ذكاء اصطناعي

خدمة جوجل للذكاء الاصطناعي تتوسع لتشمل 36 دولة جديدة

مصطفى يسري
مصطفى يسري

2 د

أعلنت جوجل عن توسعة «Google AI Plus» لتشمل 36 دولة جديدة.

تسعى الشركة لترسيخ موقعها في سوق المساعدات الذكية وزيادة الانتشار العالمي.

الخدمات الجديدة تدعم تحرير الصور والفيديو والنصوص عبر منصة Gemini المتكاملة.

تقدم جوجل خصومات للمشتركين الجدد لجذب قاعدة أوسع من المستخدمين.

التوسعة تهدف لمنافسة خطط ChatGPT وCopilot من مايكروسوفت.

أعلنت جوجل في السابع من أكتوبر 2025 عن توسعة خدمات «Google AI Plus» لتشمل 36 دولة جديدة، بعد إطلاق ناجح في إندونيسيا ومجموعة أولى من 40 دولة سابقة. تأتي الخطوة لتجعل خطة الذكاء الاصطناعي المدفوعة التي تقدمها الشركة متاحة في 77 دولة بالإجمال، ضمن مسعى واضح لترسيخ حضورها في سوق المساعدات الذكية ودمجها في منتجاتها اليومية.


نموذج موسّع للذكاء الاصطناعي في الخدمات السحابية

تضم خطة Google AI Plus مزايا متقدمة أبرزها سعات أعلى لتوليد وتحرير الصور عبر نموذج Nano Banana، مع إتاحة موسّعة لتوليد مقاطع الفيديو في تطبيق Gemini وتطبيقات Flow و Whisk. كما تتكامل الخطة مع خدمات Gmail و Google Docs لتجربة كتابة وتحرير أكثر ذكاءً، إضافة إلى وصول موسّع إلى أداة NotebookLM ومساحة تخزين 200 غيغابايت ضمن اشتراك Google One.

  • اشتراكات تبدأ بخصم %50 للمشتركين الجدد خلال الأشهر الستة الأولى.
  • دعم تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة مباشرة داخل التطبيقات المألوفة.
  • توافر تدريجي حسب البلد مع فروقات سعرية محلية.
  • شراكة جديدة مع LA28 وفريق الولايات المتحدة الأولمبي و NBC Universal تسبق الألعاب الأولمبية الشتوية والصيفية المرتقبة.

من المدونة الرسمية لجوجل

«Google AI Plus يساعد المستخدمين في إنجاز المزيد عبر نماذجنا وأدواتنا الأحدث، بتكلفة أقل.»


اتجاه واضح نحو دمج الذكاء الاصطناعي في الاستخدام اليومي

هذه التوسعة ليست مجرد توسع جغرافي، بل إشارة واضحة إلى الرؤية التي تتبنّاها جوجل في تحويل الذكاء الاصطناعي من «خدمة تجريبية» إلى طبقة استعمال يومية داخل بيئة Workspace. فهي تضع أدوات التعلّم الآلي بجوار أدوات البريد الإلكتروني والتخزين السحابي، بما يخدم المستخدم العادي لا المحترف فقط.

بالتوازي، تمهّد هذه الخطوة لمنافسة الخطط المدفوعة لـ ChatGPT و Copilot من مايكروسوفت، في لحظة تحتدم فيها المنافسة حول من يقدّم أكثر قدر من الذكاء والسلاسة في الاستخدام. ويبدو أن الجمع بين توليد الصور والفيديو والنصوص داخل منظومة واحدة هو الورقة الرابحة التي تراهن عليها جوجل حاليًا.

ورغم أن الأسعار تختلف حسب كل بلد، فإن البدء بحسم نصف السعر للمستخدمين الجدد يعكس رغبة واضحة في جذب قاعدة واسعة قبل الألعاب الأولمبية المقبلة، مستفيدة من شراكتها الإعلامية لعرض قدرات Gemini أمام جمهور عالمي.

تكشف تجربة دمج Gemini في Google Docs التي انطلقت مطلع 2024 أن الشركة تتجه تدريجيًا إلى جعل المساعد الذكي جزءًا لا يتجزأ من بيئة العمل وحياة المستخدم اليومية. من المتوقع أن تُحدث خطة AI Plus توازنًا بين الاستخدام الترفيهي (الصور والفيديو) والاحترافي (الكتابة والتحليل)، لتوسيع شرائح التبنّي بشكل طبيعي.



ما بعد التوسعة: سباق النماذج وسؤال القيمة

ذو صلة

على المدى القريب، ستطرح خطوة جوجل تساؤلًا حول جدوى الاشتراكات المتعددة للذكاء الاصطناعي، إذ بات المستخدم يوازن بين قيمة الأدوات وسعر تكرارها. ومع تنامي قدرات النماذج الصغيرة (Nano Models) وتسارع التكامل عبر واجهات API، سيتحوّل الذكاء الاصطناعي إلى خدمة بنيوية أكثر منه منتجًا منفصلًا.

قد يكون توسيع Google AI Plus أكثر من مجرد توجيه تسويقي؛ إنه تذكير بأن من يمتلك البنية التحتية والمحتوى والبيانات هو الأقدر على إعادة تعريف علاقة الإنسان بالتقنية. والسؤال الذي يلوح من الآن: هل سيبقى المستخدم مشتركًا في أكثر من منظومة ذكاء اصطناعي، أم سيختار في النهاية مأوى واحدًا لكل بياناته ومساعديه الرقميين؟

ذو صلة