ذكاء اصطناعي

خطة جوجل الجديدة تجعل الذكاء الاصطناعي يتسوق مكانك

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

طرحت جوجل بروتوكول AP2 لتمكين الذكاء الاصطناعي من تنفيذ الشراء دون موافقة نهائية من المستخدم.

يدعم بروتوكول AP2 التعامل بالعملات الرقمية، وتشارك فيه شركات مثل Mastercard وPayPal.

يسمح البروتوكول للمستخدمين بتحديد النية والأقصى للدفع، والوكلاء يكملون الصفقة.

تواكب جوجل التحديات الأمنية برصد نظم آمنة لضمان سلامة العمليات المالية.

أعلنت جوجل عن بروتوكول جديد يحمل اسم Agent Payments Protocol (AP2)، يتيح للوكلاء الذكيين تنفيذ عمليات الشراء بالنيابة عن المستخدمين دون انتظار موافقتهم النهائية، في خطوة تعكس محاولة الشركة إرساء قواعد للتجارة المؤتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. الإعلان جاء مصحوبًا بدعم من جهات مالية وتقنية كبرى مثل Mastercard وPayPal وCoinbase، ما يعزز فرص اعتماد هذا النهج على نطاق واسع خلال السنوات القادمة.


كيف يعمل بروتوكول AP2؟

جوهر البروتوكول الجديد يقوم على فكرة "تفويض النية" (Intent Mandate)؛ إذ يحدد المستخدم ما يريد شراءه والحد الأقصى للدفع، ويترك للوكلاء مهمة إتمام الإجراءات لاحقًا. في حال كان المستخدم متصلاً، يمكنه إقرار عملية الشراء عبر "تفويض السلة" (Cart Mandate). أما في حال غيابه، فيمتلك الوكيل الذكي الصلاحية لتوليد تفويض السلة بناءً على الإعدادات المسبقة.

وبحسب المدونة الرسمية من جوجل، يمنح هذا التسلسل (من النية إلى السلة إلى الدفع) سلسلة موثوقة من الأدلة يمكن تتبعها لاحقًا لضمان المساءلة، ما يجعلها بمثابة سجل شفاف يمنع التلاعب ويسهم في التحقق من صلاحية المعاملات.


جوجل


شركات مالية وتقنية تنضم مبكرًا

الخطوة لم تُطرح بمعزل عن المنظومة المالية الراهنة؛ فجوجل أعلنت عن شراكات مع مؤسسات بارزة مثل American Express وWorldpay، إلى جانب لاعبين تقنيين مثل Salesforce وRed Hat وAdobe. كما يدعم AP2 التعامل بالعملات الرقمية عبر بروتوكول x402، مع دخول Coinbase وMetamask والـEthereum Foundation على الخط.

  • ماستركارد وبايبال وأمريكان إكسبريس ضمن المؤسسات المالية المشاركة.
  • Adobe وIntuit وCloudflare على لائحة شركات التقنية الداعمة.
  • إمكانية السداد عبر العملات المستقرة (Stablecoins) عبر التكامل مع x402.
  • الدعم موجّه لبروتوكولات أخرى مثل A2A من جوجل وMCP من Anthropic لضمان التوافق.

تحديات أمنية وسيناريوهات محتملة

رغم وجاذبية هذه الآلية، إلا أنّ التحدي الرئيسي يظل متمثلًا في الأمان؛ إذ أن منح الذكاء الاصطناعي حرية التصرف المالي قد يفتح بابًا واسعًا أمام الاستغلال من قِبل الجهات الخبيثة إذا لم تُحكَم الضوابط. الجدية التي أظهرتها جوجل في تشديد المسارات الآمنة توحي بإدراكها لهذا الخطر، لكن الواقع سيتوقف على تطبيقات العالم الحقيقي ومدى الالتزام بالمعايير.

في سياق متصل، تشهد الساحة منافسة متزايدة بين مبادرات مشابهة؛ فخدمات أخرى في مجالات متعددة تسعى لوضع أطر واضحة لتواصل الوكلاء بشكل آمن، وهو ما قد يمثل بداية حقبة جديدة من الأتمتة الموجهة للمستخدمين. ويمكن تذكّر محاولات سابقة مثل أدوات أمازون الداعمة للتسوق بالذكاء الاصطناعي، التي سبقت هذا الإعلان بخطوات تجريبية، غير أنّ الطابع المفتوح لبروتوكول AP2 قد يمنحه أفضلية واسعة.

ذو صلة

ما بين الأتمتة والاعتماد الفعلي

الانتقال من التجارب التقنية إلى الممارسات التجارية اليومية غالبًا ما يتوقف على عامل الثقة أكثر من كونه مسألة تقنية بحتة. فإذا تمكنت جوجل وشركاؤها من إثبات قدرة هذا النظام على الحفاظ على الأمان والشفافية، فقد نشهد تحولاً في مفهوم التسوق الإلكتروني نفسه؛ من نشاط يتطلب حضورًا بشريًا مباشرًا، إلى خدمة تعمل في الخلفية بذكاء ودقة، تمامًا كما اعتدنا على خدمات الدفع التلقائي للفواتير. التوازن بين الراحة والأمان هو الذي سيحدد إيقاع هذه التجربة الجديدة.

ذو صلة