مايكروسوفت تعطل أداة ترقية ويندوز 11 في اللحظات الأخيرة قبل نهاية دعم ويندوز 10

3 د
تسبب خلل في أداة ترقية ويندوز 11 في انزعاج واسع بين المستخدمين.
تعطلت الأداة قبل توقف دعم ويندوز 10، مما أثار انتقادات لطريقة إدارة مايكروسوفت للانتقال.
قدمت مايكروسوفت حلاً مؤقتًا باستخدام "Windows 11 ISO" للتثبيت اليدوي.
يشير الخلل إلى تحديات في جاهزية الانتقال لمرحلة ويندوز 11 والثقة الرقمية.
تزامن خلل تقني محرج مع حدث مصيري في تاريخ «ويندوز»: فقد تعطّلت أداة الترقية الرسمية إلى ويندوز 11 في اللحظة التي يستعد فيها ملايين المستخدمين حول العالم لتوديع ويندوز 10 نهائيًا. هذا التوقيت المزعج ألقى بظلاله على استعدادات المستخدمين، وحرّك موجة انتقادات حول طريقة إدارة مايكروسوفت لانتقال نظامها التشغيلي الأكثر انتشارًا نحو جيله الجديد.
الأداة التي يُفترض أن تسهّل الترقية… تتعطّل قبل الموعد المنتظر
بحسب تقرير نشره موقع Windows Central، اعترفت مايكروسوفت بوجود خلل في النسخة الأخيرة من «Windows Media Creation Tool» رقم 26100.6584، ما يؤدي إلى إغلاقها المفاجئ دون أي رسالة خطأ عند تشغيلها على أجهزة ويندوز 10. هذه الأداة، التي يعتمد عليها ملايين المستخدمين لإنشاء وسائط تثبيت وترقية النظام، أصبحت غير صالحة للاستخدام قبل أقل من 24 ساعة من توقف الدعم الرسمي لويندوز 10.
تأتي هذه المشكلة بالتزامن مع اقتراب الموعد النهائي لإنهاء دعم النظام السابق في 14 أكتوبر 2025، وهي المحكمة التقنية التي كانت مايكروسوفت قد أكّدتها منذ أشهر ضمن خطة الانتقال الكاملة إلى ويندوز 11. الشركة كانت تُكثف إشعارات الترقية والإعلانات داخل النظام لإقناع المستخدمين بالتحول، ما جعل توقيت العطل أكثر إرباكًا للمجتمع التقني.
البديل الرسمي workaround لتجاوز المشكلة
مايكروسوفت أشارت إلى أنّها تحقق في السبب، لكنها قدّمت حلاً مؤقتًا يسمح للمستخدمين بإكمال الترقية عبر صفحة «مساعد تثبيت ويندوز 11». يمكن للمستخدمين تحميل ملفّ «ISO» مباشرة ثم تشغيل التثبيت يدويًا، ما يتطلب بعض الخبرة التقنية مقارنة بالأداة المخصصة المبسطة. هذه الخطوة، وإن كانت توفر مخرجًا عمليًا، تكشف هشاشة الاعتماد الكامل على أداة واحدة عند التعامل مع انتقال تشغيلي بهذا الحجم.
- الإصدار المتأثر: Media Creation Tool v26100.6584
- أنظمة التشغيل المتأثرة: ويندوز 10 (x64)
- المشكلة: الإغلاق الفوري للتطبيق دون طرح رسالة خطأ
- الحل المؤقت: تنزيل «Windows 11 ISO» يدويًا وتثبيته عبر «مساعد التثبيت»
- الأجهزة المستثناة: تلك التي تعمل بمعمارية Arm64 لا تزال غير مدعومة بالأداة
تحليل: دلالات التوقيت وسيناريوهات ما بعد 10
خلف هذا الخلل، تلوح أسئلة أعمق بشأن جاهزية مايكروسوفت لمرحلة ما بعد ويندوز 10. بعد أكثر من عقد حافظ فيه النظام السابق على قاعدة مستخدمين تتجاوز المليار جهاز، انتقلت الشركة إلى سياسة «الدفع نحو 11» التي تدمج متطلبات عتادية جديدة وأماناً مشدداً. ومع ذلك، تتزايد المخاوف من بطء الانتقال، خاصة مع استمرار مؤسسات عديدة في الاعتماد على بنية ويندوز 10 لدواعي التوافق أو الكلفة.
من الناحية التحليلية، يمكن اعتبار هذا الخلل إشارة إلى صعوبة التغيير داخل البنية العملاقة لمنتجات مايكروسوفت؛ فحتى أداة صغيرة مثل MCT تمثل حلقة مفصلية في دورة التبني الكاملة للنظام. أيّ خلل فيها ينعكس فوراً على تجربة المستخدم، ويغذي الجدل حول مدى شمولية اختبار الأنظمة قبل إطلاقها للعامة.
من الجدير بالذكر أن الشركة عرضت قبل أسابيع برنامج «التحديثات الأمنية الممتدة» (ESU) الذي يمنح مستخدمي ويندوز 10 عاماً إضافياً من دعم الأمان مجانياً عند ربط أجهزتهم بحساب مايكروسوفت السحابي، مع خيار مدفوع مقابل 30 دولارًا. هذا الحل الانتقالي يمنح الشركات والمستخدمين فسحة إضافية لحين ترتيب الترقية الكاملة، لكنه لا يعوّض الحاجة إلى أدوات موثوقة تسهّل العملية.
ما وراء الخلل: الثقة الرقمية على المحك
يرى خبراء أن هذا النوع من الأعطال وإن بدا محدودًا تقنيًا، إلا أنه يضرب في عمق الثقة بين المستخدم والمنظومة الرقمية التي يعيش داخلها. فحين تتعطل الأداة التي ينبغي أن تسهّل الانتقال، تبدأ الأسئلة حول كفاءة إدارة المنتج وتنسيق عمليات التحديث بين الفرق الهندسية. وفي بيئة تعتمد أكثر فأكثر على التوزيع السريع للبرمجيات، يصبح التواصل والشفافية عاملين أساسيين لتجنب ارتباك المستخدمين واستنزاف ثقتهم.
الخلل سيُصلح على الأرجح خلال أيام، لكن التجربة الجماعية التي مرّ بها المستخدمون تشي بأن الانتقال إلى «ويندوز 11» ليس مجرد تحديث تقني، بل اختبار لمدى انسجام رؤية مايكروسوفت مع حاجات جمهورها. فالأدوات قد تُصلح، لكن العلاقة مع المستخدم لا تُرمّم بسهولة.