مايكروسوفت بينت ينضم إلى سباق الذكاء الاصطناعي بإضافات مذهلة

3 د
مايكروسوفت تدمج خاصية "Restyle" في برنامج Paint لتحويل الصور بأسلوب فني باستخدام الذكاء الاصطناعي.
كانت شهرة Paint مستندة إلى بساطته، والآن يندمج في سباق الذكاء الاصطناعي.
خاصية "Restyle" تعتمد على الشبكات العصبية لتوليد أنماط فنية جاهزة.
السؤال الأساسي يبقى: هل نفقد الإبداع اليدوي مع تعميم الذكاء الاصطناعي؟ تحاول مايكروسوفت ترسيخ دمج Copilot لتسويق أجهزة جديدة بميزات حصرية.
هل كنت تتخيل أن تطبيق "الرسام" الذي تعودنا عليه منذ طفولتنا سيصبح محطة جديدة لتجارب الذكاء الاصطناعي؟ يبدو أن بساطة Paint، التي كانت سر شعبيته على مدار أربعة عقود، لم تعد كافية في نظر مايكروسوفت. الإصدار الأخير من التطبيق في نظام ويندوز 11 يكشف عن خاصية جديدة تدعى "Restyle" تمكِّن المستخدم من تحويل أي صورة إلى نسخة بأسلوب فني مختلف اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي.
الرسام بين النوستالجيا والذكاء الاصطناعي
طوال سنوات، كان Paint رمزًا للبساطة في عالم التصميم الرقمي؛ برنامجًا يأتي مع كل نسخة من ويندوز دون تعقيد أو طموح إبداعي ضخم. لكن مايكروسوفت، في إطار توسعها في دمج مساعدها "Copilot"، قررت إدخال لمسة من الذكاء الاصطناعي مباشرة إلى قلب أدوات النظام الأساسية. لا يبدو أن هذا التغيير جاء استجابة لطلب جماهيري بقدر ما هو جزء من سباق شركات التقنية نحو تعميم التجارب التوليدية في كل زاوية من بيئاتها الرقمية.
ميزة "Restyle" وما تقدّمه فعليًا
الميزة الجديدة تمكّن المستخدم من إعادة تلوين أو تحويل الصور بأسلوب فني مُعد مسبقًا: "بوب آرت"، "سكيتش"، أو أنماط أخرى أشبه بفلاتر جاهزة تولّدها الشبكات العصبية. إلا أن التجربة، بحسب العروض الأولى من مايكروسوفت، ليست مثيرة للإعجاب من الناحية الفنية. التحولات تبدو آلية أكثر مما هي إبداعية، وكأن التطبيق يحاول اللحاق بركب موضة الذكاء الاصطناعي دون إضافة حقيقية تميزه عن عشرات الأدوات المجانية الأخرى المنتشرة على الإنترنت.
بين الإبداع والسطحية التقنية
يرى بعض المراقبين أن هذه الخطوة تطرح تساؤلًا أعمق حول معنى "الإبداع" في زمن الذكاء الاصطناعي. Paint، الذي قام على التفاعل البشري المباشر مع فرشاة رقمية بسيطة، يتحول اليوم إلى أداة "إعادة تغليف" بصرية تعتمد على النماذج الحسابية أكثر من مهارة المستخدم. المفارقة أن أطفال الأمس الذين رسموا أولى لوحاتهم في Paint قد يجدون أنفسهم أمام تجربة لا تتطلب أي رسم على الإطلاق.
سياسة دمج Copilot في كل شيء
هذه الخطوة لا يمكن فصلها عن استراتيجية مايكروسوفت الأشمل لدمج Copilot في النظام بأكمله، من متصفح Edge إلى Office وصولًا إلى أدوات مثل Paint. الهدف المعلن هو "تسهيل الإبداع"، لكن النتيجة قد تكون عكسية: اعتماد مفرط على الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تجانس مخرجات المستخدمين بدل تنوّعها. كما أن حصر الميزة الجديدة على أجهزة "Copilot+ PC" المزودة بمعالجات Snapdragon يوضح توجه الشركة لتسويق فئة جديدة من الأجهزة عبر خصائص حصرية.
ما الذي بقي من روح Paint؟
مايكروسوفت سبق أن جددت Paint بإضافة الطبقات والفرش الحديثة، خطوة قوبلت بالترحيب لأنها أعادت للتطبيق أهميته كأداة تعليمية وفنية بسيطة. أما دمج الخصائص التوليدية فيبدو كأنه يعيد تعريف هوية البرنامج بالكامل. ففي محاولة لجعل كل شيء "ذكياً"، تفقد بعض الأدوات جوهرها الإنساني، أي تلك المتعة الصغيرة في الإبداع اليدوي البسيط.
وربما هذا ما يجعل الخبر مثيرًا للسخرية والدهشة في آن واحد: تطبيق ظلّ رمزًا للعفوية الرقمية يعلن اليوم دخوله عالم "الذكاء الاصطناعي"، ليصبح نموذجًا مصغرًا عن التحول الأوسع الذي تعيشه صناعة البرمجيات. السؤال الآن ليس ما إذا كان Paint سيتغير، بل هل سنبقى بحاجة إلى مهارة الرسم أصلًا حين تصبح كل اللمسات قابلة للتوليد بضغط زر؟









