ذكاء اصطناعي

OpenAI تضم فريق تطوير مساعد XCode المعروف بـ “Alex” لبناء مساعد كود أذكى وأسرع!

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

OpenAI استقطبت الفريق المطور لأداة Alex، مساعد البرمجة الذكي داخل Xcode.

Alex أوقفت تحديثاتها، وستبقى متاحة للمستخدمين الحاليين دون مزيد من التطوير.

الفريق ينضم إلى قسم Codex داخل OpenAI لتسريع تطوير وكلاء كود أذكى.

الصفقة تعكس تصاعد منافسة أدوات مثل Copilot وAmazon CodeWhisperer وميزات Apple القادمة.

الاستحواذ تم بأسلوب "acqui-hiring"، حيث يتم ضم الفريق وليس المنتج فقط.

.

وسط ضوضاء سباق الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التقنية، أعلنت OpenAI عن خطوة جديدة قد تغيّر قواعد اللعبة في عالم تطوير البرمجيات: فقد استقطبت الشركة الفريق المبتكر خلف أداة "أليكس"، وهي واحدة من أبرز الأدوات التي دمجت نماذج الذكاء الاصطناعي في بيئة تطوير أبل الشهيرة "Xcode". هذه الخطوة تعكس تحولاً في ديناميكيات صناعة البرمجيات، وتفتح الباب أمام تعاونات جديدة تجمع بين الإبداع البشري وقوة الأنظمة الذكية.

بدأت قصة أليكس مع مجموعة صغيرة من المطورين الطموحين الذين أرادوا تسهيل حياة مبرمجي تطبيقات iOS وmacOS، من خلال توفير مساعد برمجي مدعوم بالذكاء الاصطناعي يعمل مباشرة ضمن منصة Xcode. في البداية لم تكن هناك أية أدوات ذكاء اصطناعي مدمجة مع Xcode، لكن هذا الفريق نجح في ابتكار تجربة أقرب ما تكون إلى "ساحر البرمجة" القادر على اقتراح الشيفرة البرمجية وحل المشكلات بسرعة.

ومن هنا تظهر أهمية انتقال الفريق إلى أحضان OpenAI؛ إذ تركز الأخيرة منذ سنوات على تطوير وكيل كود ذكي (Coding Agent) ينافس منصات شهيرة مثل "GitHub Copilot" ويستفيد من خبراتها العريضة في معالجة اللغة الطبيعية وتوليد الشيفرة. فالتحاق فريق أليكس بقسم "Codex" في OpenAI قد يسرّع خطى الشركة نحو بناء أدوات برمجية أكثر فهماً وسلاسة لاحتياجات المطورين.


مستقبل أليكس ومصير المستخدمين الحاليين

هذا الاندماج يثير عدة تساؤلات حول مصير أداة أليكس، خاصة مع إعلان شركة أبل مؤخراً عن تحديث Xcode لدعم ChatGPT ونماذج ذكاء اصطناعي أخرى بشكل رسمي ومباشر. فريق أليكس أوضح في منشور رسمي أن التطبيق سيستمر في خدمة المستخدمين الحاليين دون تطوير ميزات جديدة، لكنه سيتوقف عن قبول تنزيلات جديدة اعتباراً من الأول من أكتوبر. هذا يعني أن مجتمع مطوري iOS سيشهد نهاية مرحلة وبداية تجربة جديدة قد تدمج تقنيات أليكس داخل عائلة منتجات OpenAI الأكبر مستقبلاً.

وترتبط هذه المستجدات بوضوح بتغير خارطة المنافسة بين مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي، إذ أصبحت "الاستحواذات بالفرق" أو ما يعرف بالـ Acqui-hires أسلوباً متكرراً بين الشركات. فبدلاً من شراء الشركة نفسها بالكامل، تكتفي الجهات العملاقة بجذب الفريق المؤسس والمهارات الأساسية ليواصلوا العمل ضمن بيئتها الخاصة، وهو ما فعلته OpenAI أكثر من مرة مؤخراً مع فرق وتقنيات ناشئة.


صراع في سباق الذكاء الاصطناعي البرمجي

هذا التحول لا يمكن فصله عن حركة أوسع تجرى في العالم التقني، حيث بات الذكاء الاصطناعي لاعباً محورياً ليس فقط في كتابة الشيفرة بل في التنبؤ بحلول المشكلات البرمجية، وتحليل كفاءة الكود، وتيسير عمليات الاختبار. ويبدو أن OpenAI تراهن على المزج بين خبراتها وخبرات فرق متخصصة مثل مطوري أليكس لبناء أنظمة متفوقة يمكنها منافسة أدوات كبرى مثل GitHub Copilot المدعوم من مايكروسوفت، وميزات أبل الحديثة نفسها.

وتجدر الإشارة إلى أن أليكس كان من الشركات الناشئة المدعومة من حاضنة "واي كومبيناتور" العالمية الشهيرة، وهو ما يظهر عمق الجذور الابتكارية للفريق المنضم حديثاً. ورغم عدم وضوح ما إذا كان جميع أعضاء الفريق الثلاثة انتقلوا فعلياً إلى OpenAI، إلا أن المؤكد أن هذه التوليفة ستسهم في خلق جيل جديد من مساعِدي البرمجة الذكيين.

وبهذا المشهد، يتكامل الربط بين مساعي OpenAI في ضم المواهب الشابة، وبين سعي الشركات المصنعة للأنظمة مثل أبل لتحصين منصاتها بأحدث الأدوات، لنكون أمام مرحلة جديدة تتنافس فيها العقول مع الخوارزميات لتقديم الحل الأمثل للمبرمجين بالشراكة، لا بالمنافسة فقط.

ذو صلة

خلاصة: نقلة نوعية في أدوات التطوير الذكية

في النهاية يمكن القول إن خطوة ضم فريق "أليكس" إلى OpenAI ليست مجرّد انتقال اعتيادي في سوق التقنية، بل هي إشارة واضحة على أن أدوات الذكاء الاصطناعي البرمجي قد ارتقت إلى مرحلة محورية في تطوير التطبيقات وأن من يقودها اليوم قد يصنع ملامح صناعة الغد. وبينما تحرص الشركات العالمية على ضم ألمع العقول وفرق الابتكار، يبقى المستفيد الأكبر هو مجتمع المطورين الذي ينتظر نقلة نوعية في أدواته الذكية.

ذو صلة