فيلم إندونيسي من إنتاج الذكاء الاصطناعي يتفوق على Toy Story 3 بميزانية 30 مليون دولار فقط!

3 د
أعلنت إندونيسيا عن دخول صناعة السينما في مرحلة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
تبنت شركات الإنتاج نموذج Sora 2 لخفض التكاليف بنسبة تصل إلى 80٪.
تظهر نوسانتارا كأحد الأمثلة الناجحة على أفلام الذكاء الاصطناعي في السينما.
خطى قوية نحو أتمتة السينما تثير قلقًا بشأن فقدان الوظائف التقليدية.
طرح تساؤلات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع الفني الإنساني.
اتخذت صناعة السينما الإندونيسية مسارًا غير متوقع نحو المستقبل، بعد أن أعلنت مؤخرًا عن دخولها مرحلة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام، في خطوة تهدف إلى خفض التكاليف دون التضحية بالجودة البصرية أو الفنية التي تميّز الإنتاجات الهوليوودية.
تحوّل تقني يقود صناعة السينما في آسيا
جاء هذا التحول بعد إطلاق شركة OpenAI للنسخة الثانية من نموذج الفيديو Sora 2، القادر على توليد لقطات عالية الدقة مع معالجة صوتية واقعية ومحاكاة دقيقة للحركة والفيزياء. وهو ما دفع شركات الإنتاج الإندونيسية إلى تبنيه سريعًا لصناعة محتوى سينمائي منافس بتكاليف تقل بنسبة قد تصل إلى 80٪ مقارنة بالإنتاج التقليدي.
بحسب تقرير نشره موقع Rest of World ونقلته قناة "العربية Business"، يرى الأكاديمي بيسما فابيو سانتابودي من جامعة مولتيميديا نوسانتارا أن بلاده تقف على "حافة تحول جذري"، مؤكدًا أن Sora 2 "يمنح المبدعين حرية التجربة دون قيود الميزانيات الضخمة" التي كانت تعيق كثيرًا من المشاريع الفنية في المنطقة.
الذكاء الاصطناعي يغيّر معادلة الإبداع والإنتاج
في المقابل، لا يخلو هذا التوجه من آثار جانبية، إذ بدأت تظهر بوادر فقدان وظائف واسعة في مجالات المؤثرات البصرية وكتابة السيناريو والرسوم المتحركة، نتيجة تسارع الأتمتة ودخول أدوات مثل Runway وMidjourney وChatGPT إلى كل مراحل العمل الفني.
- يستخدم كُتاب السيناريو أدوات توليد النصوص لتطوير الحوارات.
 
- يعتمد مصممو القصة المصورة (Storyboard) على Runway لإنشاء لقطات تجريبية.
 
- توفّر أتمتة التأثيرات البصرية ما يقارب 70% من وقت تنفيذ المشهد.
 
ورغم ذلك، يرى بعض المخرجين أن مثل هذه الأفلام تفقد جزءًا من "الروح الإنسانية". فالكاتب الإندونيسي بايو كورنيا براسيتيا وصفها بأنها "مثالية أكثر من اللازم، خالية من العيوب والإحساس"، في إشارة إلى أن الإتقان التقني لا يساوي بالضرورة الإحساس الفني.
نوسانتارا.. تجربة ناجحة تعيد رسم المشهد
أحد أبرز الأمثلة على هذا التوجه كان فيلم "نوسانتارا"، الذي أُنتج بالكامل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وفاز بجائزة أفضل وثائقي في مهرجان أوروبي مخصّص للأفلام الناتجة عن الخوارزميات. كما أثبت إنتاج فيلم رسوم متحركة طويل مثل Critterz بميزانية بلغت 30 مليون دولار فقط، مقابل 200 مليون لفيلم تقليدي مثل "Toy Story 3"، أن المعادلة الاقتصادية يمكن أن تتبدّل خلال عقد واحد فقط.
— بحرول علمي – صانع قصص مصورة إندونيسي
"عندما يصل العالم إلى حدّ الإشباع من المحتوى الآلي، ستعود قيمة العمل اليدوي لتسطع من جديد."
في جامعة نوسانتارا، أُدرجت دورات دراسية جديدة متخصصة في صناعة الأفلام بالذكاء الاصطناعي، ما يؤكد التحول المؤسسي نحو دمج التقنية في التعليم والإنتاج على حد سواء. كما استضافت جزيرة بالي أول مهرجان دولي للأفلام المنتجة اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي بمشاركة عشرات الأعمال من مختلف القارات.
صناعة السينما بين الكفاءة والإنسانية
تتوقع تقارير فنية أن تؤدي أتمتة صناعة المحتوى إلى تأثير غير مسبوق على سوق الترفيه العالمي، حيث قد تتأثر أكثر من 200 ألف وظيفة سينمائية في هوليوود وحدها بحلول عام 2026. ومع ذلك، تظهر فرص جديدة في مجالات فن توجيه الذكاء الاصطناعي وتصميم البيانات السمعية والبصرية المولدة.
هذه التحولات تطرح تساؤلاً أعمق حول ماهية الإبداع ذاته: هل يكمن في الأداة أم في الإنسان الذي يستخدمها؟ يبدو أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المخيلة البشرية بالكامل، لكنه يعيد تعريف حدودها من جديد. وفي زمن تختلط فيه الخوارزميات بالمشاعر، يصبح الفن أكثر من مجرد إنتاج... بل تجربة مشتركة بين الإنسان والآلة.









