أداة مذهلة في Claude 4.5 تغيّر المشهد الرقمي دون أن ينتبه إليها أحد

3 د
أعلنت شركة Anthropic عن أداة Imagine with Claude في نموذج Claude Sonnet 4.
5 للبرمجة الذاتية.
الأداة تعتمد على واجهة وصفية تولّد تطبيقات ولحظياً دون قاعدة كود ثابتة.
تقدم الأداة نموذجية «Computer Use» لتسهيل تنفيذ التعليمات بشكل شبه مستقل.
تقنية الاستدلال المتعدد الخطوات تسمح بتغيّر مستمر في التطبيقات.
توفر الأداة تجربة برمجية حية قد تغني العملية التقليدية مستقبلاً.
أعلنت شركة Anthropic عن أداة جديدة باسم Imagine with Claude ضمن إصدار نموذجها الأخير Claude Sonnet 4.5، لتكشف عن مفهوم مختلف تمامًا لتطوير البرمجيات: تطبيقات تُنشأ وتُعدّل نفسها لحظةً بلحظة. الأداة تمثل توجهًا تجريبيًا، لكنها جاءت لتفتح نقاشًا جديدًا حول مستقبل تطوير البرامج والذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على «البرمجة الذاتية».
تطبيقات تتكوّن آنياً بدل أن تُبنى مسبقاً
بحسب المدونة الرسمية التي أعلنت الخبر، يعتمد «Imagine with Claude» على واجهة وصفية، يُدخِل فيها المستخدم ما يريد إنجازه، لتتولى نسخة Claude Sonnet 4.5 توليد منطق التطبيق ووظائفه مباشرة دون الاعتماد على قاعدة كود ثابتة. الفكرة تتجاوز المفهوم المعتاد للأدوات منخفضة الكود، لتصبح التجربة أقرب إلى محادثة حيّة مع واجهة حاسوبية تتشكل لحظياً.
الخطوة تأتي بعد سلسلة من تحسّنات في قدرات النماذج على التفاعل مع أنظمة التشغيل، إذ أظهر النموذج قدرته على تنفيذ تعليمات متتابعة على الحواسيب بشكل شبه مستقل، وهي ميزة باتت تُعرف بـ«Computer Use». وبذلك، يراد لـImagine with Claude أن تُختبر كعرض حيّ لإمكانات النماذج في إدارة العمليات البرمجية دون ترميز تقليدي.
تحوّل في العلاقة بين الفكرة والمنتج الرقمي
تصف الشركة أداة Imagine بأنها تقرّب المسافة بين الفكرة والنموذج الأولي إلى «ثوانٍ قليلة»، ما يعيد تعريف مراحل التطوير التي كانت تتطلب أسابيع من التخطيط. ويمكن تلخيص التحول المنهجي في ثلاث نقاط أساسية:
- غياب مرحلة البناء المسبق: الكود يُنشأ بالطلب، لا يُخزّن.
- تكوّن واجهات الاستخدام بحسب لحظة التفاعل مع المستخدم.
- قابلية التطبيق للتغيّر المستمر دون إعادة نشر أو إعادة ترجمة.
تقنيًا، يعتمد النهج على استخدام قدرات النموذج الممتدة في «الاستدلال المتعدد الخطوات» (Multi-step reasoning) و«توليد التعليمات» في الزمن الفعلي، وهو ما يسمح له ببناء منظومة منطقية كاملة تتغير مع سياق الاستخدام. ورغم أن التجربة ما تزال محدودة، إلا أنها تطرح أسئلة عميقة حول موثوقية البرمجيات التي لا تتكرّر حالتها مرتين بالشكل ذاته.
«التطبيق يتطوّر أثناء التفاعل معه، لا بعده» - من البيان الرسمي.
انعكاسات على مشهد التطوير والمستخدم النهائي
على مستوى المطورين، قد تغيّر هذه المقاربة طبيعة العمل البرمجي نحو دور إشرافي وتصميمي أكثر من كونه تنفيذياً. أما بالنسبة للمستخدم العادي، فتُفتح احتمالات جديدة لإنشاء أدوات شخصية أو تطبيقات لحظية دون معرفة مسبقة بالبرمجة. التحدي الواضح هنا هو في الموثوقية والأمان، إذ إن الكود الذي يولَّد فورياً يصعب مراجعته أو اختباره بطريقة تقليدية.
يُذكّر هذا الاتجاه بما أعلنته بعض شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى عن طموحاتها في تحويل النماذج إلى "أنظمة استخدام عام" قادرة على التحكم بالحاسوب وإدارة التطبيقات عبر أوامر لغوية. وقد أشرنا سابقاً إلى مساعٍ مشابهة في خبر حول سباق الأدوات الذكية في تطوير البرمجيات، ما يشير إلى أن السوق بأكمله يتجه نحو تقليص الفاصل بين الإبداع البشري والتنفيذ الآلي.
من التجربة المؤقتة إلى التغيير الدائم
رغم أن Anthropic وصفت الأداة كتجربة قصيرة المدى، إلا أن مضمونها يكشف ملامح التحوّل القادم في بيئة التطوير. إن كان الذكاء الاصطناعي قادراً على إنتاج البرمجيات أثناء التشغيل، فقد تصبح البرمجة نفسها لغة تواصل أكثر منها صناعة تقليدية. وبين طموح الشركات وواقع البنية التحتية اليوم، يبدو المستقبل مفتوحاً على سؤال جوهري واحد: هل يمكن للبرامج أن تعيش فعلًا؟