منافسة شرسة بين عمالقة التقنية: ميتا تستقطب عالماً بارزاً من OpenAI لقيادة مختبر الذكاء الاصطناعي

3 د
استقطبت ميتا الباحث يانغ سونغ من أوبن إيه آي، لقيادة مختبرها الجديد للذكاء الفائق.
يعكس انتقال سونغ توجه ميتا لاستقطاب عقول مدربة، بعد تعيين تشاو من أوبن إيه آي أيضًا.
تمثل هذه الخطوات مساعٍ لتعزيز البحث في "الذكاء المعمم" ومنافسة جوجل وأمازون.
ميتا لتحقيق تقدم سريع عبر "نقل المعرفة" وبناء بيئة بحثية قوية.
السباق الآن بين الشركات لابتكار أنظمة تعتمد على الأمان والقدرة الحاسوبية وسرعة التطوير.
استقطبت شركة ميتا أحد أبرز الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من منافستها المباشرة أوبن إيه آي، حيث انضم يانغ سونغ، الذي كان يقود فريق "الاستكشافات الاستراتيجية" في أوبن إيه آي، إلى مختبر ميتا الجديد المعروف باسم Meta Superintelligence Labs في سبتمبر 2025. هذه الخطوة تندرج في سياق السباق المحموم بين عمالقة التقنية لبناء أنظمة أكثر تقدّمًا في الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع صعود مشاريع "الذكاء الفائق" كمجال تنافس رئيسي.
خلفية الخطوة وتوازن القوى بين اللاعبين
يأتي انتقال سونغ بعد فترة وجيزة من تعيين شينغجيا تشاو -وهو أيضًا من خريجي أوبن إيه آي- في قيادة مختبر ميتا الجديد، ما يعكس توجّهًا واضحًا لدى الشركة للاستعانة بعقول مدرّبة داخل المنافس المباشر. ميتا لم تُخفِ طموحاتها في السنوات الأخيرة، إذ حاول مارك زوكربيرغ مرارًا إعادة تموضع الشركة لتصبح لاعبًا مركزيًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي، بعد أن ربط استثماره السابق بعالم الميتافيرس الذي لم يحقق آماله.
حسب ما نقلته مجلة Wired، فإن سونغ بدأ بالفعل في منصبه الجديد منذ أوائل الشهر، حيث سيشرف على وضع استراتيجيات البحث في الذكاء الاصطناعي المعزز بالحوسبة الفائقة. هذه الخطوة ليست فقط تعزيزًا لفريق ميتا البحثي، بل أيضاً إشارة ضمنية إلى أن أوبن إيه آي قد تواجه نزيفاً في كوادرها مع استمرار الضغط التنافسي.
ما الذي يتغيّر داخل مشهد الذكاء الاصطناعي؟
انضمام أحد العقول البارزة مثل سونغ يشير إلى ثلاثة تحولات لافتة:
- توطد اتجاه ميتا للتحول من استثمارات الواقع المعزز إلى الاستثمار المباشر في الذكاء الاصطناعي الفائق.
 
- تعزيز استقطاب الكفاءات من داخل أوبن إيه آي نفسها، ما قد يسرّع من إعادة رسم الخريطة البشرية للبحث العلمي.
 
- رفع وتيرة المنافسة بين اللاعبين الكبار، خصوصًا مع دخول جوجل عبر DeepMind وأمازون عبر وحدات الحوسبة السحابية.
 
— أحد الباحثين المقرّبين من القطاع
"الميزة ليست في الموارد وحدها، بل في العقول التي تصوغ المستقبل."
تحركات ميتا الأخيرة ترتبط مباشرة بمحاولات الشركات الكبرى لاكتساب أفضلية في تطوير أنظمة "الذكاء المعمم" أو حتى "الذكاء الفائق"، وهو السباق الذي يشكل امتدادًا لإطلاق متجر GPT من أوبن إيه آي، حين ظهرت مؤشرات بأن المنافسة لم تعد محصورة في الأدوات الاستهلاكية بل تمتد إلى البنية التحتية والبحث العلمي العميق.
انعكاسات أوسع على خريطة البحث والابتكار
التحليل الأعمق هنا يكشف أن جذب باحثين من منافس مباشر لا يتعلق فقط بإشغال المناصب. الأمر يعني أن ميتا تحاول تسريع عملية "نقل المعرفة" وبناء بيئة بحثية قادرة على المنافسة خلال فترة زمنية قصيرة، بدلاً من بدء كل شيء من الصفر. كما أنّ دخول ميتا في مجال الذكاء الفائق يعكس قناعة بأن الجيل المقبل من النماذج اللغوية الموسعة سيحدد مصير الشركات خلال العقد القادم.
يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح ميتا في تحويل هذه الانضمامات إلى منتجات ملموسة تلامس المستخدم بالسرعة الكافية، أم أن المنافسين مثل جوجل وأوبن إيه آي سيظلون متقدمين بخطوة؟ من المؤكد أن المستقبل القريب سيشهد صراعًا أكثر حدّةً بين الشركات، حيث لم يعد الرهان على عدد الخوادم أو قوة المعالجات فقط، بل على من يستطيع ضبط التوازن بين الأمان، والقدرة الحاسوبية، وسرعة الابتكار.









