ذكاء اصطناعي

تعزيز الأمان الرقمي في واتساب وماسنجر لصد الاحتيال الإلكتروني

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلنت ميتا عن تحسين أنظمة الحماية في واتساب وماسنجر لمواجهة الاحتيالات الرقمية.

تعتمد ماسنجر على التحليل السلوكي لرصد الرسائل المشبوهة وتعزيز الخصوصية والدقة.

تعمل ميتا مع الباحثين لتعريف أشهر أساليب الاحتيال وإزالة الصفحات المزيفة.

يحمي الذكاء الاصطناعي المحادثات، لكن يطرح تساؤلات حول الخصوصية مقابل الأمان الرقمي.

تسعى ميتا لجعل الحماية بديهية لكبار السن، كتنبيهات أثناء مشاركة الشاشة.

مع كل مكالمة فيديو يجريها أحد أفراد عائلتك كبار السن على واتساب أو ماسنجر، هناك دائمًا خوفٌ دفين من أن يقع ضحية محتال رقمي. لم تكن هذه المخاوف مبالغًا فيها، إذ أصبحت التطبيقات التي نستخدمها يوميًا ساحة مفتوحة لمحاولات الاحتيال الذكية. في خطوة جديدة، أعلنت شركة ميتا عن تعزيز أنظمة الحماية في واتساب وماسنجر بهدف تضييق الخناق على من يستغل الثقة الإنسانية في قلب المحادثات الرقمية.


ذكاء اصطناعي يحرس المحادثات

الميزة الجديدة في ماسنجر تعتمد على التحليل السلوكي داخل الجهاز، إذ يرصد التطبيق الرسائل المشبوهة من حسابات غير معروفة. وإذا وافق المستخدم، يمكن رفع الرسالة إلى السحابة لتحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي، في خطوة تجمع بين الخصوصية والدقة. هذا النظام يقدم تفسيرًا واضحًا للأسباب التي جعلت الرسالة تبدو مريبة، ويعرض معلومات عن أنماط الاحتيال الشائعة في محاولة لتثقيف المستخدم لا مجرد حمايته.


وعي رقمي قبل التقنية

من اللافت في توجه ميتا أنه لا يتوقف عند الجانب التقني، بل يلمّح إلى أن الوعي البشري هو خط الدفاع الأول. فالشركة عملت مع باحثين لتحديد أشهر أساليب الاحتيال مثل انتحال دعم العملاء أو انتحال شخصيات المشاهير لخداع المستخدمين. هذه التحليلات كشفت عن آلاف الصفحات المزيفة التي أزيلت مؤخرًا من فيسبوك، ما يعني أن الحرب على الخداع لا تُخاض فقط بالخوارزميات، بل بالفهم العميق لآلية الإقناع التي يعتمدها المحتالون.


الذكاء الاصطناعي بين الأمان والخصوصية

رغم أن اللجوء إلى التحليل السحابي يمنح حماية إضافية، إلا أنه يثير تساؤلات حول حدود الخصوصية في بيئة تراهن على التشفير الكامل. تحتاج ميتا إلى إقناع المستخدم بأن مشاركة جزء من بياناته لا تعني التخلي عن حقه في السرية، وهو توازن دقيق بين الثقة والأمان الرقمي. من جانب آخر، تبقى هذه التقنيات مرحلة انتقالية نحو أدوات حماية أكثر نضجًا وشفافية.


المسنون في قلب المعركة الرقمية

الإحصاءات تشير إلى أن من تجاوزوا الستين عامًا يمثلون الشريحة الأكثر تضررًا من الاحتيالات الرقمية. ولذلك تسعى ميتا إلى تبسيط الحماية عبر خطوات بديهية مثل التنبيهات أثناء مشاركة الشاشة على واتساب أو اعتماد مفاتيح المرور لتسجيل الدخول. إنها محاولة لجعل الأمان جزءًا من العادة اليومية، لا خيارًا تقنيًا يحتاج إلى خبرة.


حدود جديدة لمسؤولية الشركات

ذو صلة

تحديثات ميتا تفتح نقاشًا أوسع حول حدود مسؤولية الشركات التقنية في حماية المستخدمين. فبعد سنوات من ترك المستخدمين يعتمدون على وعيهم الذاتي، يبدو أن المنصات بدأت تتصرف كحارس رقمي يشاركهم المسؤولية. السؤال القادم هو: إلى أي مدى يمكن لهذا الحارس أن يتدخل من دون أن يتحول إلى مراقب دائم؟

ربما يمثل هذا التوازن بين الثقة والتدخل السمة الأبرز في مستقبل التواصل الرقمي، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا في حماية الإنسان من دهاء الإنسان نفسه.

ذو صلة