ذكاء اصطناعي

ابتكار جديد في ماك بوك برو M5 يسهل استبدال البطارية لكنه لا يخلو من التحديات

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

طرحت آبل في MacBook Pro بشريحة M5 تصميمًا يسمح بالوصول للبطارية بسهولة أكبر.

كشف تقرير iFixit أن المستخدمين يمكنهم الآن استبدال البطارية دون أدوات خاصة أو خبرة تقنية كبيرة.

يشير هذا التغيير إلى تحول فلسفي في آبل نحو دعم "الحق في الإصلاح" وتحقيق استدامة تقنية.

رغم تحسين الوصول للبطارية، يعاني الجهاز من اختناق حراري بسبب نظام التبريد الحالي.

في كل مرة نحاول فيها استبدال بطارية حاسوب محمول من آبل، يتجدد السؤال القديم: لماذا يجب أن تكون هذه المهمة صعبة إلى هذا الحد؟ لكن المشهد تغيّر مع إصدار MacBook Pro المزود بشريحة M5. ففي خطوة صغيرة على الورق ولكن كبيرة في المعنى، أتاحت آبل للمرة الأولى وصولًا مباشرًا إلى علامات سحب البطارية دون الحاجة إلى فك لوحة التتبع. خطوة تُشبه اعترافًا غير معلن بأن الإصلاح ليس عدوّ التصميم الجميل.


خطوة نحو واقعية الصيانة

تقرير iFixit الشهير كشف أن هذا التعديل البسيط في هندسة MacBook Pro جعل عملية الاستبدال أكثر إنسانية وأقل إحباطًا. لم يعد المستخدم بحاجة إلى أدوات خاصة أو خبرة تقنية عميقة، بل مجرد معرفة أساسية بخطوات الفك. النتيجة ليست مثالية بعد، إذ ما زال الجهاز يحصل على تقييم متوسط في سهولة الإصلاح، لكنها بداية تدل على انفتاح تدريجي تجاه فلسفة "الحق في الإصلاح" التي طالما انتُقدت آبل بسبب تجاهلها.


ما وراء التغيير الميكانيكي

وراء كل تعديل في تصميم آبل رسالة خفية عن رؤيتها للمستقبل. سهولة الوصول إلى البطارية لا تعني فقط تقليل كلفة الإصلاح، بل توحي أيضًا بتبدّل في العلاقة بين المنتج ومستخدِمه. لم تعد الحواسيب المغلقة بإحكام دليلاً على التميز، بل أصبح الانفتاح على الإصلاح الذاتي دليلاً على النضج الصناعي. هذه الموازنة بين التصميم الصارم والحياة العملية هي ما يصقل هوية آبل الجديدة في زمن يعيد تعريف الاستدامة التقنية.


اختبار الحرارة وحدود الكمال

لكن في الوقت الذي تحسّن فيه الوصول إلى البطارية، ظهرت مشكلة أخرى. أظهرت اختبارات مكثفة من بعض القنوات التقنية أن نظام التبريد أحادي المروحة في MacBook Pro M5 لا يواكب أداء الشريحة تحت الضغط، مما يؤدي إلى ما يُعرف بالاختناق الحراري. هذا التحدي يعيد إلى الواجهة معادلة قديمة بين القوة والكفاءة الحرارية: إلى أي مدى يمكن للجمال الصناعي أن يعلو على متطلبات الأداء الواقعي؟


إشارات إلى تحول في فلسفة آبل

لم يكن هذا التعديل المعماري مجرد تحسين تقني، بل مؤشرًا على شيء أعمق. فآبل بدأت تدريجيًا بتخفيف قبضتها على منظومة الإصلاح الخاصة بها، وفتح الباب أمام المستخدم للمشاركة في دورة حياة الجهاز. صحيح أن البطاريات ما تزال تُباع على شكل وحدات مدمجة، لكن مجرد الحديث عن سهولة الوصول إليها كان أمرًا صعبًا تخيله قبل بضعة أعوام.

ذو صلة

نحو جيل جديد من العلاقة مع الأجهزة

ربما تُظهر هذه الخطوات الصغيرة كيف تتغير العلاقة بين الإنسان وتقنيته: من علاقة امتلاك إلى علاقة رعاية. عندما يصبح فكّ جهازك وإعادة إحيائه أمرًا ممكنًا دون كلفة باهظة أو تعقيد مزعج، تبدأ التكنولوجيا في التقرب من الحياة اليومية بدل أن تبقى حكرًا على المختبرات. وربما يحمل هذا المستقبل لونًا مختلفًا من البساطة التي لم تعد شكلية، بل واقعية وقابلة للمس.

ذو صلة