ذكاء اصطناعي

جوجل تجري تعديلات خفية على متصفح كروم لجميع مستخدمي أندرويد

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أطلقت جوجل تحديثًا لمتصفح كروم لمعالجة "تلوث الإشعارات" على الأجهزة المحمولة والحواسيب.

سيُزيل التحديث أذونات الإشعارات تلقائيًا من المواقع التي لم يتفاعل معها المستخدم.

يعكس التحديث وعي جوجل بعبء الإشعارات وتحاول موازنة الوصول وسهولة الاستخدام.

تصبح تجربة التصفح أنظف وأكثر هدوءًا، فيما تبرز التحديات أمام المطورين لجذب المستخدمين.

يركز التحديث على تحسين العلاقة بين المستخدم والتقنية من خلال قرارات ذكية.

أطلقت جوجل تحديثًا جديدًا لمتصفح كروم على هواتف أندرويد وأجهزة الحاسوب، يهدف إلى التعامل مع ما يشبه "تلوث الإشعارات" الذي بات عبئًا على المستخدمين. التغيير سيجري بصمت في الخلفية، لكنه يعيد رسم طريقة تفاعل المواقع مع الأذونات والإشعارات دون تدخل مباشر من المستخدم.


تنظيف تلقائي للإشعارات غير المرغوبة

وفقًا لما نشرته جوجل في مدونة كروميوم الرسمية، سيقوم المتصفح بإلغاء أذونات الإشعارات تلقائيًا من المواقع التي لم يسجل المستخدم تفاعلًا معها لفترة زمنية طويلة. الهدف هو تقليل الإشعارات المكررة وغير المفيدة، خصوصًا أن بيانات الشركة أظهرت أن أقل من 1٪ فقط من الإشعارات تحظى بأي تفاعل فعلي.

الميزة الجديدة تعتمد على خوارزميات تتبع الاستخدام لتحديد المواقع "الخاملة"، ومن ثمّ إزالة إذن الإشعارات المرتبط بها. وفي حال تمت إزالة الإذن، سيُبلّغ المستخدم بذلك عبر تنبيه بسيط ضمن إعدادات «فحص الأمان» Safety Check في المتصفح.

  • إلغاء تلقائي لأذونات الإشعارات من المواقع غير النشطة.
  • إشعار المستخدم عند تنفيذ العملية.
  • عدم المساس بإشعارات تطبيقات الويب التقدمية (PWAs).
  • إمكانية تعطيل الميزة يدويًا من الإعدادات.

ما وراء التغيير: علاقة المستخدم بالإشعارات

تأتي خطوة جوجل بعد سلسلة من تجارب تحسين تجربة التنبيهات عبر منصاتها، أبرزها على يوتيوب الذي بدأ مؤخرًا اختبار تقليل إشعارات القنوات غير النشطة. التركيز هنا لم يعد فقط على الكمية، بل على نوعية الإشعار ومدى ارتباطه فعليًا بالمستخدم.

هذا التوجه يعكس إدراك جوجل لمسؤوليتها في إدارة "عبء الانتباه" ضمن بيئاتها الرقمية. فالإشعار، الذي صُمم في الأساس كوسيلة تواصل فورية، تحول بمرور الوقت إلى تدفق مزعج يهدد إنتاجية المستخدم. عبر هذا التحديث، تحاول الشركة إعادة التوازن بين سهولة الوصول والتخصيص الذكي.


"نريد مساعدة المستخدمين على تقليل التشويش اليومي دون أن يفقدوا التنبيهات المهمة" — من بيان جوجل الرسمي.


الانعكاسات على الخصوصية والتجربة المستقبلية

رغم الطابع الإيجابي للتحديث، فإن التغيير يأتي بالتوازي مع إدخال ميزات Gemini في كروم التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتثير تساؤلات حول جمع البيانات وتتبع التفاعل داخل المتصفح. يبرز هنا تباين بين من يرى في «الإلغاء التلقائي» خطوة نحو راحة رقمية، ومن يخشى أن يكون جزءًا من منظومة مراقبة أكثر عمقًا.

على الجانب العملي، قد يجد مطورو المواقع أنفسهم أمام تحدٍ جديد في الحفاظ على معدلات تفاعل مستقرة، إذ سيتعين عليهم خلق محتوى أكثر جذبًا للحفاظ على أذونات الإشعارات الفعالة. أما المستخدمون، فمن المرجح أن يشعروا بتجربة تصفح أكثر نظافة وهدوءًا، ولو بشكل غير ملاحظ في البداية.

ذو صلة

بين الصمت والذكاء: نحو متصفح يفهم المستخدم أكثر

تجربة كروم الجديدة تدفع نحو تصور أوسع لتفاعل الإنسان مع التقنية، حيث تختفي الأوامر الصريحة لتحل محلها قرارات ذكية تتخذ في الخلفية. هذا الانتقال من "ما يريد المستخدم" إلى "ما يفترض أن يريده" يفتح الباب لحقبة تتدخل فيها المتصفحات ليس فقط في ما نراه، بل في متى وكيف نراه. ويبقى التحدي الأهم هو ضمان أن يستمر المستخدم في الشعور بأنه هو من يتحكم، لا العكس.

ذو صلة