ذكاء اصطناعي

تسعة من كل ١٠ موظفين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في عملهم!

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

٩٠ في المائة من العاملين في التقنية يستخدمون الذكاء الاصطناعي يوميًا في مهامهم.

زيادة ١٤ في المائة في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي مقارنة بالعام الماضي.

استخدام الذكاء الاصطناعي يثير قلقًا حول فرص العمل للمبتدئين في التقنية.

خبراء يرون أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الأدوار البشرية في السوق الرقمي.

التوسع في التقنية يتطلب توازنًا بين زيادة الإنتاجية وتحديات الأمن السيبراني.

أظهر تقرير جديد صادر عن قسم أبحاث DORA لدى «غوغل» أن 90 في المائة من العاملين في صناعة التكنولوجيا حول العالم باتوا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في مهامهم اليومية، بدءًا من كتابة الأكواد وحتى مراجعتها وتحسينها. هذه النسبة اللافتة تعكس تسارعًا غير مسبوق في وتيرة تبني التقنية داخل بيئات العمل الرقمية، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن مستقبل الوظائف التقليدية في القطاع التكنولوجي.


قفزة في اعتماد الذكاء الاصطناعي بين المبرمجين

اعتمد التقرير، الذي نقلته شبكة سي إن إن، على 5000 رد من متخصصين تقنيين عبر أسواق مختلفة. النتائج أظهرت أن نسبة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ارتفعت 14 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ما يعني أن التقنية لم تعد خيارًا تكميليًا، بل جزءًا أصيلًا من آليات تطوير البرمجيات. ومع ذلك، فإن الثقة في جودة المخرجات لم تصل بعد إلى مرحلة اليقين الكامل، إذ أشار 46 في المائة فقط من المشاركين إلى أنهم يثقون "إلى حد ما" بالكود المولّد عبر هذه الأدوات.

بالتوازي، تستخدم فرق غوغل داخليًا أدوات مثل Gemini Code Assist بشكل شبه إلزامي، حيث أكد مدير أدوات البرمجة في الشركة أن "المهندس لم يعد يملك مفرًا من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ضمن مهامه اليومية".

  • 90% من المتخصصين يؤكدون الاستخدام اليومي للذكاء الاصطناعي.
  • 14% زيادة في الاعتماد مقارنة بـ 2023.
  • 46% فقط يثقون نسبيًا بجودة الكود المولَّد.
  • 20% يعتقدون أن التقنية حسّنت الأداء بشكل ملحوظ.

بين الإنتاجية والمخاطر الوظيفية

إلى جانب الأثر الإيجابي في تحسين سرعة الإنجاز والحد من الأخطاء الروتينية، يثير التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي أسئلة مقلقة حول فرص المبتدئين في سوق العمل. فشركات كثيرة خفّضت عمليات التوظيف على مستوى المبرمجين الجدد بالتوازي مع تنفيذ موجات تسريح واسعة أبرزها في شركات التكنولوجيا العملاقة. هذه الموجة تقود البعض للاعتقاد بأن الاعتماد على المساعدات الذكية قد يقلص الحاجة إلى كوادر برمجية في المستويات الأولى.

لكن في المقابل، يشير خبراء آخرون إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي الأدوار البشرية، بل يعيد تشكيلها. وهو مسار شاهدناه سابقًا مع دخول مساعد مايكروسوفت Copilot إلى تطبيقات الإنتاجية، حيث لم تُختزل وظائف العاملين بقدر ما أعيد توزيعها لمهام تحليلية وإبداعية أعلى قيمة.


رئيس «بروف بوينت»، سوميت دواهان

«المساعدون الأذكياء مصمَّمون للتصرف كالبشر... وهذا يجعلهم عرضة للخداع كما يُخدع الإنسان»


هل يقود الذكاء الاصطناعي إلى فجوة جديدة؟

ذو صلة

ما بين وعود مضاعفة الإنتاجية والقلق بشأن أمن البيانات أو تقلص فرص العمل، يقف القطاع أمام مفترق طرق. فالتقرير يوضح أن هناك تباينًا في تقييم جدوى الاعتماد على الأكواد الآلية، بينما تتزايد الحاجة إلى منصات صلبة قادرة على ضبط جودة المخرجات، وضمان الاستخدام المسؤول خصوصًا مع انتشار ممارسات مثل "حقن الأوامر" لاستغلال النماذج. وبالنظر إلى التوجهات الحكومية في الخليج، مثل إرشادات هيئة سدايا في السعودية لضبط تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تبدو المنطقة مرشحة لتكون ساحة اختبار أولية للتوازن بين الفوائد والمخاطر.

في المحصلة، يبدو أن الذكاء الاصطناعي أصبح حقيقة يومية لا يمكن فصلها عن صناعة البرمجيات. السؤال لم يعد إن كان سيتبنى المبرمجون هذه الأدوات، بل كيف يمكن إدارة الاعتماد عليها بطريقة ترفع الإنتاجية وتحمي في الوقت ذاته من مخاطر فقدان الثقة أو توسع الهجمات السيبرانية. ومع استمرار مسار التحوّل الرقمي عالميًا، قد يكون التحدي القادم ليس تبني التقنية بقدر ما هو السيطرة على إيقاعها الحاد.

ذو صلة