غوغل تقوم بتحديث متصفح كروم تلقائياً لمليارات المستخدمين حول العالم

3 د
تفعيل جوجل لتحديث كروم يقلل "ضوضاء الإشعارات" ليحسن تجربة المستخدم.
يتيح التحديث التفاعل الذكي ويوازن بين تحكم المستخدم وتوجيه المتصفح.
التحسين الجديد يتيح لكروم إدارة صلاحيات الإشعارات تلقائيًا مع إشعارات شفافة.
بدأ كروم تقنيات حجب منذ 2020 للتقليل من الإزعاج، والآن يزيد الكفاءة الإدراكية.
التحديث يعكس الاتجاه نحو تقليل الضغط الذهني وخلق إنترنت يعمل بهدوء.
تخيل أن تستيقظ في صباح يوم عادي، تفتح حاسوبك لتبدأ العمل، فتجد أن متصفحك المفضل أصبح أكثر هدوءًا فجأة. لا إشعارات من مواقع لم تعد تزورها، ولا نوافذ تطلب الإذن المزعج بإرسال التنبيهات. هذا ليس حدثًا عشوائيًا، بل خطوة جديدة من جوجل لتغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع الإنترنت من خلال متصفح كروم.
جوجل تُعيد تعريف التواصل الصامت عبر كروم
بدأت جوجل في تفعيل تحديث جديد لمتصفح كروم يستهدف تقليل ما تسميه "ضوضاء الإشعارات". الفكرة واضحة: لا حاجة لتنبيهات من مواقع لم تدخلها منذ فترة، أو تلك التي تفرط في إرسال رسائل لا ينتبه لها أحد. وفقًا لمدونة Chromium الرسمية، أقل من 1٪ من الإشعارات التي يتلقاها المستخدمون تُقابَل بأي تفاعل فعلي، وهو رقم يكشف مدى الإرهاق الرقمي الذي يتعرض له الجميع.
تجربة استخدام أكثر هدوءًا وذكاء
التغيير الجديد لا يقتصر على حجب الطلبات المزعجة، بل يمتد إلى طريقة تفاعل المتصفح مع المستخدم. فعندما يقرر كروم منع موقع من إرسال إشعارات، يُظهر رسالة صغيرة بالقرب من شريط العنوان توضح أن المتصفح يظن أنك لا ترغب في تلقي التنبيهات من هذا الموقع. إنه توازن دقيق بين التحكم الذاتي للمستخدم والخبرة الذكية التي يبنيها المتصفح اعتمادًا على سلوك الاستعمال اليومي.
من التحكم اليدوي إلى الصيانة التلقائية
في السابق، كان المستخدم هو الذي يتحكم بالكامل في الإشعارات عبر الإعدادات أو من خلال كل موقع على حدة. أما الآن، فإن التحديث يمنح كروم القدرة على إدارة هذه الصلاحيات تلقائيًا مع الحفاظ على الشفافية. جوجل أكدت أن المتصفح سيبلغك عند إزالة إذن الإشعارات من أي موقع، ويمكنك إعادة التفعيل بسهولة إما من ميزة "فحص الأمان" أو مباشرة عند زيارة الموقع من جديد.
تاريخ طويل من مقاومة الإزعاج الرقمي
منذ عام 2020، بدأ كروم في اعتماد نوافذ إذن أكثر هدوءًا، وتقنيات تحمي المستخدمين من سلوكيات الإشعارات المسيئة. الآن، ومع هذا التحديث الصامت، تتطور الفكرة نحو مستوى جديد من "الكفاءة الإدراكية"، إذ يسعى المتصفح إلى فهم متى يكون التنبيه مقبولًا ومتى يتحول إلى مصدر إزعاج. هذه الخطوة ليست تقنية بحتة، بل تعكس اتجاهًا أوسع في عالم التقنية نحو التحول إلى تجارب رقمية تقلل الضغط الذهني وتحترم وقت المستخدم.
"نسبة التفاعل المنخفضة مع الإشعارات تُظهر أن المستخدمين يبحثون عن الإنترنت الذي يعمل بهدوء في الخلفية، لا الذي يُطالب بانتباههم طوال الوقت."
مستقبل أكثر سكونًا للويب
لن تكون هذه الخطوة الأخيرة في رحلة جوجل نحو بناء متصفح أكثر وعيًا بسلوك الإنسان. في عالم يتزايد فيه التوتر الرقمي وتعدد المهام، يبدو أن الهدوء أصبح ميزة تنافسية جديدة. قد لا نشعر بالتغيير على الفور، لكن مع الوقت، سيتحول هذا الصمت الذكي إلى جزء أساسي من تجربة التصفح اليومية، أشبه بموسيقى خلفية هادئة لا تُسمع، لكنها تُحس.









