ذكاء اصطناعي

Google Photos تضيف إنشاء مقاطع فيديو بالذكاء الاصطناعي لـ 1.5 مليار مستخدم

محمد كمال
محمد كمال

4 د

غوغل تُطلق تحديثات بالذكاء الاصطناعي لتحويل الصور الثابتة إلى فيديوهات قصيرة.

يمكن للمستخدمين اختيار أنماط مختلفة لإضفاء حركات فنية على الصور.

ميزة "الريمكس" تُحول الصور إلى أنماط فنية كالكارتون و3D تدريجيًا.

غوغل تقدم واجهة "إنشاء" جديدة تجمع أدوات الإبداع في مكان واحد.

جميع المحتويات تولّدها AI بعلامات مائية لحماية الخصوصية والمصداقية.

لم تعد صورك القديمة في ألبوم Google Photos حبيسة اللحظة، إذ كشفت شركة غوغل عن حزمة من التحديثات الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحوّل الصور الثابتة إلى مقاطع فيديو قصيرة وتمنحها لمسات فنية لا تخطر على بالك. الخدمة التي يستخدمها أكثر من 1.5 مليار شخص حول العالم تستعد للارتقاء بتجربة الصور إلى مستوى غير مسبوق، إذ تتيح للمستخدمين إعادة تشكيل ذكرياتهم عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة.


ذكاء اصطناعي يحول الصور الساكنة إلى حياة نابضة

في قلب هذه التحديثات نجد ميزة “تحويل الصور إلى فيديو”، المعتمدة على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي من غوغل والمعروفة باسم Veo 2، والتي بلمسة زر واحدة تجعل من صورتك الساكنة قصة مصوّرة تدوم ست ثوانٍ. ما عليك سوى اختيار صورة من معرضك، ثم تحديد النمط الذي ترغب به—إما “حركات خفيفة” لتحريك لطيف أو خيار “أشعر بالحظ” الذي يمنح الذكاء الاصطناعي حرية إبداعية أكبر في صنع الحركة. تتيح هذه الميزة لمستخدمي الهواتف بنظامي Android وiOS في الولايات المتحدة اختبارها فورًا، وهو ما يؤكد رغبة غوغل في تقريب إمكانيات التوليد الذكي للمستخدم اليومي، لا لمطوري التطبيقات والمتخصصين فقط. وبالاستمرار ضمن هذا السياق من الابتكار، نشهد كيف يتحول أرشيف الصور العائلي ليصبح مساحة للتجربة والتفاعل بدل كونه مجرد ألبوم تقليدي.


إبداعات فنية جديدة مع “الريمكس” وإعادة تصور الصور

انتقالًا من التحريك البسيط للصور إلى إعادة ابتكارها بصريًا، كشفت غوغل عن ميزة “الريمكس”، التي تعيد رسم صورك الشخصية والخاصة كرسوم أنيمي، أو كارتون، أو حتى رسوم تخطيطية بالأبيض والأسود أو صور ثلاثية الأبعاد نابضة بالحياة. هنا يدخل الذكاء الاصطناعي كفنان رقمي يحوّل الذكريات الجامدة إلى لوحات جديدة تعكس أنماطًا فنية معاصرة وشعبية بين المستخدمين الشباب ومحبي التميز. ويأتي انتشار هذه الميزة الجديدة تدريجيًا على نطاق المستخدمين في الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، في إطار سعي غوغل إلى دمج الفنون الرقمية في منصتها بعيدًا عن نمط الاستهلاك التقليدي للصور الرقمية. وبينما نستكشف حدود الإبداع البشري والمولّد تقنيًا، يظهر بوضوح الدور الهام الذي تلعبه أدوات الترفيه الرقمية مثل هذه في تغيير علاقتنا مع الذكريات القديمة.


كل شيء في مكان واحد: واجهة جديدة وتجربة استخدام مبسطة

ولإضفاء المزيد من السلاسة على التجربة، كشفت غوغل عن واجهة “إنشاء” جديدة تمامًا ستنطلق خلال أغسطس المقبل. هذه الواجهة تجمع كل الأدوات الإبداعية المرغوبة مثل تحويل الصور إلى فيديو، إضافة التأثيرات الفنية، إنشاء ملصقات وابتكار مقاطع الفيديو المميزة المتاحة سابقًا، تحت سقف واحد سهل التنقل والاستخدام. وهكذا يصبح الوصول إلى باقة كبيرة من الأدوات الذكية في مكان مركزي واحد يجعل تحسين الصور وتجسيد الذكريات في غاية السلاسة وبعيدًا عن التعقيد. سيساعد هذا التصميم الجديد المستخدمين من مختلف الأعمار على خوض غمار تقنيات الذكاء الاصطناعي دون أي عوائق تكنولوجية تذكر، ما يوطد رسوخ غوغل كمنبر رئيسي للأدوات الرقمية السهلة والمتجددة.


حماية الخصوصية وثقة المستخدم أولوية

ومن أجل الحفاظ على ثقة المستخدمين وضمان المصداقية، أوضحت غوغل أن كافة المحتويات التي يتم توليدها عبر الذكاء الاصطناعي تحمل علامات مائية رقمية غير مرئية، تُعرف باسم SynthID، إلى جانب علامات مرئية مشابهة لتلك المستخدمة في خدمة روبوت الدردشة “Gemini”. هذه الإشارات المميزة تؤكد أصالة الوسائط وتساعد على مكافحة انتشار المحتوى الاصطناعي غير المصرّح به، في ظل تزايد المخاوف من تزييف الواقع والوسائط الرقمية. إلى جانب ذلك، وصفت غوغل هذه الميزات بأنها “تجريبية” وتشجع المستخدمين على إعطاء التقييمات والملاحظات لتحسين الخدمة باستمرار. وباستمرار الإصغاء للمستخدمين، تعزز الشركة تأثير الابتكار في خدمة الأمان الرقمي والثقة المجتمعية.


توسُّع عالمي يتخطى الصور

ذو صلة

وتوضح استراتيجية غوغل أنها لن تكتفي بقطاع الصور والفيديو البسيط، إذ ستتيح قريبًا إمكانية تحويل الصور إلى فيديوهات قصيرة لصانعي محتوى “YouTube Shorts” في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، مع عزمها تضمين دعم تقنية Veo 3 مستقبلاً. هذه الخطوة تربط بين خبرة غوغل العميقة في استضافة الصور وبين طموحها الضخم للهيمنة على سوق المحتوى القصير والفيديوهات الجذابة عالميًا. ومن الجدير بالذكر أن أغلب هذه الميزات ستبقى مجانية مع وضع حدود لاستخدامها، على عكس ما توفره خدمة Gemini المدفوعة والتي تستهدف إنتاج فيديو متقدّم.

وفي تأمل ختامي لهذا المشهد الرقمي المتطور، يتبين لنا أن غوغل تعيد تعريف علاقتنا بالصور والذكريات بطريقة تدمج الذكاء الاصطناعي، الأمان الرقمي، وسهولة الاستخدام لشريحة واسعة من المجتمع. قد يكون بمقدور الشركة تعميق الأثر العاطفي لهذه الخصائص عبر التشجيع على استعمال كلمات أقوى من قبيل “إبداع” بدل “تغيير” لإبراز الأثر الحقيقي، أو قد يساعد تضييق محور التركيز في المقدمة على شد انتباه القارئ مباشرة إلى الجديد فعلاً، مع إضافة جملة في الخاتمة تربط بسلاسة بين حاضر الذكاء الاصطناعي ومستقبل الذكريات الرقمية. بهذه الخيوط المتشابكة يبقى السؤال دائمًا: ما الذي ستحمله لنا التكنولوجيا في ألبومات الغد؟

ذو صلة