ذكاء اصطناعي

شركة Nothing تستعد لإطلاق أول أجهزة ذكية تولدها تقنيات الذكاء الاصطناعي العام المقبل

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلنت شركة Nothing عن استثمار بقيمة 200 مليون دولار لإطلاق أجهزة ذكاء اصطناعي جديدة.

تركّز الشركة على بناء نظام تشغيل يعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي.

تشمل الأجهزة المستهدفة الهواتف، النظارات الذكية، المركبات الكهربائية، والروبوتات البشرية.

يجابه المشروع تحديات تتعلق بالخصوصية والتكلفة والملاءمة المحلية في الأسواق العربية.

إذا تمكنت Nothing من دعم العربية، قد تحتل مكانة بارزة في أسواق الشرق الأوسط.

أعلنت شركة Nothing الناشئة من لندن عن جمع استثمار ضخم بقيمة 200 مليون دولار والتعهد بإطلاق أول أجهزة "مولودة بالذكاء الاصطناعي" العام المقبل، في خطوة تعكس تحوّل صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية نحو بنية جديدة تُمكّن الذكاء الاصطناعي من أن يكون أداة تشغيل أساسية لا ميزة جانبية. لكن خلف هذا الإعلان يكمن سؤال أعمق: هل نحن أمام بداية فئة جديدة من الأجهزة التي ستعيد تعريف العلاقة بين المستخدم والتقنية؟

ما يميز إعلان Nothing هو أنه لا يقتصر على تقديم هاتف أو سماعة جديدة، بل على بناء نظام تشغيل خاص يعتمد على الذكاء الاصطناعي بوصفه الأساس. الحديث لا يدور حول واجهة دردشة هنا أو مساعدة افتراضية هناك، وإنما حول منصة تتعهد بتقديم تجربة شخصية فائقة التخصيص، مدعومة بمعرفة سياقية مستمرة بمستخدميها. وهذا يضع الشركة على مسافة مختلفة من الشركات الكبرى التي لا تزال تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمكون مرفق بمنتجاتها الحالية.

وفق تصريحات المؤسس كارل باي، فإن النظام الجديد سيغذي هواتف وساعات وسماعات، لكنه أيضًا سيمتد إلى نظارات ذكية ومركبات كهربائية وروبوتات بشرية. إذا تحقق هذا الوعد، فسيكون المستخدم أمام بيئة لا تقتصر على الأتمتة بل تُدار عبر وكلاء ذكيين قادرين على التصعيد البشري عند الحاجة. هنا يبرز البعد التجاري: من ينجح في ربط هذه الأجهزة بسلاسة ضمن واجهة استخدام واحدة سيكون أقرب للسيطرة على اللحظة اليومية للمستهلك.

ورغم جاذبية الطرح، فإن السوق مليء بمحاولات سابقة لم تنجح: من نظارات الواقع المعزز إلى المساعدين الشخصيين الذين عانوا من مشكلات الخصوصية وزمن الاستجابة. Nothing تواجه معركة مزدوجة، الأولى تقليل كلفة هذه الأجهزة لتصبح مقبولة تجاريًا، والثانية بناء ثقة المستخدم في أمان بياناته، خصوصًا حين يتطلب النظام معرفة سياقية عميقة بسلوكياته واحتياجاته اليومية. وهنا قد يكون سوقنا العربي حساسًا بشكل خاص نظراً للوعي المتزايد حول الخصوصية.

ذو صلة

في منطقتنا، لا تزال الأجهزة الذكية تعاني من ضعف دعم العربية في النماذج اللغوية والواجهات الصوتية. إذا استطاعت Nothing تقديم تجربة سلسة تُراعي اللغة العربية والسياق المحلي، فإنها قد تقتنص فجوة حقيقية في السوق، خاصة مع اهتمام الشباب باستخدام أدوات توليد المحتوى وتطبيقات الأتمتة اليومية. أما إن تجاهلت هذا البعد فسوف تبقى الأجهزة مجرد منتجات تجريبية غير قابلة للاستخدام العملي.

الخطوة التي تعلنها Nothing اليوم لا يُمكن قراءتها بمعزل عن سباق عالمي نحو "أجهزة مولودة بالذكاء الاصطناعي". غير أنّ النجاح لن يتحقق بالشعارات؛ بل بقدرة هذه الأجهزة على التكامل مع بيانات المستخدم، وتقديم قيمة جديدة تتجاوز الشكل المميز أو الحملة التسويقية. خلال الأشهر المقبلة، سيكون من المهم مراقبة ما إذا كانت Nothing قادرة على تجسيد هذا التحول في منتج حقيقي، أو أنها ستنضم إلى تاريخ طويل من المحاولات التي أضاءت العناوين وخبت في الأسواق.

ذو صلة