ذكاء اصطناعي

إنفيديا وفوجيتسو اليابانية يتعاونان لتطوير روبوتات أكثر ذكاءً!

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أعلنت إنفيديا وفوجيتسو عن شراكة لتطوير "بنية تحتية للذكاء الاصطناعي" بحلول عام 2030.

يركز التعاون على تصميم منظومة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة والتصنيع والبيئة.

يطمح المشروع لمواجهة تحديات المجتمع ابتكار تقنيات "غير مسبوقة".

يعتمد المشروع على شرائح إنفيديا ومراكز بيانات فوجيتسو، دون تفاصيل مالية معلنة بعد.

تسعى اليابان لتكون رائدة في الذكاء الاصطناعي بتوازن بين الكفاءة والمسؤولية البشرية.

أعلنت شركتا "إنفيديا" الأميركية و"فوجيتسو" اليابانية عن توقيع اتفاق جديد للتعاون في تطوير روبوتات ذكية وأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لبناء "بنية تحتية رقمية للذكاء الاصطناعي" داخل اليابان بحلول عام 2030، تستند إلى الرقائق الحاسوبية التي تنتجها إنفيديا.


شراكة تضع اليابان في قلب سباق الذكاء الاصطناعي العالمي

يشمل التعاون بين الشركتين تصميم منظومة متكاملة تُستخدم كأساس لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية والتصنيع والبيئة والخدمات الرقمية. وصرّح الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جينسن هوانغ، خلال مؤتمر صحفي في طوكيو، أن اليابان تمتلك المقوّمات لتقود العالم في تطوير جيل جديد من الروبوتات الذكية والمعالجات المتقدمة، مؤكدًا أن "الثورة الصناعية للذكاء الاصطناعي قد بدأت بالفعل".

من جانبه، أشار رئيس "فوجيتسو"، تاكاهيتو توكيتا، إلى أن الشراكة تتبنى نهجًا "يرتكز على الإنسان" ويهدف إلى الحفاظ على تنافسية اليابان في سوق التقنية العالمية، مشددًا على أن المشروع لا يقتصر على التطوير التجاري بل يتجاوز ذلك إلى المساهمة في حل التحديات المجتمعية المعقدة.


تاكاهيتو توكيتا – الرئيس التنفيذي لشركة فوجيتسو

"نهدف من خلال التعاون إلى ابتكار تقنيات غير مسبوقة والإسهام في مواجهة أخطر المشكلات الاجتماعية".


مشروع دون تفاصيل مالية… لكن برؤية طويلة المدى

لم تُحدّد الشركتان حتى الآن قيمة الاستثمارات أو الجدول التنفيذي للمشروعات المشتركة، رغم الإشارة إلى إمكانية التعاون مع شركة يابانية متخصصة في صناعة الروبوتات وهي ياسكاوا إليكتريك كورب كنموذج أولي للتكامل بين معدات التصنيع والخوارزميات الذكية.

  • الهدف الأساسي: تطوير روبوتات مدعومة بأنظمة استنتاج ذاتية التعلم.
  • المدة الزمنية المعلنة: حتى عام 2030 لإنشاء "بنية تحتية للذكاء الاصطناعي".
  • مناطق التطبيق: الرعاية الصحية - التصنيع - البيئة - خدمات المستهلك.
  • الركيزة التقنية: شرائح ومعالجات إنفيديا ومراكز بيانات فوجيتسو.

وبينما لم تُعلن تفاصيل مالية، فإن الشراكة تعبّر عن اتجاه متصاعد بين الشركات الآسيوية والغربية لتسريع الاستثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، خصوصًا بعد ازدياد المنافسة مع الصين والولايات المتحدة في مجال إنتاج الرقائق وتقنيات المعالجة المتقدمة. ومن المتوقع أن يساعد المشروع اليابان على تقليل اعتمادها الخارجي في مجالات الذكاء الاصطناعي الصناعي والروبوتات.


ما وراء الشراكة: سباق الموارد والمعرفة

تأتي هذه الخطوة بعد عام من إعلان إنفيديا عن توسع شراكاتها مع عدد من مزودي الحوسبة الفائقة لبناء أنظمة متقدمة تعتمد على معالجات NVIDIA H100 Tensor، التي أصبحت القلب النابض لمعظم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية. أما فوجيتسو فتسعى من خلال هذا التعاون إلى إعادة تموضعها كمزوّد حلول متكاملة بعد تراجع حضورها في سوق الحواسيب الشخصية والتركيز على الخدمات السحابية.

ويرى محللون في قطاع التقنية أن المشروع المشترَك بين الجانبين قد يمثل اختبارًا لمدى قدرة الأسواق الآسيوية على بناء أنظمة ذكاء اصطناعي وطنية ذات موثوقية عالية، خاصة مع أهمية الطاقة وكفاءة الخوادم في مشاريع بهذا الحجم. كما يعزو الخبراء اختيار اليابان لهذا المشروع إلى امتلاكها خبرة طويلة في هندسة الروبوتات الصناعية وإنتاج الحساسات الدقيقة.

كان تقرير سابق عن قواعد بيانات مختبرات الروبوتات اليابانية قد أشار إلى موجة تطوير محلية تعيد تعريف مفهوم التكامل بين الإنسان والآلة، وهي الرؤية ذاتها التي بدأ يتبناها هذا المشروع من خلال ما تسميه الشركتان "الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان".


بنية تحتية جديدة لعصر ما بعد الحوسبة التقليدية

تتجاوز الشراكة البعد التجاري لتضع تصورًا لمستقبل البنية التحتية الرقمية، إذ يُتوقع أن توفر منظومة الذكاء الاصطناعي المقترحة قدرة على دمج البيانات الوطنية في مجالات الطب والصناعة والبيئة ضمن شبكة تحليل معرفي مستمر، ما يجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا من دورة الابتكار الصناعي والاجتماعي وليس مجرد أداة دعم.

ذو صلة

وفي عالم تتسارع فيه الشركات نحو إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي ضخمة، تمثّل مبادرة إنفيديا وفوجيتسو إشارة إلى أن المنافسة المقبلة لن تكون فقط على إنتاج المعالجات الأقوى، بل على بناء منظومات بشرية وتقنية أكثر توازناً بين الكفاءة والمسؤولية. فربما تكون اليابان، بنهجها الهندسي المحافظ وقدرتها التنظيمية العالية، مختبرًا عالميًا لهذا النوع من الذكاء الصناعي الهادف.

ذو صلة