صفقة جديدة: OpenAI تضم فريق «اختصارات آبل» لتوسيع حضورها على أجهزة الحاسوب

أعلنت شركة OpenAI في الثالث والعشرين من أكتوبر 2025 عن استحواذها على شركة Software Applications Inc، وهي شركة ناشئة أسسها مجموعة من مهندسي آبل السابقين الذين عملوا على تطوير تطبيق «الاختصارات» لأجهزة iPhone. تهدف الصفقة إلى تعزيز واجهات الاستخدام في منتجات الشركة وتوسيع قدراتها على مستوى الحواسيب المكتبية، لتجعل من نموذج المحادثة جزءًا فاعلاً من تجربة المستخدم اليومية.

تعد أداة Sky for Mac أبرز منتجات الشركة المستحوذ عليها، إذ تعمل كمساعد مكتبي قادر على فهم السياق البصري لما يحدث على شاشة المستخدم وتنفيذ الأوامر عبر اللغة الطبيعية. يمكن للنظام فتح الملفات، وإرسال الرسائل، والتنقل بين التطبيقات دون الحاجة إلى تفاعل يدوي مباشر. وبحسب تقرير بلومبرغ، سينضم فريق الشركة المكون من اثني عشر موظفًا إلى وحدة ChatGPT لتطوير واجهات «الحوسبة الوكيلية» التي تجمع بين الرؤية الحاسوبية وفهم اللغة.

كانت Software Applications قد جمعت استثمارات بقيمة 6.5 ملايين دولار من مستثمرين بارزين مثل سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ OpenAI وديلان فيلد مؤسس Figma. وأشارت OpenAI إلى أن الصفقة تمت بموافقة مجلسها المستقل، دون الإفصاح عن القيمة المالية للاقتناء.

يأتي هذا الاستحواذ بعد وقت قصير من إطلاق OpenAI لمتصفح ChatGPT Atlas الذي يسمح بإجراء عمليات التصفح والتحليل والتنفيذ من داخل بيئة عمل واحدة. ويبدو أن الجمع بين متصفح Atlas وأداة Sky يشكّل خطوة نوعية نحو دمج واجهات الحوسبة المكتبية والسحابية والمتصفح في نظام واحد متكامل.

هذا التوجه يعكس طموح OpenAI في جعل ChatGPT أكثر من مجرد نموذج محادثة نصي، بل طبقة تشغيل قادرة على فهم ما يُعرض على الشاشة والتفاعل معه. وهو ما قد يغيّر الطريقة التي يعتمد بها المستخدمون على الأنظمة التقليدية لإدارة مهامهم اليومية، من تحرير الملفات إلى التنقل في البريد الإلكتروني أو إعداد التقارير.

تُظهر هذه الخطوة كذلك توسع البنية التحتية لـ OpenAI، إذ أشارت تقارير PYMNTS إلى أن قيمة تعاقداتها مع شركات سحابية كبرى مثل مايكروسوفت وغوغل وأوراكل تجاوزت تريليون دولار لدعم أنظمتها عالية الاستهلاك للحوسبة. ويشير ذلك إلى استثمار متزايد في تشغيل نماذج أكثر قدرة على الفهم والتنفيذ ضمن بيئات المستخدمين الفعلية.

يرى محللون أن نجاح OpenAI في دمج Sky ضمن ChatGPT قد يسهم في فتح جيل جديد من الأدوات الإنتاجية التي تعتمد على التفاعل بالسياق، لا بالأوامر فقط، وهو توجّه بدأت بوادره تظهر في تجارب شركات أخرى مثل مايكروسوفت وغوغل.

تؤكد هذه الصفقة أن رسم مستقبل الحوسبة لن يكون في تطوير البرامج فحسب، بل في إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والجهاز. فحين يتمكن المستخدم من التفاعل مع حاسوبه عبر رؤية مشتركة وسياق واحد، تصبح الحوسبة التعاونية واقعًا خدميًا يمكن تطبيقه في التعليم والتصميم والإدارة اليومية. وفي حال نجحت OpenAI في دمج هذه التقنية بالشكل المأمول، فقد نشهد انتقال واجهة الحاسوب من مرحلة الأزرار والقوائم إلى زمن الحوار السياقي الذكي.