صفقات أوبن إيه آي الأخيرة تكشف عن استراتيجية شاملة للسيطرة الكاملة على سوق الذكاء الاصطناعي

3 د
تعمل OpenAI على تصميم رقائق ذكاء اصطناعي مخصصة بالتعاون مع Broadcom.
تهدف الرقائق إلى تحسين الأداء وخفض التكاليف داخل مراكز البيانات الخاصة بـ OpenAI.
تسعى الشركة للسيطرة الكاملة على منظومة التقنيات الخاصة بها لتحسين التجربة العامة للمستخدمين.
التوسع يشمل التعاون مع جوني آيف لتطوير أجهزة ذكية قابلة للارتداء تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
التحكم في البنية التحتية هو شرط للبقاء في سباق الذكاء الاصطناعي طويل الأمد.
تتحرك OpenAI بسرعة لتوطيد مكانتها في السوق من خلال السيطرة على كل طبقة من منظومتها التقنية. ففي إعلان جديد، كشفت الشركة عن اتفاق شراكة مع Broadcom لتطوير معالجات ذكاء اصطناعي مخصصة، في خطوة تعيد تعريف علاقتها بالبنية التحتية التي تعتمد عليها نماذجها المتقدمة. هذه الخطوة تقرّب الشركة من المنافسة مع عمالقة الحوسبة السحابية مثل Nvidia وAMD وAzure وAWS.
تصميم الرقائق الخاصة... خطوة نحو تفوق البنية التحتية
بعد سنوات من الاعتماد على وحدات معالجة الرسومات من Nvidia، يبدو أن OpenAI قررت المضي في مسار مشابه لتجربة Apple حين تحولت إلى رقائقها الخاصة ضمن سلسلة M. التعاون مع Broadcom سيركز على تصميم رقائق ذكاء اصطناعي مخصصة، مهيأة لتدريب وتشغيل نماذج GPT المستقبلية داخل مراكز بيانات مهيأة بالكامل لهذا الغرض.
من المقرر أن تبدأ الشركة في نشر هذه الأنظمة في أواخر العام 2026، ما يمنحها وقتاً لتصميم منظومة تتكامل رأسياً من العتاد الفيزيائي حتى طبقة البرمجيات التي تُنتج الردود للمستخدم. هذا التكامل يمنحها القدرة على تحسين الأداء وخفض التكاليف وتسريع وتيرة التطوير بشكل يصعب منافسته.
- الرقائق الجديدة مخصصة حصراً لخوادم OpenAI.
 
- ستُبنى على واجهات Broadcom الشبكية باستخدام معيار Ethernet المتقدم.
 
- الهدف: خفض استهلاك الطاقة وزمن الاستجابة (latency) أثناء تدريب النماذج وتشغيلها.
 
- إطلاق تدريجي متوقع اعتباراً من نهاية 2026.
 
"التحكم في السيليكون يعني التحكم في التجربة بأكملها"، هكذا وصف سام ألتمان فلسفة المشروع خلال حديثه في بودكاست الشركة.
رؤية ممتدة: من السحابة إلى الأجهزة الذكية
الصفقة مع Broadcom ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع. فاستحواذ OpenAI على شركة المصمم جوني آيف “io” في صفقة بلغت 6.4 مليارات دولار أظهر أن الشركة تتهيأ للدخول في سوق الأجهزة الذكية الموجهة للمستهلكين. تشير التقارير إلى أن الفريق يعمل على جهاز قابل للارتداء يعتمد على الذكاء الاصطناعي دون شاشة، يتفاعل مع المستخدم عبر الصوت واللمس.
بهذا التوجه المزدوج، تتجه OpenAI لتملك كل عناصر منظومتها من العتاد إلى البرمجيات، وهي مقاربة تشبه ما تنتهجه شركات مثل Apple وMicrosoft، وتختلف عن النهج المفتوح لبعض منافسيها. في مؤتمر المطوّرين الأخير، طرحت الشركة أدوات جديدة للمطورين ومتجر تطبيقات داخل ChatGPT، في تأكيد على أن المستقبل سيكون لمن يمتلك الحلقة الكاملة من المنصة إلى المستخدم.
المنافسة تشتد والسوق يعيد تشكيل قواعده
يأتي هذا التوسع في لحظة حساسة تشهد سباقاً محموماً بين مزودي السحابة الكبار وشركات تطوير النماذج على من يملك البنية الأعمق والأكثر تكاملاً. إذا نجحت OpenAI في تطوير رقائقها، فقد تتحول من عميل يعتمد على مورّدين خارجيين إلى منافس مباشر، ما يغيّر موازين القوى في سوق المعالجات الذكية.
ومع أن هذه الخطوة تحمل مخاطرة تقنية ومالية ضخمة، فإنها تعكس قناعة الشركة بأن امتلاك البنية التحتية ليس ترفاً بل شرطاً للبقاء في سباق الذكاء الاصطناعي طويل الأمد.
التحكم في كل طبقة من سلسلة القيمة - من الترانزستور إلى واجهة المستخدم - قد يتيح لـ OpenAI بناء منظومة ذكاء اصطناعي متكاملة يصعب منافستها. لكن النجاح هنا لن يُقاس بسرعة شرائحها الجديدة فقط، بل بقدرتها على خلق قيمة حقيقية للمطورين والمستخدمين في مواجهة عمالقة امتلكوا هذه المعادلة من قبل.









