ذكاء اصطناعي

جيميني من جوجل يتعلم الصبر ويمنحك المساحة الكاملة للتفاعل

مصطفى يسري
مصطفى يسري

2 د

بدأ جيميني من غوغل بتعلم الصبر والاستماع المستمر للمستخدمين دون انقطاع.

يختبر الباحثون خيار قفل الميكروفون ليبقى في "وضع الإنصات" المستمر.

يهدف التحديث إلى محاكاة حوار الإنسان بتفهم أعلى لفن الحوار البشري.

لا تزال التحديات اللغوية تواجه مستخدمي جيميني في التكامل مع منصات متعددة اللغات.

يُعيد التطوير تعريف مفهوم "المساعد الذكي" ليصبح شريكًا في التفكير.

قبل أعوام قليلة، كانت محادثاتنا مع المساعدات الصوتية قصيرة ومتوترة. نقول الجملة بسرعة خوفًا من أن تقطعنا التقنية قبل أن نكمل كلمة النهاية. اليوم، يبدو أن «جيميني» التابع لغوغل بدأ يتعلم الصبر، خطوة صغيرة لكنها تكشف كيف تتطور العلاقة بين الإنسان والآلة لتصبح أكثر تفهمًا لإيقاعنا البشري البطيء أحيانًا.


ذكاء اصطناعي يتعلم التمهل

اكتشف باحثون في تطبيق غوغل أن النسخة الجديدة من «جيميني» تختبر خيارًا يسمح بقفل الميكروفون في وضع الاستماع المستمر حتى يقرر المستخدم إيقافه يدويًا. الفكرة بسيطة لكنها ثورية في التجربة اليومية: بدلاً من أن تنتظر الآلة لحظة صمت قصيرة لتقاطعك بالإجابات، ستبقى في «وضع الإنصات». هذا التغيير يعني أن الذكاء الاصطناعي بدأ يفهم أن الكلام لا يُقاس بالسرعة بل بالمعنى الذي يحتاج إلى وقت كي يتشكل.


الاستماع فعل ذكاء وليس خوارزمية

مهارة الاستماع تُعد من أرقى مؤشرات الذكاء البشري، وقد ظلت غائبة عن معظم الأنظمة الذكية التي تبني فهمها على الإيقاع الرقمي لا الإنساني. ما تفعله غوغل اليوم هو محاولة نقل هذا البُعد الإنساني إلى داخل خوارزمياتها: أن تصغي الآلة، لا أن تتسرع في الرد. الأمر لا يتعلق بضبط ميكروفون فقط، بل بمحاكاة فن الحوار الذي يميز الإنسان عن الماكينة.

"حين تبدأ التقنية في تقليد الصمت الإنساني قبل الإجابة، فذلك دليل على نضوج حقيقي في تصميم الذكاء الاصطناعي."


حدود اللغة وتجربة الاستخدام

رغم هذه التحسينات، لا تزال التحديات اللغوية تؤرق المستخدمين، خاصة عند استخدام لغات غير الإنجليزية. فالتكامل بين واجهة جيميني ولوحة مفاتيح غوغل «Gboard» ما زال يعاني من مشكلات تمنع تجربة الكتابة أو الصوت المتعدد اللغات من أن تكون سلسة. وهذا يطرح سؤالًا حول مدى استعداد غوغل فعلاً لجعل منتجاتها أكثر شمولًا لغويًا وثقافيًا، لا أكثر تقدمًا تقنيًا فحسب.


حوار جديد بين الإنسان والآلة

ذو صلة

ما يحدث مع «جيميني» ليس مجرد تحديث تطبيق، بل يعكس تحولًا فلسفيًا في طريقة تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي. بعد أن كان التواصل أحادي الاتجاه، يصبح الحوار أكثر توازنًا: الآلة تسمعنا كما نحاول فهمها. هذه الخطوة، مهما بدت بسيطة، تُعيد تعريف معنى «المساعد الذكي» ليصبح شريكًا في التفكير لا مجرد مُترجم للأوامر.

ربما يأتي اليوم الذي تفهم فيه التقنية أن الصمت ليس خطأً في النظام، بل مساحة للتفكير. وعندما تصل إلى تلك الدرجة من الإصغاء، يمكن القول إننا اقتربنا بالفعل من صنع ذكاء يشبهنا.

ذو صلة