ذكاء اصطناعي

Aluminum OS… محاولة جوجل القادمة للسيطرة على سطح المكتب

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

تستعد جوجل لإطلاق «Aluminium OS» كخطوة جديدة لتجاوز ChromeOS.

«Aluminium OS» سيعمل بنظام أندرويد ويدمج الذكاء الاصطناعي في جميع النواحي.

يهدف النظام الجديد للوصول إلى فئات الحواسيب المتميزة وليس الأجهزة البسيطة فقط.

تخطط جوجل للاعتماد على «Aluminium OS» كبديل طويل الأمد لـ ChromeOS.

الإطلاق الرسمي مقرر في عام 2026 لتتاح الفرصة لصقل النظام وإقناع المطورين.

في كل مرة نحسب أن جوجل قد اكتفت بتجاربها بين أنظمة التشغيل، تفاجئنا الشركة بخطوة جديدة تعيد طرح سؤال قديم: ماذا تريد جوجل حقًا من الحاسوب الشخصي؟ هذه المرة، الجواب يحمل اسمًا لامعًا… «Aluminium OS»، النظام الذي تسعى من خلاله الشركة إلى تجاوز حدود ChromeOS وإعادة تعريف مكانة أندرويد على سطح المكتب.


ولادة نظام جديد من رحم أندرويد

تأتي فكرة «Aluminium OS» بعد أكثر من عقد على وجود ChromeOS، النظام الذي نجح في المدارس والمؤسسات التعليمية لكنه لم يزاحم فعليًا أجهزة ويندوز أو macOS في الفئات المتوسطة والعليا. وفقًا لمؤشرات عدة، أقرّت جوجل ضمِنًا بأن الوقت حان لنظام مكتبي أندرويدي حقيقي، يتبنى ذكاءها الاصطناعي في العمق ويمنح أجهزتها المحمولة صدى أقوى في عالم الحواسيب.


ذكاء اصطناعي في قلب التجربة

ما يميز Aluminium ليس كونه نظامًا مبنيًا على أندرويد فحسب، بل كونه نظامًا "مبنيًا بالذكاء الاصطناعي"، كما توصفه جوجل في وثائقها الداخلية. الذكاء هنا ليس مجرد مساعد رقمي أو أدوات كتابة ذكية، بل يُفترض أن يتغلغل في إدارة الأداء، التوصيات، وسير العمل نفسه على الحاسوب. هذه المقاربة تجعل المقارنة بينه وبين Windows أكثر واقعية من أي وقت مضى، خصوصًا بعدما اتجهت مايكروسوفت للمسار ذاته بإدخال الذكاء الاصطناعي ضمن نظامها.


نقطة التحول بعد ChromeOS

تكشف تفاصيل الوظائف التي نشرتها جوجل أن «Aluminium OS» لن يكون مجرد تحديث لواجهة ChromeOS، بل بديل طويل الأمد له. الشركة تخطط، كما تشير بعض التسريبات، لعملية انتقال تدريجية تحافظ على استقرار بيئات العمل المؤسسية دون تعطيل المستخدمين. هذا يعني أننا أمام تحول مدروس لا يكرر الأخطاء التي رافقت أنظمة جوجل السابقة مثل Fuchsia أو مشاريع الأجهزة المنقطعة.


طموح جديد للأجهزة الفاخرة

الاختلاف الجوهري بين ChromeOS وAluminium هو في الفئة المستهدفة. فبينما ركز الأول على الأجهزة البسيطة، تسعى جوجل الآن إلى بوابة «الأجهزة المتميزة» — حواسيب محمولة بمعالجات قوية وشاشات متقدمة وتجربة استخدام أكثر عمقًا من متصفح كروم. قد نشهد بذلك أول محاولة جدية لأندرويد ليتحول من نظام للهاتف إلى منصة مكتبية كاملة، مدعومة بمعالجات Snapdragon للجيل المقبل.


علامات استفهام حول التوافق والدعم

رغم الوعود الكبيرة، هناك تساؤلات كثيرة حول مصير أجهزة Chromebook القديمة. من المرجح أنها لن تحصل على دعم النظام الجديد، بل ستبقى مع تحديثات أمان محدودة حتى انتهاء دورة حياة ChromeOS. مثل هذا القرار قد يخلق ارتباكًا مؤقتًا، لكنه في المقابل يتيح لجوجل التركيز على تجربة جديدة غير مقيدة بقيود العتاد القديم.


ما الذي يعنيه «Aluminium OS» لمستقبل الحوسبة؟

إعلان جوجل الرسمي بأن الإطلاق سيتم في عام 2026 يمنحها وقتًا كافيًا لصقل النظام وإقناع المطورين بالانتقال. وإذا نجحت في ذلك، فقد نكون أمام ولادة أول منصة مكتبية هجينة تجمع بين مرونة أندرويد وسلاسة الحواسيب التقليدية. إنها خطوة تمهّد لعالم يصبح فيه الهاتف والكمبيوتر وجهين لواجهة واحدة تعتمد الذكاء الاصطناعي كمحرك أساسي.

ذو صلة

في النهاية، لا تزال الرؤية غامضة بعض الشيء، لكن فكرة «Aluminium OS» تعكس رغبة جوجل في أن تكون لاعبًا رئيسيًا على سطح المكتب، تمامًا كما هي على الهواتف. قد تُعيد هذه الخطوة التوازن في مشهد أنظمة التشغيل، أو تفتح فصلاً جديدًا من التجارب الجريئة التي تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة.

ذو صلة