جوجل تطلق ميزة المشاركة في Gemini وتغير تجربة الذكاء الاصطناعي

أعلنت جوجل عن إضافة ميزة جديدة لمنصتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي Google Gemini، تتيح للمستخدمين مشاركة نتائج المحادثات والبحث بسهولة أكبر مع الآخرين. الميزة تأتي في وقت يشهد سباقًا متسارعًا بين شركات التقنية لتبسيط طرق التفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، بما يعزز من انتشارها في الاستخدام اليومي سواء في التعليم أو العمل أو حتى في الترفيه.

تتيح التحديثات الجديدة لمستخدمي Gemini مشاركة الاستجابات في شكل روابط مباشرة، ما يسهل تداولها عبر البريد الإلكتروني أو تطبيقات المراسلة أو حتى على منصات التواصل الاجتماعي. الفكرة الأساسية، بحسب جوجل، هي تحويل المحادثة التفاعلية من تجربة "فردية" إلى محتوى قابل لإعادة الاستخدام والنقاش الجماعي، وهو توجه يلائم الطريقة التي يعتمد بها العديد من مستخدمي الذكاء الاصطناعي اليوم على مشاركة المخرجات بشكل فوري وسلس.

الخطوة تحمل طابعًا عمليًا واضحًا، حيث إن الكثير من المستخدمين يعتمدون بالفعل على لقطات الشاشة أو النسخ اليدوي للردود لمشاركتها. مع التحديث الجديد، تسعى جوجل لخفض هذه الحواجز وتحويل Gemini إلى منصة أكثر تكاملاً وسلاسة في تبادل المعرفة.

- إمكانية توليد رابط مشترك لأي محادثة داخل Gemini. - دعم إعادة فتح الرابط ليستكمل الطرف الآخر استكشاف الردود. - إضفاء طابع تفاعلي على مخرجات الذكاء الاصطناعي بدل كونها ثابتة أو مجتزأة. - تبنّي آلية أقرب إلى مشاركة المستندات، ولكن بصيغة محادثة حيّة.

هذا التغيير، رغم بساطته التقنية، يحمل بعدًا استراتيجيًا مهمًا. فالمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي لم يعد حبيسًا بين السائل والمحرك، بل أصبح مادة يمكن تداولها ومناقشتها وتوظيفها ضمن سياقات جديدة. الأمر ينسجم مع رؤية جوجل في جعل Gemini أداة مدمجة في بيئة العمل والتعليم، لا مجرد مساعد شخصي محدود.

من الواضح أن إدخال أداة المشاركة يأتي أيضًا في إطار تنافسي مع منصات أخرى مثل ChatGPT من OpenAI، والتي بدأت بدورها بدعم ميزات مشابهة لتوسيع نطاق الاستخدام الاجتماعي والتعاوني. وأمام اتجاه مايكروسوفت لتعزيز تكامل Copilot في أوفيس، تبدو جوجل معنية بإيجاد موطئ قدم لمنتجها لضمان أن يكون حاضرًا في الحوارات الرقمية المشتركة.

يُذكر أن التوجه نحو جعل المحادثات قابلة للمشاركة ليس مجرد ترف، بل يأتي كرد عملي على احتياجات مستخدمي المؤسسات والطلاب على حد سواء، حيث تزداد أهمية الأتمتة التعاونية والتعلم التفاعلي القابل للتبادل. وبالنسبة لبيئتنا العربية، يضع هذا التحديث تحديًا إضافيًا يتعلق بجودة دعم اللغة ومخرجاتها، خاصة مع ازدياد الطلب على أدوات تستطيع فهم السياق المحلي بدقة أكبر، كما أشرنا سابقًا في تقرير عن تحديات تعريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.

ومع أن هذه الخطوة قد تبدو تقنية بحتة، إلا أنها تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول كيفية تحول الذكاء الاصطناعي إلى وسيط للنقاش الجماعي لا مجرد وسيلة للإجابة الفردية. فالسؤال الأهم ليس فقط عن كيفية مشاركة الردود، بل عن طبيعة الدور الجديد لهذه الأنظمة في تنظيم الحوار والمعرفة بين البشر.