ماسك يبيع جروك للحكومة الأمريكية بـ ٤٢ سنتًا!

في خطوة غير متوقعة أثارت جدلاً في سوق الذكاء الاصطناعي، حصلت شركة xAI المملوكة لإيلون ماسك على اتفاق رسمي مع إدارة الخدمات العامة الأمريكية (GSA) يتيح لوكالات الحكومة الفيدرالية استخدام روبوتها الحواري "Grok" بسعر رمزي لا يتجاوز 0.42 دولار، مقابل 18 شهرًا من الخدمة. الاتفاق يضع xAI في مواجهة مباشرة مع شركات مثل OpenAI وAnthropic، اللتين تقدمان خدماتهما الحكومية مقابل دولار واحد لمدة عام واحد.

يدرك متابعو تقنيات ماسك أن الرقم "42" لم يأتِ صدفة، إذ يرتبط مرارًا في مشاريعه بتلميحات ثقافية وفكاهية، لكن هذه المرة يجد نفسه في ساحة حساسة: المنافسة على عقود حكومية كبرى في وقت تتسابق فيه واشنطن لاعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي في مؤسساتها. ومن المثير أن الاتفاق جاء بعد أشهر من الجدل حول محتوى Grok واتهامه بتقديم ردود غير منضبطة أو متحيزة، إلى أن تدخلت توجيهات من البيت الأبيض للحد من التأخير في إدراجه ضمن قائمة الموردين.

الاتفاق لا يقتصر على السعر، بل يوفر أيضًا إمكانية الاستعانة بمهندسي xAI لدمج Grok داخل أنظمة العمل الحكومي. هذه الإضافة تعكس تصورًا أشمل، إذ يبدو أن الشركة تدرك أن مجرد إتاحة واجهة محادثة لا يكفي دون دعم تقني يضمن سلاسة التكامل مع المنصات الأمنية والإدارية.

إلى جانب هذا العقد الرمزي، أُعلن أيضًا عن اختيار xAI ضمن صفقة قيمتها 200 مليون دولار مع وزارة الدفاع الأمريكية لتطوير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ما يضع الشركة في منافسة مباشرة مع عمالقة المجال مثل Google وAnthropic وOpenAI. خطوة كهذه قد تبدو تكريسًا لطموح ماسك في أن يكون "شريكًا استراتيجياً" في سباق السيطرة على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

"سوف يساعد الاتفاق على نشر الذكاء الاصطناعي سريعًا عبر وكالات الحكومة لخدمة مصلحة البلاد."

— إيلون ماسك

تمثل هذه الصفقة انعكاسًا مباشرًا لاتجاه متسارع داخل واشنطن نحو اعتماد واسع على روبوتات المحادثة وأدوات الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية. لكن الاعتماد المتزايد يثير أسئلة حول الموثوقية والمعايير الأخلاقية، خصوصًا بعد الضغوط السابقة التي واجهها Grok بشأن محتواه. وفي حين يُنظر إلى سعر 42 سنتًا كإشارة تسويقية ساخرة، إلا أنه قد يكشف عن استراتيجية جادة تسعى لفوز عقود ضخمة عبر إغراء اقتصادي غير مسبوق.
اللافت أن مثل هذه الاستراتيجيات تتقاطع مع تحولات سبق أن شهدناها في سباق الذكاء الاصطناعي التجاري، حيث تتنافس الشركات الكبرى على عقود مؤسسية قد تحدد شكل السوق لسنوات.

من زاوية أبعد، يبدو أن دخول xAI بهذا النفس التنافسي يسرّع المواجهة بين الرؤية المفتوحة لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق حكومي واسع، والهواجس المرتبطة بأمان الاستخدام والشفافية. وإذا كان "السعر الرمز" مجرد أداة اختراق للسوق، فإن الأهم هو ما إذا كانت هذه الاختراقات ستترجم إلى ثقة دائمة من الجهات الحكومية، أو إلى جدل أوسع حول حجم النفوذ الذي قد تمنحه هذه العقود لشركة يقودها ماسك. وهو سؤال يتجاوز حدود التقنية إلى قلب السياسة والمصالح الاقتصادية العالمية.