إنفيديا تراهن بمليار دولار على نوكيا: هل تحين فرصة جديدة للمستثمرين؟

2 د
ضخت إنفيديا مليار دولار في نوكيا لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
يراهن الاستثمار على نقل الذكاء الاصطناعي من السحابة إلى "حافة" الشبكة.
تسعى الشراكة لإنشاء شبكات تدعم معالجة الذكاء الاصطناعي محليًا وتحسين الأمان.
عودة نوكيا تركّز على شبكات التواصل بدلاً من الأجهزة لتعزيز التحول.
سهم نوكيا ارتفع بنسبة 20%؛ استثمارات إنفيديا تفرق بين استراتيجية طويلة الأجل والربح الفوري.
قبل أن تستقر الأسواق على اتجاه واضح لأسهم التكنولوجيا، جاءت مفاجأة من العيار الثقيل: إنفيديا تضخ مليار دولار في نوكيا، الاسم الذي كان رمزًا للهواتف المفقودة في الذاكرة التقنية. ما بدا كتحرك مالي جريء هو في العمق إشارة إلى مسار جديد يربط البنى التحتية للاتصال بالذكاء الاصطناعي في عصب الاقتصاد الرقمي القادم.
استثمار يفوق حدود المال
ليست المسألة مجرد صفقة مالية، بل إعلان نية. حين تختار إنفيديا أن تستثمر بهذا الحجم في شركة تعمل في شبكات الاتصال، فهي تراهن على أن الذكاء الاصطناعي لن يبقى حبيس مراكز البيانات، بل سينتقل إلى طرف الشبكة: في الطائرات المسيّرة، والمصانع الذكية، وحتى المدن التي تتنفس بيانات. وهنا تصبح خبرة نوكيا في تطوير شبكات الجيلين الخامس والسادس موردًا استراتيجياً لا يمكن تجاهله.
نوكيا بعد الغياب الطويل
بعد سنوات صعبة فقدت فيها بريقها الاستهلاكي، عادت نوكيا بهدوء إلى صلب البنى التحتية العالمية للاتصال. تعاونها مع إنفيديا يضعها في موقع مختلف كليًا: من مصنع أجهزة إلى شريك في الثورة التالية التي تمزج بين الاتصال والحوسبة. هذا التحول ليس وليد الصدفة، بل نتيجة لأعوام من إعادة الهيكلة والتركيز على شبكات المؤسسات بدلاً من الهواتف المحمولة.
الرهان على الحافة الذكية
تسعى إنفيديا منذ فترة إلى نقل قدراتها في الذكاء الاصطناعي من السحابة إلى "حافة" الشبكة، حيث تحدث البيانات الحقيقية في الزمن الفعلي. شراكتها مع نوكيا تفتح الباب أمام شبكات مصممة خصيصًا لمعالجة نماذج الذكاء الاصطناعي محليًا، ما يقلل من زمن الاستجابة ويعزز أمان البيانات. وبذلك يصبح كل برج اتصالات نقطة عقلية جديدة في شبكة عالمية تفكر وتتعلّم.
رسائل إلى المستثمرين والأسواق
رغم تحليق سهم نوكيا بأكثر من عشرين بالمئة بعد الإعلان، إلا أن التاريخ يذكّرنا بأن استثمارات إنفيديا السابقة في شركات أصغر مثل SoundHound وServe Robotics انتهت بتقلّبات حادة. السوق إذن يحتاج إلى التمييز بين الرؤية الاستراتيجية والاستثمار المالي القصير الأجل. فالشركة قد تدرس انسجام التكنولوجيا أكثر مما تراهن على أرباح المدى القريب.
مشهد أوسع للذكاء الاصطناعي المتجسد
الذكاء الاصطناعي يعيش اليوم لحظة انتقال من الخوارزميات المجردة إلى العالم المادي: الروبوتات، المركبات، الأجهزة المتصلة. ولكي يعمل كل ذلك بسلاسة، يحتاج إلى شبكات قادرة على فهم وإدارة تدفق البيانات الذكي. هنا يتلاقى مسار إنفيديا ونوكيا، في محاولة لصنع بنية تحتية تفكر بقدر ما تربط.
ربما لا يتعلق الأمر بعائد فوري بقدر ما هو خطوة ضمن استراتيجية أوسع لجعل الذكاء الاصطناعي مُضمَّناً في البنية التحتية نفسها. وفي هذا السياق، يصبح استثمار المليار دولار أشبه بإعلان نية لصياغة خريطة تكنولوجية سيكون فيها التواصل والذكاء وجهين لعملة رقمية واحدة.









