اكتشف متصفح جوجل الجديد الذي يصنع تطبيقاتك بكلمة واحدة

2 د
هذا المشروع الجديد "Disco" من جوجل يحوّل الكتابة لبيئة عمل متكاملة في المتصفح.
ميزة GenTabs تسمح للمستخدم بفتح علامات تبويب متنوعة تلقائيًا عن كل مهمة يطلبها.
التفاعل بين المستخدم والذكاء الاصطناعي في Disco يجعل التصفح عملية شراكة حقيقية ومتطورة.
مشروع Disco يسعى لإعادة التوازن بين سرعة الذكاء الاصطناعي وثراء التصفح التقليدي.
جوجل تدرس إمكانيات جديدة لحفظ ومشاركة التطبيقات التي ينشئها Disco بمرونة.
أصبحت فكرة تحويل الكلام إلى فعل ملموس أقرب إلى الواقع مما نتخيله. هذا ما تطرحه جوجل في أحدث تجاربها: متصفح يحمل روح المساعد الذكي وقدرة التطبيقات الفورية. المشروع الجديد الذي أطلقت عليه الشركة اسم "Disco" لا يكتفي بفهم ما يكتبه المستخدم، بل يبني حوله بيئة عمل متكاملة من علامات تبويب وتطبيقات صغيرة تعمل لحظيًا.
Disco: متصفح بتفكير المساعد الذكي
جوهر فكرة Disco يكمن في ميزة تدعى GenTabs. بمجرد أن يكتب المستخدم أمرًا بسيطًا، مثل "ضع لي خطة لرحلة إلى مكة"، يتولى المتصفح فتح علامات تبويب تخص الرحلة -من مواقع الحجوزات والفنادق إلى الخرائط والنصائح السياحية- ثم يقترح إنشاء تطبيق مصغر لتنظيمها. خلال ثوانٍ، يُحوّل الأمر إلى مشروع تفاعلي مدعوم بنموذج الذكاء الاصطناعي Gemini من جوجل.
التصفح كعملية بناء لا مجرد بحث

على عكس المساعدات الذكية التي تكتفي بإجابة جاهزة، يحاول Disco جعل تجربة التصفح شراكة حقيقية بين الإنسان والخوارزمية. كل موقع يفتحه المستخدم يصبح إشارة إضافية تدعم التطبيق الذي يُبنى أمامه. النتيجة هي جلسة تصفح تتطور باستمرار، تجمع بين تفاعلية الذكاء الاصطناعي ورحابة الويب التقليدي.
لماذا اختارت جوجل هذا الطريق؟
تقول جوجل إن المستخدمين الميل إلى الاكتفاء بالمحادثة مع النماذج اللغوية قلّل من زيارات الويب الفعلية. ومع نيّة جوجل الحفاظ على بيئة مفتوحة للمعلومات، جاء مشروع Disco ليعيد التوازن بين سرعة الذكاء الاصطناعي وثراء المحتوى الحقيقي. لذلك وُضعت آلية فتح التبويبات تلقائيًا لتشجيع العودة إلى التصفح التقليدي مع الحفاظ على عنصر الإنتاجية.
ميزات قيد التطوير ومستقبل مفتوح
ضمن الاختبارات الأولية، عرضت جوجل تطبيقات واقعية أنشأها Disco لرحلات وتنظيم مهام ودراسة مشاريع صغيرة. المستخدمون بدورهم اقترحوا إمكان حفظ هذه التطبيقات ومشاركتها أو ربطها مباشرة بخدمات جوجل مثل Docs وSheets. الشركة تدرس منح خيارات للحفظ المؤقت والدائم، لتصبح تجربة المتصفح مرنة وقابلة للتوسّع.
"نحن لا نعرف بعد ما إذا كان Disco سيُصبح أداة مستقلة أو ميزة مندمجة في كروم، لكننا نريد استكشاف شكل جديد للتفاعل مع الويب." — باريزا تبريز، رئيسة فريق كروم في جوجل
نحو متصفحات تفكر وتتعلم
سواء انتهى Disco كخدمة تجريبية أو كنواة لمتصفح مستقبلي، فإن فكرته تفتح الباب أمام تصور مختلف للتصفح. لم تعد النافذة الرقمية مكانًا تمر عبره فحسب، بل مساحة تُبنى أمامك حسب نيتك ورغبتك. هذا المزج بين النماذج اللغوية والإنترنت الحقيقي قد يشكل الخطوة التالية في رحلة المتصفحات نحو ذكاء تفاعلي أكثر وعيًا بالسياق والمستخدم.
في النهاية، يحمل مشروع Disco أكثر من تجربة تقنية؛ إنه محاولة لإعادة تعريف معنى "البحث" و"التصفح" في زمن الذكاء الاصطناعي، حيث لم تعد الشاشة مرآة للمعلومة فقط، بل شريكًا في صنعها.









