ذكاء اصطناعي

براءة اختراع تكشف رؤية موتورولا لهاتف يندمج مع الجسد

مصطفى يسري
مصطفى يسري

2 د

"موتورولا" تسعى لإعادة التكنولوجيا القابلة للطي بلمسة شخصية وملمس تفاعلي جديد.

تتطلع الشركة لإستخدام براءة اختراع جديدة لدمج الأجهزة بالجسد كساعة ذكية متكيفة.

التحدي الأكبر هو التأقلم السلس للأسطح المرنة مع البرمجيات والبيئة المحيطة.

مشروع موتورولا يعود لربط الهواتف بالتقنية الشخصية ضمن سوق مشبع ومُتنافس عليه.

الأجهزة الحية قد تصبح مستقبل التكنولوجيا مع فهمها العميق لاحتياجات المستخدمين الفورية.

في صباحٍ رقمي مزدحم بالأجهزة القابلة للطي، يظهر اسم "موتورولا" من جديد في العناوين. الشركة التي علّمت العالم معنى الهاتف الأنيق بمحاركه القابلة للانغلاق، تحاول اليوم أن تعيد ابتكار العلاقة بين الهاتف والجسد، ليس من خلال تطبيق أو سوار ذكي، بل عبر جهاز يمكن لفّه حول المعصم كقطعة تكنولوجية حيّة تتنفس التفاعل.


العودة إلى طموح قديم بثوب جديد

براءة الاختراع التي كشفت عنها "موتورولا" مؤخرًا تعيد إلى الأذهان حلمها الممتد منذ سنوات: هاتف يندمج مع الجسد حرفيًا. الفكرة ليست مجرد تطوير لشاشة قابلة للطي، بل نظام مرن قابل للتمدد يغيّر شكله بحسب الاستخدام، من هاتف صغير إلى ساعة ذكية تلتف حول المعصم. ما يميز هذا النهج هو الرغبة الواضحة في تجاوز حدود الشكل التقليدي للأجهزة المحمولة نحو مفهوم يرتبط أكثر بالإحساس والملمس والتجربة الشخصية.


المرونة كفلسفة تصميم

التقنيات القابلة للانثناء لم تعد جديدًا بحد ذاتها، لكنها تحولت إلى ساحة اختبار لفلسفة تصميمية جديدة، ترى أن الجهاز يجب أن يتأقلم مع الإنسان، لا العكس. في حالة "موتورولا"، تشير المخططات إلى وجود حساسات ذكية تتعرف على شكل الجهاز وموقعه لتعدل واجهة الاستخدام فورًا. هذا يعني أن الذكاء هنا ليس فقط في البرمجيات، بل في البنية نفسها، في قدرة المادة على الاستجابة للمحيط.

"التكنولوجيا تصبح أكثر حميمية عندما لا تحتاج إلى التفكير في تشغيلها."


تحديات التنفيذ قبل الإبهار

رغم الوعود البصرية التي تقدمها براءة الاختراع، يبقى التنفيذ الفعلي تحديًا معقدًا. غياب التفاصيل التقنية عن الكاميرا والبطارية مثلاً يوحي بأننا لا نزال في مرحلة الفكرة. التجارب السابقة أثبتت أن الصعوبة لا تكمن فقط في صنع شاشة تنثني بسلاسة، بل في ضمان دوامها واستقرار نظام التشغيل أثناء الانتقال بين الأوضاع المختلفة. وهنا تحديدًا يُختبر نضج منظومة "موتورولا".


بين الابتكار والهوية

لطالما كانت "موتورولا" مرتبطة بالجرأة في التصميم؛ من هاتف Razr الذي غيّر لغة الهواتف المحمولة، إلى محاولاتها المستمرة لمزج الحواس بالتقنية. إلا أن العودة عبر مشروع كهذا تشير إلى محاولة استعادة موقع قيادي في سوق يشهد تشبعًا بالأشكال المتقاربة. من ناحية أخرى، يعبّر هذا الاتجاه عن حنينٍ داخلي نحو الزمن الذي كانت فيه الهواتف تحمل توقيعًا لشخصية مبتكرها.

ذو صلة

هل ينجح التحوّل إلى الأجهزة الحية؟

يمكن النظر إلى هذا المشروع كجزء من مسارٍ أوسع نحو أجهزة "حية": أدوات تفهم مكانها، وزمن استخدامها، وتتكيف مع صاحبها لحظة بلحظة. لكن النجاح في هذا النوع من الابتكار لا يقاس فقط بالشكل المذهل، بل بمدى تكامل البرمجيات مع التصميم، وهي نقطة لطالما شكلت التحدي الأبرز للشركة. ومع ذلك، فإن الخطوة وحدها كافية لإثارة خيال الصناعة وإعادة طرح سؤال قديم: إلى أي مدى يمكن أن يصبح الهاتف امتدادًا فعليًا للجسد؟

ذو صلة