ذكاء اصطناعي

أوبن إيه آي تُقرر المنافسة في سوق الأجهزة الذكية، ولكن؛ بأجهزة مدعومة بتقنيات ChatGPT

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

تعتزم OpenAI إطلاق أجهزة مدعومة بـChatGPT منها نظارات ذكية ومسجل صوت وجهاز على شكل دبوس.

الشركة تجذب كفاءات من Apple وتشارك مع شركاء تصنيع لتقديم منتجات مبتكرة.

تهدف الأجهزة إلى تعزيز التفاعل الطبيعي بعيدًا عن الشاشات التقليدية عبر تصميم مبسط.

يمثل التحرك خطوة نحو اعتبار الذكاء الاصطناعي مساعدًا يوميًّا مستقلًا للمستخدم.

التحديات تشمل الخصوصية وتقبل المستهلك للتكاليف الإضافية للأجهزة الجديدة.

في ظل ازدياد المنافسة بين شركات التقنية الكبرى على تقديم أجهزة مخصّصة للذكاء الاصطناعي، كشفت تقارير صحفية عن ملامح أولى لما تعمل عليه شركة OpenAI إلى جانب شراكاتها التصميمية والتصنيعية. وتشير المعلومات إلى أنّ الشركة تستعد لطرح أجهزة مدعومة بـChatGPT، على رأسها نظارات ذكية، مسجّل صوت رقمي، جهاز يُرتدى على شكل دبوس، ومكبّر صوت منزلي يعتمد على الأوامر الصوتية دون شاشة، وذلك في إطار خطة ممتدة حتى عام 2026 أو بداية 2027.


لماذا تتجه OpenAI نحو العتاد المادي؟

منذ سنوات ركّزت OpenAI على البرمجيات وخدمات المحادثة الذكية، إلا أن تزايد الطلب على أجهزة مرافقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي دفع الشركة إلى التفكير في منتجات ملموسة تكمل الأجهزة التقليدية مثل الهواتف والكمبيوترات المحمولة. ويبدو أن الفكرة ليست استبدال تلك الأجهزة، بل توفير أدوات مساعدة دائمة النفاذ تجعل المساعد الذكي حاضرًا بشكل أكثر طبيعية وتفاعلية.

بحسب تقرير نشرته The Information، فإن OpenAI استقطبت كفاءات من Apple، بما فيهم مسؤولون عملوا إلى جانب المصمم الشهير جوني إيف. كما دخلت الشركة في شراكات مع شركاء تصنيع بارزين مثل Luxshare وGoertek، وهو ما يعكس جدية التوجه واستناده إلى خبرات إنتاجية قوية.


ملامح مبكرة للأجهزة المحتملة

  • نظارات ذكية: تركز على الدمج بين المساعد الصوتي والتطبيقات التفاعلية دون الاعتماد على شاشة هاتف.
  • مسجّل صوت رقمي: يعمل كدفتر ملاحظات ذكي قادر على أرشفة المقاطع وتحليلها لاحقًا.
  • دبوس قابل للارتداء: مشابه لفكرة Humane AI Pin، يتيح الوصول إلى الذكاء الاصطناعي بلمسة أو أمر سريع.
  • مكبّر صوت منزلي: بديل مبسّط عن الأجهزة التقليدية بكاميرات وشاشات، يعتمد على الصوت فقط لتقليل التشتيت.

اللافت أن تجارب سابقة مثل Humane AI Pin أو جهاز Rabbit R1 لم تحقق الاختراق المنتظر، ويُتوقع أن تسعى OpenAI لتجاوز تلك العثرات عبر مزج تصميم مبسط مع قوة منصة ChatGPT واستراتيجيات تكامل مع التطبيقات اليومية.


تأثير محتمل في سوق التقنيات الشخصية

التحرك يعكس تطورًا في فهم دور المساعدات الذكية: الانتقال من "تطبيق داخل الهاتف" إلى "وسيط مستقل" يرافق المستخدم في حياته اليومية. غير أن تحديات عديدة تلوح، مثل الخصوصية، وبنية الذكاء الاصطناعي السحابية، إضافةً إلى مدى تقبّل المستهلك لدفع تكلفة إضافية مقابل جهاز لا يحلّ محل الهاتف أو الكمبيوتر.


مصدر صناعي مطّلع على المشاريع

"الفريق يسعى لتقديم تصاميم تكاملية لا تكرار للأجهزة الموجودة".

مثل هذه الأجهزة قد تمهّد الطريق نحو أشكال جديدة من التفاعل مع التقنية؛ تفاعل لا يقوم على الشاشة بل على المحادثة الطبيعية. وهو ما يتقاطع مع ما شهدناه مؤخرًا من جهود لتعزيز التجارب الصوتية والتصميمية في أجهزة الذكاء الاصطناعي.

ذو صلة

ما الذي يمكن أن يعنيه هذا للمستقبل القريب؟

الجدول الزمني الذي يشير إلى عامي 2026-2027 يمنح OpenAI مساحة للتطوير وتجربة النماذج الأولية، وربما لإعادة تعريف علاقة المستهلك مع المساعدات الذكية. السؤال الأهم يبقى حول ما إذا كانت الشركة ستنجح في تقديم تجربة مقنعة تجعل اقتناء جهاز جديد مبررًا وضروريًا، أم ستظل تلك الأجهزة مجرد محاولات متفرقة لإيجاد مكان خارج الشاشات التقليدية. في ظل تسارع المنافسة، يبدو أن السنوات القادمة ستختبر ليس فقط قدرات النماذج الذكية، بل أيضًا أشكال حضورها اليومية في حياة المستخدمين.

ذو صلة