جوجل تضخ أربعة مليارات دولار في مركز بيانات أمريكي جديد لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي

4 د
أعلنت «غوغل» استثمار 4 مليارات دولار لإنشاء مركز بيانات في أركنساس.
يهدف المشروع إلى تعزيز بنية الذكاء الاصطناعي وتوفير الطاقة النظيفة.
سيتضمن المشروع تعاونًا مع Entergy Arkansas لبناء محطة طاقة شمسية 600 ميغاواط.
تهدف الاستثمارات إلى دعم البنية التحتية السحابية وتلبية الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي.
تطورات «غوغل» تسعى لتحقيق اقتصاد رقمي مستدام ومتوازن مع استهلاك الطاقة.
استهلت «غوغل» الربع الأخير من 2025 بإعلان استثماري ضخم بقيمة 4 مليارات دولار لإنشاء أول مركز بيانات لها في ولاية أركنساس، في خطوة تؤكد جدّية الشركة في توسيع بنية الذكاء الاصطناعي السحابية داخل الولايات المتحدة، وتعزيز موقعها في سباق الطاقة والابتكار الذي يقوده الذكاء الاصطناعي التوليدي.
مركز بيانات جديد لتغذية الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي
يأتي المشروع، الذي سيُقام على مساحة تتجاوز ألف فدان في مدينة «وست ممفيس»، ضمن استراتيجية استثمارات «غوغل كلاود» المتنامية في البنية التحتية المخصصة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق. وأوضحت الشركة أن استثمارها يهدف إلى “تمهيد الطريق أمام الجيل القادم من الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة”.
رئيسة «غوغل» والمديرة المالية في «ألفابت» روث بورات، أكدت في بيان أن الشركة ترى في الذكاء الاصطناعي والطاقة التي تغذيه “ابتكارَي هذا القرن”، ما يشير إلى إدراك متزايد في «غوغل» بأن التقدم في الذكاء الاصطناعي مرهون بتأمين مصادر طاقة مستدامة ومرنة.
شراكة طاقية واستثمار اجتماعي محلي
ستتعاون «غوغل» مع مزوّد الكهرباء الإقليمي Entergy Arkansas لبناء مشروع طاقة شمسية بقدرة 600 ميغاواط، تدعمه منظومة تخزين كهربائي تصل سعتها إلى 350 ميغاواط. ووفقًا للشركة، سيتم استخدام هذه الطاقة لتغطية كامل احتياجات المركز من الكهرباء، بما يضمن استدامة تشغيله وخفض الضغط عن الشبكة المحلية.
إلى جانب ذلك، أعلنت الشركة عن إنشاء صندوق «Energy Impact Fund» بقيمة 25 مليون دولار لدعم برامج الكفاءة الطاقية والعمل على مشاريع المجتمعات المحلية في أركنساس، بما في ذلك تمويل تدريب مجاني على مهارات الذكاء الاصطناعي المتاحة لجميع السكان.
- الطاقة المخططة: 600 ميغاواط من الطاقة الشمسية + 350 ميغاواط تخزين.
 
- موعد الإنجاز الكامل: عام 2027.
 
- العائد المتوقع: أكثر من 1.1 مليار دولار من الفوائد الصافية طوال مدة العقد.
 
- المجتمع المستفيد الرئيس: مدينة «وست ممفيس» وسكان إقليم أركنساس.
 
توسع غير مسبوق في استثمارات البنية السحابية
تأتي هذه الخطوة بعد أن كشف الرئيس التنفيذي لـ«ألفابت» سوندار بيتشاي في أغسطس الماضي أن الشركة سترفع إنفاقها الرأسمالي لعام 2025 إلى نحو 85 مليار دولار، في ظل الطلب المتزايد على خدمات «غوغل كلاود» ومنصات الذكاء الاصطناعي. ومع بلوغ إيرادات الوحدة السحابية 13.6 مليار دولار خلال الربع الثاني بزيادة 32٪ على أساس سنوي، يبدو أن هدف الشركة في تحقيق جدوى اقتصادية دائمة من الذكاء الاصطناعي أصبح أقرب من أي وقت مضى.
وتشير بيانات الشركة إلى أن مراكز بياناتها الجديدة تمثّل محورًا رئيسيًا في تعزيز عمليات نماذج الذكاء الاصطناعي المتعددة، بما فيها مشاريع «Gemini AI» و«Vertex AI»، حيث يتطلب تدريب تلك النماذج طاقة حسابية هائلة وشبكات ألياف ضوئية عالية السرعة. هذه البنية ستسهم أيضًا في دعم توجهات مثل «الذكاء العامل المستقل» (Agentic AI) الذي يعتمد على قدرة النماذج على التعلم الذاتي وتنفيذ المهام متعددة المراحل.
— روث بورات – رئيسة شركة غوغل
“نستثمر في قدرة طاقية تحافظ على الأسعار وتجلب وظائف جديدة لاقتصاد الذكاء الاصطناعي.”
ما وراء الإعلان: سباق الذكاء الاصطناعي والطاقة
يقرأ مراقبون الخطوة ضمن سياق أوسع لحرب البنية التحتية بين الشركات السحابية الكبرى. فبعد توسعات مماثلة من «مايكروسوفت» و«أمازون ويب سيرفيسز»، تسعى «غوغل» إلى تحقيق توازن بين الطلب المتزايد من نماذجها التوليدية وضغوط الطاقة ومخاوف الاستدامة. ومن اللافت أن الشركة تختار توطين مشاريعها خارج المراكز التقنية التقليدية في كاليفورنيا أو تكساس، ما يعكس توجهًا لتوزيع قدرات الذكاء الاصطناعي عبر جغرافيا أوسع وأكثر كفاءة.
في الوقت ذاته، يعيد هذا الاستثمار النقاش حول العلاقة بين «ذكاء اصطناعي أخضر» وواقع استهلاك الطاقة المتنامي. فبينما تَعِدُ التقنيات الحديثة بتقليل الفاقد وتحسين الكفاءة الصناعية، إلا أن تشغيل النماذج العملاقة يتطلب موارد ضخمة، وهو ما يجعل المبادرات البيئية مثل مشاريع الطاقة الشمسية المصاحبة شرطًا أساسيًا لمستقبل مستدام.
ورغم أن المكاسب الاقتصادية واضحة، إلا أن الرهان الحقيقي يكمن في ما إذا كانت هذه الاستثمارات قادرة على خلق نماذج لاقتصاد رقمي مستدام محليًا، لا يقتصر على مراكز البيانات وحدها بل يمتد إلى التعليم، والعمالة التقنية، واستخدام الطاقة النظيفة.
في ضوء هذا التوسع، يبدو أن سباق الذكاء الاصطناعي في 2025 لم يعد يدور حول من يملك الخوارزميات الأقوى، بل حول من يملك الأرض والطاقة والقدرة على تشغيلها بكفاءة. استثمارات «غوغل» في أركنساس قد تكون النموذج الأول لعصرٍ جديد تتلاقى فيه الحوسبة والطاقة النظيفة كوجهين لعملة واحدة في ثورة الذكاء الاصطناعي العالمية.









