم اللهجات والرد بأسلوب طبيعي أقرب إلى المحادثة البشرية.
من الصوت إلى السياق
الجيل السابق من المساعدين الصوتيين كان يعتمد على أوامر محددة مسبقًا، بينما يستطيع «Gemini» إدراك المعنى الكامن وراء السؤال. يستطيع مثلًا أن يتذكر محادثة سابقة حول الطريق المفضل للسائق أو نوع القهوة الذي يشتريه صباحًا، ليستعد لتنفيذ الطلب حتى دون حاجة إلى تكراره بنفس العبارات. هذا يعكس انتقال الذكاء الاصطناعي في السيارات من مرحلة الطاعة إلى مرحلة المشاركة.
الخصوصية والتخصيص في مقعد القيادة
السؤال الذي يرافق كل ابتكار في هذا المجال هو: لمن تعود بيانات السائق؟ جنرال موتورز شددت على أن البيانات ستُستخدم لتحسين الخدمة فقط وبموافقة المستخدم، بعد الانتقادات التي واجهتها سابقًا بسبب مشاركة بيانات القيادة مع شركات التأمين. ولأن السيارة أصبحت مصدرًا غنيًا للمعلومات عن السلوك، فإن إدارة هذه البيانات بشفافية ستحدد مستقبل ثقة المستخدمين في المساعدين الأذكياء على الطريق.
سباق مفتوح بين صناع السيارات والتقنية
انضمام جنرال موتورز إلى هذا المسار يكرّس اتجاهًا متسارعًا في الصناعة؛ فمرسيدس أدمجت «ChatGPT»، وتيسلا تبنت «Grok» من xAI، وستيلانتيس تعمل مع شركة «Mistral» الفرنسية. تشهد صناعة السيارات تحالفًا غير معلن بين المهندسين الميكانيكيين ومهندسي البرمجة، حيث تتجه الشركات إلى تطوير ذكاء خاص بها بدل الاعتماد الكامل على شركات التقنية الكبرى. في النهاية، تتحول السيارة إلى منصة برمجية متصلة تُحدث عبر الهواء وتتعلم مع مرور الوقت.
السيارة كمساعد شخصي متنقل
يبدو هدف جنرال موتورز بعيد المدى هو أن تصبح سيارتك امتدادًا لهويتك الرقمية، تعرف جدولك اليومي، وتقترح طرقًا لتوفير الوقت أو الطاقة، وربما تذكرك بمواعيد الصيانة كما يفعل السوار الذكي مع صحة الجسد. السيارة لم تعد وسيلة نقل فقط، بل جهازًا شخصيًا يرافقك في كل رحلة، يسمعك ويتعلم منك.
مع انتشار هذه النظم، سنقترب من لحظة يصبح فيها الذكاء الاصطناعي جزءًا من إحساسنا بالطريق، يختار المسار ويشاركنا القرار، ويجعل القيادة تجربة أقرب إلى الحوار منها إلى التحكم. والسؤال الحقيقي لم يعد متى تصل هذه التقنية، بل كيف ستغيّر علاقتنا بما نعتبره حتى الآن «مجرد آلة».









