ذكاء اصطناعي

تراجع إقبال المشتركين الجدد على ChatGPT يثير التساؤلات حول مستقبل انتشاره

عطل مفاجئ يضرب ChatGPT وSora.. وOpenAI تؤكد التوقف
مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

تواجه OpenAI تحديات مع تباطؤ اشتراكات ChatGPT في الأسواق الأوروبية.

التقرير يكشف "تشبّع مؤقت" في السوق رغم الإنفاق الكبير على توسع البنية التحتية.

تعتمد الشركة بشكل كبير على اشتراكات ChatGPT Plus لتحقيق الإيرادات.

هناك محاولات لتحويل المنتجات الاختبارية إلى حلول تجارية، مثل Sora.

التباطؤ قد يشير إلى تحول أكبر في كيفية تفاعل المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي.

في وقت تستعد فيه كبرى شركات التقنية لإنفاق تريليونات الدولارات على بنى تحتية للذكاء الاصطناعي، تكشف مؤشرات جديدة أن زخم الإقبال على نموذج الدردشة الشهير من OpenAI بدأ بالتباطؤ، ما يضع الشركة أمام معادلة معقدة بين التوسع السريع وتحقيق العائد الفعلي.


تقرير مصرفي يرصد تباطؤ الاشتراكات الأوروبية

بحسب تحليل نشره معهد أبحاث دويتشه بنك وأبرزته مجلة فورتشن، فإن إنفاق المستخدمين الأوروبيين على اشتراكات ChatGPT قد "توقف منذ مايو"، بعد موجة نمو قوية في مطلع عام 2023. ويشير التقرير إلى أن هذا التوقف لا يعني غياب العائد، بل يعكس مرحلة تشبع مؤقتة في سوق يزداد تنافسًا، خصوصًا مع دخول خدمات مدفوعة جديدة تعتمد على نماذج مشابهة.

البيانات الصادرة تُظهر أن قيمة الاشتراكات في الأسواق الأوروبية الرئيسة لم ترتفع خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، في وقت ما زالت فيه الشركة تقود عملية توسع ضخمة ببنية حوسبة تتجاوز 26 غيغاواط، أي ما يقارب استهلاك ولاية نيويورك من الكهرباء في ساعات الذروة، وفق تقديرات مالية منشورة.


اعتماد مفرط على الاشتراكات والدخل المحدود

يشير محللون إلى أن معظم إيرادات OpenAI الحالية تأتي من اشتراكات ChatGPT Plus، والتي لا تتجاوز نسبتها خمسة بالمئة من إجمالي المستخدمين البالغ عددهم نحو 800 مليون مستخدم أسبوعيًا، بحسب أرقام تناقلتها فايننشال تايمز. هذه الفجوة الكبيرة بين المستخدمين المجانيين والمشتركين تجعل من أي تباطؤ في نمو مشتركين جدد إشارة مقلقة لشركة تحتاج إلى تمويل مستمر لتوسيع مراكز البيانات وتطوير النماذج.

  • افتقار OpenAI لتنوع مصادر الدخل يجعلها أكثر عرضة لتقلبات السوق الفردية.
  • هناك رهان واضح على اتفاقيات الشراكة مع صانعي الرقاقات مثل Nvidia وAMD لتأمين قدرة توسع حوسبية مستقبلية.

ورغم التحديات، لا تبدو الشركة مستعدة لتقييد النمو. فقد أشارت تقارير إلى أن المدير التنفيذي سام ألتمان يؤكد أن الربحية ليست أولوية حالية، بل التركيز على "بناء أدمغة اصطناعية عامة" قادرة على دعم منظومة اقتصادية مستقبلية كاملة.


ما وراء الأرقام: مرحلة إعادة تموضع للسوق

يبدو تباطؤ الاشتراكات مؤشراً على تحوّل أوسع في علاقة المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي التجاري. فبعد فترة الحماس الأولى لاختبار المحادثات النصية والقدرات المساعدة، بدأ المستهلكون والشركات بإعادة تقييم جدوى الاشتراكات الشهرية في ظل وفرة أدوات مجانية أو حلول مدمجة في الأنظمة التي يستخدمونها أصلًا.

بعض الخبراء يرون أن هذه المرحلة تشبه لحظة نضج مبكر، تُجبر الشركات على الانتقال من النمو العددي إلى القيمة المضافة. إذ لم يعد كافيًا توفير واجهة محادثة ذكية، بل أدوات إنتاجية محسوسة وقابلة للتخصيص العميق داخل بيئات العمل.

في المقابل، يرى آخرون أن هذا التباطؤ مؤقت، إذ يُتوقع أن تعود الاشتراكات للنمو مع إطلاق خدمات أكثر تخصصًا مثل المساعدات البرمجية المتكاملة وأدوات الفيديو النصي، خصوصًا إذا استطاعت OpenAI تحويل منتجات التجربة مثل Sora إلى حلول تجارية مربحة بحق.


اتجاه السوق بين البنية الفائقة والطلب الحقيقي

ذو صلة

حين تعلن شركة واحدة عن إنفاق محتمل يتجاوز التريليون دولار خلال سنوات معدودة، يُطرح تساؤل جوهري حول التوازن بين الطموح والقدرة على الاستدامة. فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد سباق في السعة الحسابية، بل اختبار مستمر لقدرة المنتجات على جذب مستخدمين يدفعون فعلًا مقابل خدمة يشعرون بأنها تعود عليهم بقيمة حقيقية.

وربما يُعيد هذا التباطؤ ضبط الإيقاع لشركات الذكاء الاصطناعي كلها، لتمنح الأولوية لما يهم المستخدم والمطور على حدٍ سواء: الكفاءة، الخصوصية، والتكامل السلس بين الإنسان والآلة. ومن يدرك هذه المعادلة باكرًا، قد يكون هو من يقود المرحلة الثانية من ثورة الذكاء الاصطناعي، الأكثر واقعية وربحية.

ذو صلة