OpenAI تربط المبرمجين بـ GitHub: خطوة جديدة نحو تسهيل مستقبل البرمجة

تواصل شركة OpenAI جهودها لجعل أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر إفادة لمستخدميها، وخاصة المطورين ومهندسي البرمجيات. وفي خطوة جديدة هذا الأسبوع، أعلنت الشركة عن إطلاق خاصية مبتكرة تسمى "موصّل GitHub" خاص بأداة البحث المتقدمة "ChatGPT deep research"، مما يتيح للمستخدمين إمكانية تحليل الأكواد والمشروعات البرمجية الموجودة على منصة GitHub.

تتيح هذه الخدمة الجديدة للمشتركين في فئات ChatGPT Plus وPro وكذلك Team طرح أسئلة تفصيلية تتعلق بالرموز البرمجية أو الأنظمة الهندسية، لتحصل فورًا على إجابات دقيقة وتحليل عميق لكود البرمجة، وهي خدمة متوقع توفرها قريبًا في الفئات المخصصة للمؤسسات والجهات التعليمية أيضًا.

وبهذه الخطوة الجديدة، تسعى OpenAI إلى منافسة شركات أخرى في قطاع الذكاء الاصطناعي، مثل شركة Anthropic التي أطلقت مؤخرًا خدمة تسمى "Integrations"، التي تساعد التطبيقات على التواصل مع مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بها "Claude."

هذه الخطوات ليست بالجديدة تمامًا، إذ سبق لشركة OpenAI إطلاق خاصية "الإضافات" Plug-ins لـ ChatGPT قبل أن تلغي تلك الخاصية مؤخرًا لصالح نظام التطبيقات المخصصة المسمّى "GPTs"، لكن اليوم تعود الشركة لساحة الإضافات عن طريق تقديم هذه الميزة التي تربط ChatGPT مباشرة مع GitHub لمساعدة المطورين والمهندسين.

على أرض الواقع، ستُسهّل هذه الأداة الجديدة كثيرة من مهام المطورين اليومية، مثل تحويل المواصفات التقنية للمشروعات إلى مهام فنية واضحة وتحديد الترابط بين أجزاء المشروع، وتلخيص هياكل الأكواد والأنماط المتكررة، وحتى مساعدة مطوري البرمجيات على تعلم كيفية تطبيق واستخدام واجهات برمجية جديدة (APIs) من خلال أمثلة تطبيقية مباشرة مستمدة من GitHub.

وهذه الخطوة تحديدًا تربط بشكل واضح بين استثمار OpenAI المكثف في أدوات البرمجة المساعدة، فالشركة سبق أن قدمت مؤخرًا البرنامج المفتوح المصدر "Codex CLI" كمساعد برمجي يعمل من نافذة أوامر المطور، ورقّت خدماتها المكتبية لتتمكن من قراءة الأكواد من تطبيقات البرمجة المتخصصة، بل وقامت مؤخرًا بشراء الشركة الناشئة "Windsurf"، وهي خدمة أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتطوير البرمجيات، في صفقة بلغت قيمتها حوالي 3 مليارات دولار.

رغم هذه الميزات الجديدة والمفيدة للغاية، لا تزال هناك مخاطر من أن تصدر أدوات الذكاء الاصطناعي "هلوسات" أو إجابات قد لا تكون دقيقة تمامًا أو خاطئة أحيانًا، ولكن OpenAI تقدّم هذه الميزات بوصفها أدوات مساعدة لتوفير الوقت وليست بديلاً كاملاً للخبرة البشرية.

تؤكد OpenAI أيضًا أنها تراعي من خلال هذه الخدمة الجديدة شروط الاستخدام والوصول التي تحددها المؤسسات، حيث لن يتمكن المستخدمون من الوصول إلا إلى الأكواد والمحتوى الذين لديهم صلاحية الاطلاع عليها، والمرتبطة صراحة مع ChatGPT.

لا شك أن هذه المزايا الجديدة التي تقدمها OpenAI إلى قطاع المطورين والمبرمجين تعتبر نقطة تحول مهمة، وتمهد الطريق نحو ترسيخ الشركة مكانتها الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تزايد تبنّي المؤسسات لحلول الشركة بوضوح مقارنة مع المنافسين، في ظل نمو يلامس نسبة 32.4 بالمئة من مؤسسات الأعمال الأمريكية التي أصبحت تنفق على منتجات وخدمات OpenAI.

ختامًا، إذا استطاعت OpenAI تحسين موثوقية ودقة نماذجها وتقديم ضمانات أكبر ضد الأخطاء وإضافة خيارات تخصيص أكثر مرونة للمؤسسات، فستمهد بذلك طريقها نحو تحول أكبر وحضور تنافسي طويل الأمد في سوق الذكاء الاصطناعي للمؤسسات، وهو ما قد تؤكده الأيام المقبلة مع اطلاق مزيد من "الموصّلات" المماثلة لمنصات أخرى.