ميزة Vibes الجديدة في ميتا تحصد اهتمام الملايين وتجذب الأنظار بقوة

3 د
تطبيق Meta AI يتحول إلى مركز للإبداع الاجتماعي بفضل ميزة Vibes الجديدة.
ميزة Vibes تُمكّن المستخدمين من تحويل الصور إلى فيديوهات قصيرة قابلة للمشاركة بسهولة.
شهد التطبيق زيادة حادة في التحميل والاستخدام اليومي دون الحاجة لحملات تسويقية.
التطبيق يجمع بين حرية الإبداع والمسؤولية تجاه المحتوى والهوية الرقمية.
النجاح يتزامن مع بحث المستخدمين عن تجارب تفاعلية بصرية تتخطى النصوص التقليدية.
قبل أسابيع فقط، لم يكن كثيرون يذكرون تطبيق Meta AI إلا عرضًا، بوصفه أداة جانبية ضمن منظومة الشركة. اليوم، يجد المستخدم نفسه أمام موجة جديدة من الحماس تحيط بميزة تُدعى "Vibes"، التي حولت التطبيق إلى مساحة يتلاقى فيها الإبداع الاصطناعي مع حس المشاركة الاجتماعية. الارتفاع الحاد في معدلات التحميل والاستخدام اليومي ليس مجرد رقم في إحصائية؛ إنه مؤشر على حالة فضول جماعي تُعيد تعريف العلاقة بين المستخدم والتقنية الإبداعية.
ميزة تجمع بين الإبداع والهوية الرقمية
ميزة Vibes تتيح لمستخدمي Meta AI تحويل الصور إلى مقاطع فيديو قصيرة يمكن مشاركتها علنًا على موجز عام يشبه Reels في إنستجرام. ما يجعل هذه التجربة مختلفة هو أنها ليست محجوبة خلف دعوات أو اشتراكات مدفوعة مثل بعض أدوات توليد الفيديو المنافسة. يكفي أن تمتلك حسابًا على Meta حتى تبدأ بالتجربة. هذا الانفتاح في الوصول منح المستخدمين شعورًا بالحرية، دون المساس بخطوط الخصوصية، إذ يمنع التطبيق إنشاء مقاطع تحاكي وجوه المشاهير أو الأشخاص الحقيقيين.
طفرة أرقام تكشف حجم الشعبية
وفقًا لبيانات Similarweb، قفز عدد التنزيلات اليومية بين منتصف سبتمبر وأكتوبر من أقل من مئتي ألف إلى نحو ثلاثمئة ألف، بينما ارتفع عدد المستخدمين النشطين يوميًا إلى 2.7 مليون. هذه القفزة لم تُسجّل في محركات البحث أو الإعلانات، ما يُشير إلى أن الزخم جاء من داخل التجربة الاجتماعية ذاتها. إنها حالة نادرة تُولد فيها الشعبية من التفاعل العضوي لا من الحملات التسويقية.
فلسفة السهولة مقابل الحصرية
في الوقت الذي تختار فيه شركات كبرى مثل OpenAI أو Google حصر منتجات الفيديو التوليدية ضمن مجموعات مغلقة أو اشتراكات، يتبنى Meta AI فلسفة مختلفة: اجعل التقنية بيد الجميع، ثم راقب كيف يستخدمها هذا "الجميع". يبدو أن مستخدميه وجدوا متعة في سهولة التجربة وبساطة الواجهة، حيث تتقاطع المتعة الإبداعية مع حس المشاركة الفورية. وكأن المنصة تريد أن تخبرنا بأن مستقبل الوسائط ليس في حدود الأدوات، بل في انفتاحها.
تحوّل في ذائقة المستخدم الرقمي
تزامن النجاح مع تراجع طفيف في استخدام تطبيقات ذكاء اصطناعي أخرى مثل ChatGPT وGrok وPerplexity، ما يوحي بأن المستخدمين يبحثون حاليًا عن تجارب بصرية تفاعلية أكثر من النصية البحتة. لم يعد السؤال عن ما يمكن للذكاء الاصطناعي كتابته، بل ما الذي يمكنه أن يصوره ويحكيه بطريقة تشبهنا. إنها ذائقة جديدة تتشكّل حول المشاهدة والمشاركة أكثر من القراءة والتحليل.
بين الحرية والمسؤولية
التحدي القادم أمام Meta AI ليس فقط الحفاظ على الزخم، بل إدارة التوازن بين حرية الإبداع ومسؤولية المحتوى. فالابتكار المفتوح قد يدفع نحو أشكال جديدة من التعبير، لكنه يستدعي أيضًا وعياً بحدود الاستخدام واحترام الهوية الرقمية للآخرين. ربما يُمهّد هذا لموجة جديدة من المنصات الاجتماعية، حيث يكون الذكاء الاصطناعي شريكًا في التجربة لا مجرد أداة.









