جنسن هوانغ يراهن على تفوق أوبن إيه آي: الشركة التي ستحقق تريليونات الدولارات وتغيّر المستقبل

3 د
جينسن هوانغ يرى OpenAI كأول شركة "متعددة التريليونات" رغم المخاوف من الفقاعة الاستثمارية.
ألمتن وزوكربيرغ يحذران من تكرار سيناريوهات الفقاعات السابقة مثل الدوت كوم.
إنفيديا تلتزم باستثمار 100 مليار دولار لدعم مراكز بيانات OpenAI، مما يثير تساؤلات.
دويتشه بنك يتوقع "صيف قبيح للذكاء الاصطناعي" إذا استمر التمويل بلا رقابة.
النقاش يتعدى السوق ليشمل السياسات النقدية مع تصريحات غير اعتيادية من رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
شهد قطاع الذكاء الاصطناعي خلال الساعات الماضية تصريحًا لافتًا من الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، أكد فيه أن شركة OpenAI مرشحة لتكون "أول شركة متعددة التريليونات على مستوى البنية التحتية الضخمة"، رغم تصاعد المخاوف من فقاعة استثمارية يثيرها قادة مثل سام ألتمان من OpenAI نفسه ومارك زوكربيرغ من ميتا. هذا التباين في المواقف يعكس انقسامًا عميقًا داخل وادي السيليكون حول مستقبل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
نظرة متفائلة مقابل تحذيرات متصاعدة
في الوقت الذي أبدى فيه ألتمان حذرًا بشأن "تدفق مبالغ ضخمة على مشاريع قد لا تحمل عائدًا حقيقيًا"، واعتبر زوكربيرغ أن السلوك الحالي يذكّره بفقاعات سابقة مثل الدوت كوم والبنية التحتية للسكك الحديدية، يظهر هوانغ متمسكًا برؤية مختلفة. بحسب قوله: "الحوسبة العامة قد انتهت، المستقبل هو للحوسبة المسرَّعة والذكاء الاصطناعي".
تصريحات هوانغ لم تأتِ في فراغ، بل جاءت عقب إعلان إنفيديا عن التزام استثماري ضخم بقيمة 100 مليار دولار لدعم مراكز بيانات OpenAI. هذه الخطوة، التي وُصفت بـ"التمويل الدائري"، تطرح أسئلة حول جدوى أن تقوم الشركة بتمويل عملائها الذين سيشترون منتجاتها لاحقًا، في ما يشبه إعادة تدوير الإيرادات.
- سام ألتمان: حذر من الفقاعة القادمة نتيجة الإفراط في التمويل.
 
- مارك زوكربيرغ: شبّه الوضع الحالي بفوران قطاعات سابقة انتهت بانكماش.
 
- جينسن هوانغ: راهن على طلب متزايد دائم على قدرات الحوسبة وليس مجرد دورة استثمارية.
 
— جينسن هوانغ
"كلما زاد التفكير، أصبحت الإجابة أفضل - والتفكير يحتاج إلى قدرة حوسبة أعلى".
انعكاسات على السوق والاستثمار
التقديرات المالية تشير إلى أن سهم إنفيديا في بورصة ناسداك مُسعّر بأعلى من أي وقت مضى، ما يجعل أي "خطأ" في تقدير الطلب كفيلًا بتأثير واسع على السوق. محللو دويتشه بنك وصفوا الوضع بأنه قد يقود إلى "صيف قبيح للذكاء الاصطناعي" إذا اندفع التمويل بلا رقابة.
ورغم أن استثمارات مثل هذه تفتح آفاقًا مذهلة أمام تطوير نماذج لغوية أكثر قوة وانتشارًا، فإنها تثير كذلك تساؤلات حول عدالة المنافسة، حيث يجمع كيان واحد بين دور المستثمر والمورّد في آن واحد. هذه السياسة قد تُسرّع الابتكار لكنها أيضًا تزيد هشاشة القطاع أمام أي تعثر محتمل.
اللافت أن النقاش حول الاستدامة لا يقتصر على السوق فقط، بل وصل حتى إلى خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي أشار إلى "كميات غير اعتيادية من النشاط الاقتصادي" المرتبط بالذكاء الاصطناعي، في إشارة نادرة تضع الصناعة تحت مجهر السياسة النقدية.
المعنى الأوسع لمستقبل الذكاء الاصطناعي
هذا الجدل يعكس مفترق طرق مهم في مسيرة الذكاء الاصطناعي: من جهة، هناك توقع بانتقال التقنية من مجرد تطوير نماذج إلى دمجها في تفاصيل الحياة اليومية من روبوتات محادثة إلى توصيات المحتوى والخدمات، وهو ما يعني استمرار ضخ الأموال. من جهة أخرى، هناك خطر أن يتحول السباق إلى تكرار لتجارب سابقة تركت وراءها شركات مفلسة ومستثمرين خاسرين.
المعادلة إذن لا تبدو بين "فقاعة" و"ثورة صناعية" فقط، بل بين كيفية بناء منظومة متوازنة قادرة على استيعاب هذا الحجم غير المسبوق من الاستثمارات دون الانهيار. السؤال الذي يبقى مفتوحًا: هل سيثبت الزمن صحة رهان هوانغ على الاستمرارية الهيكلية للطلب، أم تُثبت تحذيرات منافسيه أن الموجة، مهما بدت ضاربة، ليست بمنأى عن الانحسار؟









