ذكاء اصطناعي

غروك من xAI يكشف الفيديوهات المزيفة، يتتبع مصدرها، ويكشف التزييف العميق

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلن إيلون ماسك عن قدرة جديدة لروبوت الدردشة «غروك» لتحليل مقاطع الفيديو.

سيتيح «غروك» تحديد المقاطع المزيفة عبر "بصمات الذكاء الاصطناعي".

تدعم الميزة الجديدة للمستخدمين التحقق من مصدر الفيديو الأصلي ومدى صحته.

تُعتبر خطوة مهمة نحو استعادة الثقة في المحتوى الرقمي داخل منصة «إكس».

يثير المشروع تساؤلات حول الشفافية والخصوصية في تحليل المحتوى الرقمي.

أعلن إيلون ماسك أن روبوت الدردشة «غروك»، المطوَّر من قبل شركته xAI والمندمج في منصة إكس (Twitter سابقاً)، سيحصل قريبًا على قدرة جديدة لتحليل مقاطع الفيديو وتحديد ما إذا كانت مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، مع إمكانية تعقّب مصدرها الأصلي عبر الإنترنت. خطوة قد تبدو تقنية بحتة، لكنها تأتي في لحظة فارقة يتزايد فيها الجدل حول مصداقية المحتوى الرقمي وانتشار المقاطع المزيفة.


أداة لمحاربة عصر المقاطع المفبركة

جاء إعلان ماسك عبر رده على منشور في منصة إكس سلَّط الضوء على خطر تزايد المقاطع المزيفة (Deepfakes) التي يصعب تمييزها عن الحقيقة، حتى على أصحابها. وأوضح ماسك أن «غروك» سيُزوَّد بقدرة تحليلية تتبع ما يسميه "بصمات الذكاء الاصطناعي" داخل تدفق البيانات الرقمية الخام (تدفق البتات)، وهي محاولة للكشف عن آثار التوليد الاصطناعي عبر أنماط الضغط أو التلاعب في البيانات غير المرئية للعين البشرية.

ستتيح هذه الميزة لغروك أيضًا مقارنة البيانات الوصفية والمسارات الرقمية لمقاطع الفيديو بهدف التحقق من مصدرها الأصلي ومدى صحتها، في عملية تجمع بين التحليل الفني والبحث التتبعي عبر الإنترنت.


من التحقق من المنشورات إلى تحليل الوسائط

منذ إطلاق «غروك» عام 2023، ارتبط المشروع بجهود ماسك لمنافسة أدوات الذكاء الاصطناعي التابعة لـ OpenAI و«غوغل»، مع دمجه تدريجيًا داخل منصة «إكس». فقد وجّه ماسك الخدمة بدايةً لدعم التحقق من منشورات المستخدمين داخل المنصة، ثم أعلن لاحقًا أنه يخطط لجعل خوارزمية التوصيات تعتمد كليًا على «غروك»، لتحسين دقة المحتوى الموجه لكل مستخدم.

أما اليوم، فيبدو أن الشركة ترفع مستوى طموحها لتضيف إلى «غروك» قدرات تحقق مرئية تتجاوز النصوص. ومع تضخم سوق مقاطع الفيديو المولدة بالذكاء الاصطناعي واستخدامها في حملات تزييف وتشويه السمعة، تظهر أهمية هذه التقنية كمحاولة لإعادة تعريف الثقة في المحتوى الرقمي.

  • تحليل الفيديو لاكتشاف التوليد الاصطناعي عبر أنماط البيانات.
  • تتبّع المصدر الأصلي للمقاطع المنتشرة داخل «إكس» وخارجها.
  • دمج الخوارزمية ضمن نظام المحتوى الأساسي للمنصة.
  • فتح الباب أمام مشروع موسوعي باسم «غروكيبيديا» للتحقق من المعرفة ومصادرها.

تكنولوجيا جديدة... أم رقابة خفية؟

رغم ما تحمله التقنية من وعود بالأمان الرقمي، فإن استخدامها داخل منصة اجتماعية مليئة بالجدل حول الخصوصية قد يثير تساؤلات حول مدى الشفافية في تحليل المحتوى أو الاحتفاظ ببيانات المستخدمين. فكرة أن روبوتًا سيحلّل ملايين المقاطع بحثًا عن «بصمات رقمية» تفتح نقاشًا جديدًا حول حدود الذكاء الاصطناعي بين الحماية والمراقبة.


«تحليل الفيديو سيكون خطوة أساسية نحو فهم ما هو حقيقي فعلاً على الإنترنت» — إيلون ماسك


التحقق في عصر ما بعد الحقيقة

تسعى العديد من الشركات الأخرى، بينها «ميتـا» و«تيك توك»، لتطوير تقنيات مشابهة لكشف التزييف العميق، لكن ما يميز «غروك» هو ربط تلك التقنية مباشرةً بمنصة تواصل اجتماعي ضخمة، ما قد يمنحه قدرة فورية على فحص المحتوى أثناء مشاركته. وإن تحقق ذلك، فسيكون أول نموذج متكامل لذكاء اصطناعي يشارك في التحرير والتحقق في الوقت الحقيقي داخل شبكة اجتماعية واحدة.

ذو صلة

يبقى التحدي الأساسي في دقة نتائج التحليل وموثوقية آلياته. فحتى أكثر النماذج تطورًا ما زالت تواجه صعوبة في التمييز الحاسم بين المحتوى الأصلي والمُعدّل، خاصة حين يتم إنتاجه بواسطة أنظمة مولّدة متقدمة تعتمد على تقنيات مثل النمذجة التفاضلية أو التنقيط الزمني لضمان واقعية عالية.

وفي النهاية، يبدو أن «غروك» يتحول من مجرد روبوت دردشة إلى منظومة تحقق رقمية متعددة المستويات، قد تعيد تعريف العلاقة بين المنصات والمستخدمين، وبين الحقيقة والتلاعب. وربما تكون الخطوة التالية في سباق الذكاء الاصطناعي ليست في توليد المحتوى، بل في تمييز ما يمكن الوثوق به منه.

ذو صلة