ميتا تراقب تفاعل موظفيها مع الذكاء الاصطناعي وتحول العمل إلى تجربة تفاعلية تنافسية

3 د
ميتا تسعى لجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا من حياة موظفيها اليومية وتحفيز الاستخدام.
برنامج "Level Up" يمنح شارات رقمية لتحفيز الموظفين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
قسم Reality Labs يهدف لرفع استخدام الذكاء الاصطناعي إلى 75٪ في فرق البرمجيات.
تشجع شركات مثل غوغل ومايكروسوفت استخدام الذكاء الاصطناعي كمقياس للإنتاجية.
يدفع النظام التحفيزي الموظفين لاستخدام التكنولوجيا لرفع مؤشرات الأداء الشخصي.
تسعى شركة ميتا إلى جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لموظفيها، ليس فقط عبر تطوير أدوات جديدة، بل من خلال تحويل استخدام هذه الأدوات إلى تجربة تنافسية أشبه بلعبة داخلية. تقرير حديث من Business Insider كشف أن الشركة بدأت برصد مدى اعتماد موظفيها على الذكاء الاصطناعي في عملهم اليومي، وأطلقت برنامجًا تفاعليًا بعنوان "Level Up" لتشجيعهم على زيادة الاستخدام.
لعبة داخلية لتحفيز الذكاء الاصطناعي
من خلال "Level Up"، يستطيع موظفو ميتا الوصول إلى لعبة متكاملة عبر المساعد الداخلي "Metamate"، حيث يحصلون على شارات رقمية عند تحقيق مستويات معينة من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. ويهدف البرنامج -بحسب مصادر داخلية- إلى جعل "التعلّم العملي" أكثر جذبًا وسلاسة، بدلًا من فرض التعليمات التقليدية أو التقارير الدورية.
اللافت أن بعض أقسام الشركة تشجع الموظفين بشكل عام على "اللعب والتجربة"، بينما تُلزم أقسام أخرى -خصوصًا في فرق تطوير البرمجيات والواقع الافتراضي- بتحقيق نسب استخدام محددة. فوفقًا للمصادر، يسعى قسم Reality Labs إلى رفع معدل الاستخدام إلى أكثر من 75٪ مقارنة بنسبة 70٪ المسجلة حاليًا، بعد أن لم تتجاوز 30٪ قبل أشهر قليلة فقط.
من المراقبة إلى المقاييس الإنتاجية
ليست ميتا الوحيدة في هذا الاتجاه؛ فشركات تقنية كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت تسير على طريق مشابه، حيث تربط استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بمقاييس الأداء أو تقييمات الإنتاجية. وفق التقرير نفسه، تتابع فرق الإدارة في هذه الشركات مقدار الساعات التي تم توفيرها بفضل الذكاء الاصطناعي أو عدد المهام المنجزة باستخدامه، في محاولة لقياس العائد العملي من الاستثمار في هذه التقنيات.
- غوغل تراقب إنتاجية المهندسين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة الشيفرات.
 
- مايكروسوفت تربط استخدام أدواتها مثل Copilot بمراجعات الأداء السنوي.
 
- شركات برمجيات طرف ثالث بدأت ببيع أدوات لمراقبة مدى اعتماد الموظفين على الذكاء الاصطناعي.
 
هذه المقاربة التي تجمع بين "التحفيز والمراقبة" تطرح تساؤلات حول التوازن بين تشجيع الابتكار واحترام حرية العمل الفردي، خصوصًا أن الاعتماد الزائد على نظام المكافآت قد يدفع بعض الموظفين إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لمجرد تحسين مؤشراتهم، لا لتحقيق فائدة حقيقية.
الذكاء الاصطناعي كعنصر في الثقافة المؤسسية
تبدو ميتا اليوم عازمة على دمج الذكاء الاصطناعي في ثقافتها المؤسسية، بعد أن أعلن مارك زوكربيرغ في وقت سابق أن الشركة تتجه نحو جعل وكلاء الذكاء الاصطناعي مساهمين فعليين في الإنتاج، بمستوى "مهندس متوسط الخبرة" بحلول عام 2025. خطوة "Level Up" هي امتداد لتلك الرؤية، إذ تحوّل الذكاء الاصطناعي من أداة مكمّلة إلى معيار جديد للكفاءة الداخلية.
— متحدث باسم ميتا
"نركّز على استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة الموظفين في أعمالهم اليومية، وهو أولوية واضحة داخل الشركة."
من منظور أوسع، يشير هذا التوجه إلى أن الجيل الجديد من الشركات التقنية لا يكتفي بإطلاق منتجات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للجمهور، بل يستخدمها لتغيير آليات العمل ذاتها. التحول من "أداة إنتاج" إلى "آلية تقييم" يعني أن أداء الموظف قد يُقاس قريبًا بمدى تفاعله مع هذه الخوارزميات، لا فقط بما ينجزه بالطرق التقليدية.
تحدي المستقبل: بين الإنسان والآلة
ما يحدث في ميتا اليوم يعكس ملامح مستقبل قريب، حيث لن يكون السؤال "هل تستخدم الذكاء الاصطناعي؟" بل "كيف تستخدمه؟". وإذا كانت الشركات تراه وسيلة لتحسين الكفاءة، فإن التحدي الأكبر سيكون في الحفاظ على إنسانية عملية العمل وسط تصاعد الأنظمة المؤتمتة والمقاييس الرقمية.
ربما يصبح النجاح المهني غدًا مرتبطًا بقدرة كل فرد على التوازن بين فهم الأدوات التكنولوجية وتوجيهها لخدمة الإبداع البشري، لا العكس.









