ذكاء اصطناعي

جوجل تطلق منصة Gemini Enterprise لتعزيز الأتمتة الذكية في بيئات العمل

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أطلقت جوجل منصة Gemini Enterprise كواجهة للذكاء الاصطناعي في بيئة العمل.

يتيح النظام التفاعل مع المستندات والبيانات وبناء وكلاء الذكاء الاصطناعي دون أكواد.

يتكامل النظام مع Google Workspace وMicrosoft 365 ويدعم الأمان الدقيق للبيانات.

تشمل خطط الاشتراك أسعار تبدأ من 30 دولارًا شهريًا للمستخدم وتستهدف الشركات المتوسطة.

تسعى جوجل لإعادة تصور الذكاء المؤسسي والتنافس مع مايكروسوفت وأمازون في السوق الذكي المتنامي.

أعلنت جوجل عن إطلاق منصة جديدة تحمل اسم **Gemini Enterprise**، وُصفت بأنها “واجهة واحدة للذكاء الاصطناعي في بيئة العمل”، وذلك خلال مؤتمرها في التاسع من أكتوبر 2025. المنصة الجديدة تجمع بين نماذج Gemini المتقدمة مثل Gemini 2.5 Flash Image وImagen وVeo، لتقديم حلول أتمتة مؤسسية مدعومة بوكالة الذكاء الاصطناعي التفاعلي.


منصة موحدة لذكاء الأعمال

تقدم Gemini Enterprise واجهة موحدة يمكن من خلالها التفاعل مع مستندات الشركة وبياناتها وتطبيقاتها، إلى جانب بناء وكلاء ذكيين (AI agents) وتنظيمهم عبر بيئة عمل بدون أكواد. ووفق ما أوضح سوندار بيتشاي، تهدف المنصة إلى تمكين المستخدمين من “التحدث مع بياناتهم” وتحسين إنتاجيتهم دون مغادرة بيئة الأعمال المعتادة.

يدعم النظام تكاملات مباشرة مع Google Workspace وMicrosoft 365 وSharePoint، إلى جانب تطبيقات مؤسسية مثل Salesforce وSAP، مما يتيح للوكلاء الوصول إلى معلومات دقيقة ضمن الأذونات المصرح بها فقط. كما تحتوي المنصة على نظام أمان جديد أطلق عليه اسم Model Armor يتيح تحكمًا دقيقًا في البيانات والإجراءات المسموح بها لكل وكيل.

  • خطط اشتراك تبدأ من 30 دولارًا للمستخدم شهريًا لنسخة Standard وPlus.
  • خطة Gemini Business بسعر 21 دولارًا للمستخدم شهريًا.
  • دعم للغات الهندية المحلية، من بينها الهندية، المراثية، التاميلية، والأردية.
  • الإتاحة في جميع الدول التي تُباع فيها منتجات Google Cloud، مع انتظار إعلان الأسعار في الهند.

وكلاء متعددو المهام داخل Workspace

إلى جانب المنصة الجديدة، قدمت جوجل مجموعة من الوكلاء متعدد الوسائط داخل تطبيقات Workspace، تشمل وكيل الفيديو القادر على تحويل العروض التقديمية إلى مقاطع بمرئيات وصوت مولّدين، ووكيل الصوت الذي يترجم المحادثات فورياً في Google Meet، ووكيل مخصص لعلوم البيانات قادر على بناء خطط تدريب النماذج تلقائيًا. كما أدرجت الشركة حزمة مخصصة لدعم العملاء عبر الدردشة والصوت.

في خلفية هذا التحرك، تُظهر المؤشرات أن المؤسسات الكبرى لم تصل بعد إلى مستويات نضج عالية في تبني الذكاء الاصطناعي المؤسسي. بحسب مسح من شركة KPMG، لم تتجاوز معظم مشاريع الذكاء الاصطناعي مرحلة التجريب، بينما أظهر بحث من MIT أن 95% من الاستثمارات الكبرى في الذكاء الاصطناعي لم تحقق عوائد ملموسة، ويرجع ذلك غالبًا إلى ضعف تكامل الأنظمة داخل البيئات المؤسسية.


“من خلال جمع جميع المكوّنات عبر واجهة واحدة، يغيّر Gemini Enterprise طريقة عمل الفرق وينقل الأتمتة إلى مستوى جديد” — من بيان جوجل الرسمي.


تحليل: لماذا هذا التوقيت بالذات؟

يبدو أن توقيت الإطلاق ليس مصادفة، إذ تتنامى المنافسة بين كبرى الشركات التقنية على السيطرة على “مساحات العمل الذكية”. تحاول جوجل عبر Gemini Enterprise أن تربط بين البنية السحابية وذكاء الأعمال، في مواجهة عروض منافسة من Microsoft Copilot وAmazon Q وOpenAI Team. اختيارها لتسعير يبدأ من 30 دولارًا يوحي بأنها تستهدف المؤسسات المتوسطة والكبيرة الباحثة عن حلول أتمتة قابلة للتوسع دون الاعتماد الكامل على فرق تقنية متخصصة.

عمليًا، يمكن أن تمثل المنصة تحولًا في كيفية تعامل الموظفين مع البيانات اليومية. في حال تمكنت جوجل من تحقيق التكامل السلس الذي وعدت به، فقد تؤدي Gemini Enterprise إلى تقليص الفجوة بين تجارب المستخدم الفردية وتطبيقات المؤسسات الضخمة، خصوصًا في الأسواق الناشئة التي تبحث عن إنتاجية أعلى بأدوات أكثر ذكاءً.


بوادر سباق جديد نحو الذكاء المؤسسي الحقيقي

ذو صلة

من المرجح أن تدفع الخطوة الجديدة منافسي جوجل إلى إعادة التفكير في مفهوم “الوكالة الرقمية داخل العمل”. فبينما تكتسب تطبيقات مثل ChatGPT Enterprise وCopilot Pro شهرة متزايدة، تسعى جوجل لتوسيع المدى عبر تقديم بيئة كاملة تضم واجهات المحادثة، التخزين السحابي، وتحليلات الأداء في نظام واحد.

في نهاية المطاف، تتحرك شركات التقنية الكبرى نحو مرحلة جديدة لا يكون فيها الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، بل نظام تشغيل مدمج في قلب كل عملية عمل. ويبقى السؤال المطروح: هل سينجح هذا الجيل من المنصات في تجاوز حواجز التجريب إلى اعتماد حقيقي يغيّر شكل بيئة العمل؟ الجواب سيتضح مع الوقت، لكن الاتجاه أصبح واضحًا - الذكاء الاصطناعي المؤسسي لم يعد على الهامش.

ذو صلة