NotebookLM من جوجل يحدث ثورة في العروض التقديمية: عروض شرائح ذكية يرويها الذكاء الاصطناعي

هل تخيلت يوماً أن تتمكن من تحويل ملاحظاتك المتراكمة إلى عرض تقديمي نابض بالحياة، يعلّق عليه ذكاء اصطناعي وكأنه معلّم شخصي يُرافقك في كل خطوة؟ هذا ما تقدمه جوجل اليوم من خلال ميزة Video Overviews الجديدة في أداة NotebookLM، لتجعل عملية التعلم والعرض أكثر بساطة وذكاءً.

في خطوة تعكس طموح جوجل لتعزيز الإنتاجية بالذكاء الاصطناعي، كشفت الشركة عن خاصية العروض التقديمية بالفيديو داخل NotebookLM – الأداة الذكية المصممة لتنظيم الملاحظات وإنشاء الملخصات بكفاءة عالية. ببساطة، هذه الإضافة تمنح المستخدمين إمكانية تلخيص ملفاتهم أو وثائقهم عبر شرائح مرئية تُحكى بصوت الذكاء الاصطناعي الفعال. الآن، لم يعد العرض التوضيحي أو الشرح المملد مجرد مجموعة نصوص وصور جافة: يتحول المحتوى إلى قصة ديناميكية، مدعومة برسومات توضيحية، واقتباسات، وأرقام مستقاة مباشرة من أرشيف المستندات الخاصة بك.

وهذا التطوير التقني ينسجم مع تركيز جوجل الدائم على جعل البيانات المجردة سهلة الفهم، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمخططات أو شرح العمليات المعقدة أو إيصال المفاهيم النظرية للطلاب والمهنيين. فتقنية Video Overviews لا تكتفي بإضافة التعليق الصوتي فقط، بل تجلب صوراً ورسوماً توضيحية وبيانات مرتبطة بالموضوع، لتجعل الأفكار المجرّدة أكثر قابلية للاستيعاب والتصور أثناء العرض.

التكامل بين الذكاء الاصطناعي وتجربة المستخدم يظهر أيضاً في تطوير علامة التبويب Studio داخل NotebookLM. حيث أصبحت الواجهة أكثر وضوحاً مع أربعة مربعات بارزة: واحد لإنشاء عروض فيديو، وآخر لصوتيّة، وثالث للخرائط الذهنية، ورابع للتقارير. هذه التحديثات البصرية تسهّل على المستخدمين تصفح الخيارات وإنجاز المهام بكفاءة، كما تتيح لهم الاحتفاظ بعدة إنتاجات واسترجاع أي منها بنقرة بسيطة، كل هذا في مكان عمل واحد منظم.

ويحمل هذا التجديد بُعداً عملياً إضافياً، مع ميزة حفظ منتجات الاستوديو المتنوعة – سواء كانت عروضاً صوتية أو تقارير أو خرائط معرفية – ليتمكن المستخدم من العودة إليها ومقارنتها أو تعديلها لاحقاً، دون الحاجة لتكرار الخطوات من جديد.

من هنا نرى أن تطوّر لوحة Studio لا يأتي من الفراغ، بل يربط بشكل مباشر بين حاجة رواد NotebookLM المتزايدة لتنظيم الأعمال وتنويع أشكال العروض ومحتواها، سواء للدراسة أو الاجتماعات أو إعداد التقارير المتخصصة.

ويتجلى التوجه نحو السهولة والمرونة في أدوات التحكم التي أضافتها جوجل لميزة العروض بالفيديو. أصبح بإمكان المستخدم تعديل سرعة العرض، أو الرجوع عشر ثوانٍ للوراء، أو تقديم الزمن للأمام بنفس المدة، مما يمنح تجربة تفاعلية تُناسب وتيرة المتعلم أو مقدم العرض. هذا الاهتمام بتجربة الاستخدام يعكس خبرة جوجل الطويلة في ابتكار واجهات تجمع بين الذكاء العملي والراحة البصرية.

وإشارة الشركة إلى دعم لغات جديدة في المستقبل توحي بأن هذا النهج سيخدم قاعدة أوسع من المتعلمين والمحترفين حول العالم، وليس فقط الناطقين بالإنجليزية. وهذا يفتح الباب أمام توسع NotebookLM وتحوله إلى منصة معرفية مركزية في بيئات متعددة.

جزء مهم من فاعلية NotebookLM اليوم يكمن في توافقه مع تقنيات التعلم التوليدي وتزاوج الأتمتة مع الإبداع البشري. فالمستخدم لم يعد بحاجة لتمضية ساعات طويلة في إعداد الشرائح والعروض وتنسيقها، بل صار بالإمكان تحويل الأفكار والملاحظات إلى عروض ديناميكية خلال دقائق، دون التضحية بجودة الشرح أو دقة المعلومات.

وبعد هذه النظرة المتعمقة، يمكن القول إن دمج خاصية Video Overviews ضمن NotebookLM جدد مفهوم العرض التفاعلي المعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذا التطور يعزز أهمية التنظيم الرقمي للمعرفة، ويدفع بالمحتوى المرئي ليكون أكثر ملاءمة للعصر الرقمي السريع. ربما سيكون من المفيد لجوجل لو استخدمت مصطلح "عروض معرفية ديناميكية" بدلاً من مجرد "عروض فيديو"، لإبراز قوة الذكاء الاصطناعي الكامنة في المنتج. كما أن تعزيز الربط بين الميزات، عبر جملة تربط بشكل أوضح بين Studio الجديد وكيفية استثمار مخرجاته ضمن سيناريوهات العمل الحقيقية، سيمنح المقال عمقاً إضافياً وإحساساً بترابط التجربة من جمع المعلومات وحتى مشاركتها بنقرة واحدة.