مايكروسوفت تكشف عن ميزة العمل المرن داخل إكسل وورد

أعلنت مايكروسوفت عن إضافة جديدة في حزمة Office تحمل اسم "vibe working"، تجمع بين الذكاء الاصطناعي والانتاجية اليومية في Word وExcel، وذلك من خلال وضع جديد يسمى Agent Mode ووكيل ذكي داخل دردشات Copilot. الإطلاق بدأ رسميًا اليوم ضمن برنامج Frontier لمشتركي Microsoft 365 الشخصيين والعائليين وبعض عملاء الشركات، في خطوة تؤكّد أن الشركة تريد أن تنقل تجربة المستخدم من مجرد التلقين بالأوامر إلى تفاعل حواري يقرّب الذكاء الاصطناعي من أسلوب العمل الطبيعي.

الخاصية الجديدة مختلفة بوضوح عن الميزات السابقة في Copilot. في Excel مثلاً، لم يعد المساعد يؤدي مهام بسيطة كتلخيص الجداول أو إدراج دوال. بل أصبح قادراً على تحليل مهمة معقدة، تقسيمها إلى خطوات واضحة، وتنفيذها أمام المستخدم بطريقة يمكن مراجعتها ومتابعتها في اللوحة الجانبية. هذا يرفع مستوى الثقة ويعطي إحساسًا بأن المنتج ينتج أوراق عمل قابلة للتدقيق والتحقق، لا مجرد ناتج غامض من نموذج لغوي.

أما في Word، فيتحول تحرير النصوص إلى تجربة أقرب إلى **الحوار التفاعلي**، حيث يعرض Copilot مسودات، يقترح تحسينات، ويسأل أثناء الكتابة عن العناصر اللازمة، بحيث يشعر المستخدم كما لو أنه يعمل مع شريك كتابة لا أداة جامدة. الأمثلة التي عرضتها الشركة شملت إعداد تقارير شهرية تُدمج بيانات من أشهر سابقة وتُبرز التغيرات بشكل تلقائي.

يعتمد "Agent Mode" على نموذج GPT-5 من OpenAI، بينما تم تشغيل "Office Agent" داخل محادثات Copilot باستخدام نماذج Anthropic، التي توفَّر عبر منصة Amazon Web Services. هذه الازدواجية الكامنة في البنية توضح أن مايكروسوفت لم تعد تكتفي باحتكار نماذج OpenAI ضمن منتجاتها، بل بدأت تمنح مساحة لشركاء منافسين لتوسيع خياراتها.

ومن الملاحظ أن إدخال نماذج من شركات مختلفة يطرح سؤالاً حول مستقبل التكاملات، خصوصاً أن نماذج Anthropic لا تزال تعمل عبر قواعد خدمات سحابية منافسة لمايكروسوفت (AWS). عدم إدماجها بعمق في برمجيات سطح المكتب قد يكون محاولة لتجنب تضارب البنية التحتية.

لا يبدو أن هذه الخطوة مجرد إضافة تجميلية للتطبيقات، بل محاولة لإعادة تعريف كيفية إنتاج المستندات والبيانات. فالمستخدم غير المتخصص في Excel سيجد نفسه أقرب لإنجاز تقارير معقدة دون الحاجة لدورات تدريبية طويلة، والكاتب أو المُعدّ سيعمل في Word مع مساعد يفكّر بصوت مسموع. ومع دخول أكثر من نموذج ذكاء اصطناعي في قلب المنظومة، تتضح معالم منافسة جديدة داخل الفضاء نفسه الذي تحتلّه OpenAI وAnthropic، حيث بات من الواضح أن المشهد لا يُحدد فقط بقدرات النماذج بل أيضًا بمدى كفاءتها في خدمة سيناريوهات يومية للمستخدمين.

التحول الذي تقوده مايكروسوفت يعكس محاولة لتقديم الذكاء الاصطناعي كعامل مدمج لا كأداة إضافية، شبيه بذلك الذي نشهده في سباق التخصيص التلقائي على منصات الأخبار أو محركات البحث مثل تحديث غوغل الأخير لمحرك البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يبقى التحدي حول درجة الاعتماد والثقة في إخراج هذه الأدوات، وأين يقف الإنسان وسط موجة "الأتمتة الحوارية". هل ستمنح هذه التجربة وقتًا أطول للتفكير الاستراتيجي والإبداعي، أم تدفع المستخدم للاتكال الكامل؟ الإجابة قد تحدّد بالفعل معنى "العمل بالأسلوب الجديد" الذي تراهن عليه مايكروسوفت.