ذكاء اصطناعي

إنفيديا تخسر حصتها في الصين أمام هواوي بفضل البدائل المحلية المتكاملة، وجنسن هوانغ يُحذّر.

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

رئيس إنفيديا يدعو واشنطن للتخفيف من قيود تصدير المعالجات إلى الصين.

الصين تسعى لتطوير شرائح محلية مثل Atlas 900 A3 لتخفيف الاعتماد الأمريكي.

تطوير إنفيديا منتجات مخصصة للصين مثل H20 ضمن نظام بيئي جديد.

واشنطن تفرض قيودًا صارمة على التصدير لضمان الأمن القومي والتوازن التقني.

الصراع يوسع الهوة العالمية في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا.

أثار رئيس شركة إنفيديا، جنسن هوانغ، جدلًا واسعًا بعد تصريحه بأن الصين لا تفصلها عن الولايات المتحدة في مجال صناعة الشرائح سوى "بضع نانوثوانٍ"، داعيًا واشنطن إلى تخفيف القيود على تصدير المعالجات الرسومية المخصّصة للذكاء الاصطناعي إلى السوق الصيني. جاءت تصريحاته خلال مقابلة إذاعية حديثة، في وقت تسعى فيه كبرى شركات التقنية الأميركية والصينية إلى تثبيت مواقعها في سباق عالمي محموم على تطوير معالجات الذكاء الاصطناعي.


قيود واشنطن ومساعي إنفيديا

تزايدت القيود الأميركية منذ عام 2022 على تصدير شرائح الحوسبة الفائقة إلى الصين، مما أجبر شركات مثل إنفيديا على تطوير منتجات خاصة للسوق الصيني، مثل وحدة H20. ورغم كونها نسخة "مقيّدة" مقارنة بالنماذج الرائدة (H100 وA100)، إلا أنها تمثل الخيار المتاح لشركات التقنية الصينية للبقاء ضمن نظام إنفيديا الإيكولوجي. وتشير تقارير إلى أن وزارة التجارة الأميركية بدأت بالفعل بمنح تراخيص تصدير لهذه الشرائح، ولكن وفق شروط صارمة.


"نحن في منافسة مع خصم ابتكاري وسريع الحركة"، قال هوانغ مشيرًا إلى بيئة العمل عالية الكثافة لدى المهندسين الصينيين.


صعود البدائل الصينية

في المقابل، تسعى شركات مثل هواوي إلى تعزيز استقلالها عبر تطوير شرائحها الخاصة. فقد أعلنت مؤخرًا عن أنظمة Atlas 900 A3 المزوّدة بوحدات المعالجة Ascend 910B، والمبنية محليًا بواسطة شركة SMIC الصينية. هذه الخطوة تتجاوز مجرد سد الفجوة مع إنفيديا، إذ تقدّم حلولًا متكاملة تعمل بمنظومات برمجية بديلة لا تعتمد على CUDA، ما يفتح الطريق أمام نظام بيئي منفصل قد يخفف من اعتماد الصين على الموردين الأجانب.

وفي خط زمني سريع التطور:

  • 2020 - بداية الحظر الأميركي على الشرائح عالية الأداء.
  • 2022 - منع تصدير وحدات A100 وH100 إلى الصين.
  • 2023 - تطوير إنفيديا نسخ مخصصة (L40، H20).
  • 2025 - شحن أنظمة Atlas 900 A3 من هواوي بالسوق المحلي.

التأثيرات الاستراتيجية على السوق العالمي

لا يقتصر الأمر على الصراع التجاري، بل يمتد إلى موازين القوة التقنية بين أكبر اقتصادين في العالم. إذا ما تمكنت بكين من بناء منظومة متكاملة من الرقائق والبرمجيات الخاصة بها، فسيكون لذلك أثر عميق على الشركات العالمية التي اعتادت على استحواذ عشرات المليارات من الإيرادات من السوق الصيني وحده. وبالنسبة لإنفيديا، فإن فقدان ما يقارب 95% من حصتها السابقة قد يفتح الباب لمنافسة شرسة من الداخل الصيني.

يمكن النظر إلى هذا المشهد كساحة متعددة المستويات: واشنطن تفرض قيودًا باسم الأمن القومي، الشركات الأميركية تحاول الالتفاف عبر حلول وسطية، بينما تدفع بكين موارد هائلة لبناء بدائل محلية. وهذا يعكس نمطًا مشابهًا لما حدث مؤخرًا مع صعود رقاقات RISC-V المفتوحة المصدر، التي تسعى جهات بحثية عدة في آسيا وأوروبا لتبنيها كخيار يقلل الاعتماد على المعالجات التقليدية الأمريكية.

ذو صلة

آفاق المرحلة المقبلة

يبقى السؤال الأهم: هل ستسمح واشنطن باستمرار صادرات "النسخ المقيدة" بما يمنح إنفيديا موطئ قدم في الصين، أم أن الاعتماد المتزايد على الرقائق المحلية سيجعل من هذه المحاولات مجرد مرحلة انتقالية؟ المؤشرات الحالية تظهر أن بكين لن تتوقف عن الاستثمار بقوة في تطوير مواردها الخاصة، حتى وإن تم رفع القيود الأميركية جزئيًا. وبذلك، يبدو أن السوق العالمي للذكاء الاصطناعي يتجه إلى انقسام جغرافي-تقني قد يغير جذور المنافسة لعقد كامل قادم، ويضع المستخدمين أمام نسخ متعددة من المستقبل الرقمي.

ذو صلة