ميزة جدولة الرسائل تصل إلى Google Chat أخيراً

بينما يميل مستخدمو الدردشة إلى إرسال رسائلهم في لحظات العجلة، هناك دائمًا تلك اللحظة التي تتمنى فيها أن تصل كلماتك في وقت لاحق، دون أن تزعج من يتلقاها. يبدو أن "جوجل" أدركت أخيرًا هذه الحاجة المتكررة، فأعلنت عن ميزة طال انتظارها في تطبيق Google Chat: جدولة الرسائل.

تتيح الميزة الجديدة للمستخدمين كتابة الرسالة في أي وقت واختيار موعد إرسالها لاحقًا، حتى 120 يومًا مسبقًا. بذلك، يتحول Google Chat من مجرد أداة مراسلة فورية إلى وسيلة تواصل أكثر مرونة ووعيًا بتوقيت الآخرين، وخصوصًا أولئك الذين يعملون ضمن فرق موزعة عبر مناطق زمنية مختلفة.

التجربة بسيطة ومدمجة في واجهة الكتابة المعتادة. عند كتابة رسالة، يظهر سهم صغير بجانب زر الإرسال؛ الضغط عليه يفتح خيارات الجدولة التي تتيح تعيين وقت وتاريخ محددين للإرسال. بعد حفظ الرسائل المجدولة، يمكن للمستخدم إدارتها من صفحة خاصة في نافذة "المسودات"، حيث يمكن تعديلها أو إلغاؤها قبل موعدها المحدد.

تؤكد جوجل أن الميزة متاحة لجميع الفئات من المستخدمين: حسابات Google Workspace، والاشتراكات الفردية، وحتى الحسابات الشخصية المجانية. ومن المتوقع أن تصل الميزة إلى الجميع بحلول منتصف يناير 2026، ضمن طرح تدريجي عالمي. هذا الانفتاح يبرز رؤية الشركة لجعل أدواتها الإنتاجية متاحة بلا حواجز بين المستخدمين العاديين والمؤسسات.

تتجاوز أهمية هذه الخطوة مجرد تسهيل الاستخدام، فهي تعكس تحوّلًا في وعي الشركات التقنية تجاه ما يمكن تسميته بـ«اللباقة الرقمية». فالفصل بين الوقت الشخصي والمهني صار ضرورة، لا رفاهية، وتوفير خيار الجدولة يمثل احترامًا لهذا الفصل. إنه يتيح لمستخدمي Google Chat أن يكونوا أكثر تنظيمًا، دون خسارة حس التواصل الفوري الذي يميّز التطبيق.

تأتي جدولة الرسائل لتكتمل مع ميزات أخرى في نظام Google Workspace مثل جدولة البريد الإلكتروني في Gmail، مما يعزز تكامل بيئة العمل السحابية داخل المنظومة نفسها. قد تكون هذه الإضافة البسيطة بداية لمرحلة يندمج فيها Google Chat وGoogle Messages، في منصة موحدة تجمع بين الاستخدام الشخصي والمهني دون تعقيد.

خلال السنوات الأخيرة، بات لوعي المستخدمين بالتوقيت والخصوصية وزن أكبر في تجربة الاتصال. ومع هذا التحديث، لا تعد جوجل فقط بأداة جديدة، بل بلغة تواصل أكثر نضجًا، توازن بين الإتاحة والاحترام، وتؤكد أن التقنية ليست في السرعة وحدها، بل في فهم الإيقاع الإنساني اليومي.