ذكاء اصطناعي

جنسن هوانغ يكشف سر انجذابه لأداة Lovable!

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلن جنسن هوانغ أن جميع مهندسي إنفيديا يعتمدون على مساعدي البرمجة الذكية في أعمالهم.

يشهد مشهد التقنية بروز شركات ناشئة مثل Lovable بسبب تركيزها على الذكاء الاصطناعي المؤسسي.

يشير هوانغ إلى أهمية "الذكاء المتخصص" لتلبية احتياجات الشركات الخاصة.

تستثمر إنفيديا بكثافة في البنية التحتية والشركات الناشئة لتعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي.

تشهد الساحة التقنية انتقالًا نحو تكامل فعال بين الإنسان والآلة في عمليات التطوير.

أثار الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، اهتمام الأوساط التقنية بعد أن أعلن في مقابلة حديثة مع قناة CNBC أن جميع مهندسي الشركة باتوا يعتمدون بنسبة 100% على مساعدي البرمجة الذكية في أعمالهم اليومية. هذا التصريح يعكس التحول السريع الذي تشهده بيئة تطوير البرمجيات داخل الشركات الكبرى، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة مساعدة بل جزءًا أساسياً من عملية الإنتاج.


شركات ناشئة مدعومة من إنفيديا تبرز في مشهد الذكاء الاصطناعي المؤسسي

تحدث هوانغ عن موجة جديدة من الشركات الناشئة التي يرى فيها مستقبل الذكاء الاصطناعي المؤسسي، مشيراً بالاسم إلى شركات مثل Cursor وOpenEvidence وLovable. ووصف هذه الكيانات بأنها من أسرع الشركات نمواً في العالم حالياً، لأنها تركز على سوق المؤسسات وليس على المستخدم العادي.

شركة Lovable تحديداً، التي أصبحت حديث مجتمع التقنية بعد أن جمعت تمويلاً بقيمة 200 مليون دولار في جولة من الفئة A بقيادة Accel، تسعى إلى تبسيط بناء التطبيقات من خلال الأوامر النصية. كما أطلقت مؤخراً خدمتي Lovable Cloud وLovable AI لتوسيع قدراتها التقنية وتسريع عملية تطوير التطبيقات الكاملة.


توازن بين الذكاء المتخصص والعام


جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لإنفيديا

"القيمة الحقيقية للشركات تأتي عندما يتحول المهندسون من التفكير العام إلى التخصص لبناء ما تحتاجه الشركة فعلياً."

بحسب هوانغ، فإن الاتجاه نحو "الذكاء المتخصص" سيستمر على المدى البعيد. فبينما يتجه الذكاء العام (General Intelligence) لخدمة الأفراد، ستركز الشركات على تطوير ذكاء اصطناعي متخصص في حل مشكلاتها الخاصة. هذه النظرة تتناغم مع واقع السوق الذي يشهد بروز حلول ذات نطاقات محددة، مثل تحليل البيانات الطبية أو إدارة المخاطر المالية.


استثمارات إنفيديا في البنية التحتية والشركات الناشئة

أكد هوانغ أن شركته مستمرة في ضخ استثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بدءًا من الشرائح والعتاد، مروراً بالنماذج، ووصولاً إلى التطبيقات النهائية. وأشار إلى أن إنفيديا تبحث باستمرار عن شركات ناشئة واعدة، مثل CoreWeave، التي ندم على عدم الاستثمار فيها مبكراً.

كما أعاد التذكير بتصريحاته السابقة في مؤتمر Dell Tech World 2025، التي وصف فيها التحول الجاري بأنه "أكبر نقلة في تاريخ البنية التحتية لتقنية المعلومات"، مؤكداً أن مئات الآلاف من الشركات حول العالم بحاجة إلى إعادة هندسة بنية بياناتها لتناسب عصر الذكاء الاصطناعي.


بين الإنتاجية والتحول الصناعي القادم

حديث هوانغ يأتي متزامناً مع تصريحات مشابهة لمدير OpenAI سام ألتمان، الذي كشف عن اعتماد مهندسي الشركة بشكل شبه كامل على أدوات مثل Codex في كتابة الشيفرات ومراجعتها. ويبدو أن التكامل بين الإنسان والآلة في مراحل التطوير لم يعد فكرة مستقبلية بل ممارسة قائمة.

ذو صلة

بالنسبة لمجتمع التقنية، يمثل هذا الاتجاه نحو “الهندسة المدعومة بالذكاء الاصطناعي” انتقالاً من مرحلة الأتمتة الجزئية إلى تمكين شامل، حيث تصبح الخوارزميات شريكاً فعلياً في اتخاذ القرار التقني والابتكار. فبينما تعيد إنفيديا صياغة مفهوم المؤسسة الذكية عبر تقنياتها وبنيتها السحابية، يبقى السؤال الأهم هو كيف ستتغير هوية المبرمج والمهندس في هذا السياق خلال الأعوام الخمسة المقبلة.

في نهاية المطاف، تبدو ملامح مرحلة جديدة تتشكل بسرعة: مرحلة توازن فيها الشركات بين قوة الابتكار الآلي وحدود الإبداع البشري، في سباق لا ينتصر فيه من يملك الخوارزميات الأقوى فقط، بل من يحسن فهمها وتوجيهها.

ذو صلة