ذكاء اصطناعي

OpenAI تطلق تجربة ChatGPT جديدة مصممة خصيصاً لاحتياجات البالغين

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

تستعد OpenAI لإطلاق نسخة جديدة من ChatGPT مخصصة للبالغين لضمان حرية أكبر.

يؤكد الرئيس التنفيذي على أهمية التحقق من أعمار المستخدمين لضمان الأمان.

يسمح الإصدار للمستخدمين باختيار نوع شخصية الدردشة المراد التعامل معها.

يسعى التحديث لإعادة "الطابع الإنساني" الذي لاقى قبولاً من المستخدمين سابقًا.

تهدف الشركة للتوازن بين حرية المستخدمين والمسؤولية في حماية القُصّر.

في خطوة أثارت نقاشًا واسعًا داخل مجتمع التقنية، أعلنت شركة OpenAI استعدادها لإطلاق نسخة جديدة من خدمتها الشهيرة ChatGPT موجهة حصريًا للمستخدمين البالغين. وتهدف الشركة من خلال هذا الإصدار إلى تقديم تجربة أكثر حرية وتخصيصًا، مع الحفاظ على مستويات صارمة من الأمان للفئات العمرية الصغرى. الخطوة تأتي بعد أشهر من الحديث المتزايد حول توجهات السوق نحو تجارب ذكاء اصطناعي أكثر “شخصية” وأقل تقييدًا.


تحول في إستراتيجية التخصيص والضوابط

أوضح الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، أن المشروع الجديد يقوم على مبدأ “معاملة المستخدمين البالغين كبالغين”، أي السماح بمرونة أكبر في الحوار مع ChatGPT، بما في ذلك تمكين المستخدم من تحديد نوع المحتوى وطبيعة تفاعل المحادثة. في المقابل، شدد على أن هذه الميزات لن تكون متاحة سوى للمستخدمين الذين تم التحقق من أعمارهم وهوية حساباتهم عبر نظام تحقق آلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقدير العمر.

يسمح الإصدار الجديد، وفقًا لتصريحات ألتمان، للمستخدم باختيار “شخصية الدردشة” التي يرغب في التعامل معها، سواء كانت ودودة، رسمية، أو عاطفية الطابع. كما سيعود نموذج الاستجابة الأقرب إلى GPT-4o، بعد أن عبّر عدد كبير من المستخدمين عن الحنين إلى طريقة تفاعله شبه البشرية قبل طرح GPT-5.


ما الذي تغيّر فعليًا للمستخدمين؟

  • يستخدم الإصدار الجديد بنية محدثة تتيح تحكمًا أوسع في نبرة الحديث وشخصية الردود.
  • إدراج خاصية التحقق من العمر المدعومة بالذكاء الاصطناعي لحماية القاصرين.
  • عودة "الطابع الإنساني" في إجابات ChatGPT بعد مطالبات مجتمعية واسعة.
  • تفعيل خيارات تواصل أكثر عاطفية أو شخصية لكن بموافقة واختيار صريح للمستخدم.

من الناحية التقنية، تشير هذه الخطوات إلى محاولة OpenAI تحقيق توازن صعب بين حرية المستخدمين الرقميين وبين مسؤولية الشركة القانونية والأخلاقية في حماية الفئات الحساسة. وهي إستراتيجية تشبه ما فعلته شركات أخرى مثل Meta عندما أطلقت أوضاعًا بحثية تفصل بين حسابات المراهقين والبالغين داخل منتجاتها، في ظل تصاعد موجة التدقيق العالمي حول سلامة التجارب القائمة على الذكاء الاصطناعي.


سام ألتمان - الرئيس التنفيذي لـ OpenAI

“إذا أراد شخص بالغ أن يتفاعل بطريقة بشرية للغاية، فإن ChatGPT هو الخيار الأمثل.”

هذه المرة، يبدو أن الشركة تحاول المكاشفة مع جمهورها قبل الإطلاق، فبدل إلغاء خصائص بعد طرحها كما حدث مع أحد إصدارات GPT السابقة، يجري العمل على تطوير النسخة الجديدة بشفافية نسبية تتيح مراقبة ردود الأفعال وتعديل السياسات بشكل استباقي.


تجربة أكثر نضجًا... أم بداية خط فاصل جديد؟

ذو صلة

من منظور أوسع، يمثل هذا التحول لحظة فارقة في مشهد الذكاء الاصطناعي التفاعلي. إذ لا يتعلق الأمر فقط بمحتوى موجه للبالغين، بل بإعادة تقييم العلاقة بين الإنسان والآلة: إلى أي مدى يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعكس المشاعر البشرية دون تخطي الحدود الأخلاقية؟

إذا نجحت الشركة في توفير معايير تحقق موثوقة وضوابط حقيقية للاستخدام، فقد يكون هذا الإصدار مقدمة لعصر جديد من تخصيص نماذج اللغة وفق الفئة العمرية والثقافة والسياق الاجتماعي. أما إذا فشلت الجهود في التطبيق المسؤول، فقد تعيد هذه التجربة إشعال نقاشات حول حدود الأتمتة والانفتاح في أدوات الذكاء الاصطناعي.

ذو صلة