ذكاء اصطناعي

استراتيجية المئة مليار دولار من أوبن إيه آي تغير قواعد سوق الرقائق الإلكترونية

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

تخطط OpenAI لاستثمار يصل إلى 100 مليار دولار لإعادة تشكيل صناعة الرقائق.

تهدف الشركة إلى كسر هيمنة "إنفيديا" من خلال شراكات مع AMD وTSMC.

تعتزم OpenAI تشغيل مراكز بيانات خاصة لتقليل الاعتماد على الخدمات السحابية.

الاستثمار الحالي يفتح الباب لتطوير معالجات أكثر كفاءة وتشجع المنافسة في السوق.

يسعى هذا التحرك لتقديم مرونة أكبر في تسعير وإنتاج معالجات الذكاء الاصطناعي.

كشفت منصة The Information عن تقرير جديد يشير إلى أن شركة OpenAI تخطط لاستثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في السنوات المقبلة ضمن استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل مشهد صناعة الرقائق الإلكترونية. تأتي هذه الخطوة بعد تزايد الاعتماد على معالجات "إنفيديا" في تدريب النماذج الضخمة للذكاء الاصطناعي، وهو ما تعتبره الشركة "عنق زجاجة" في مسار تطورها التقني.


توسيع المنافسة وكسر الاحتكار في سوق الرقائق

تسعى OpenAI، وفقًا للتقرير، إلى بناء منظومة توريد متعددة الأطراف تقلل من هيمنة "إنفيديا" على هذا القطاع. تتفاوض الشركة مع عدد من المصنعين، من بينهم AMD وTSMC، لتطوير رقائق مخصصة يمكنها التعامل مع متطلبات الحوسبة الفائقة لنماذج مثل GPT-5 وما بعده. هذه المقاربة، حسب مراقبين، تتيح مرونة أكبر في التسعير والإنتاج وتقلل من مخاطر الاعتماد على مورد واحد.

في الوقت الحالي، يواجه السوق نقصًا عالميًا في وحدات المعالجة الرسومية (GPU) وارتفاعًا كبيرًا في أسعارها، ما دفع الشركات الكبرى - بما فيها مايكروسوفت وأمازون وغوغل - إلى التفكير في بناء سلاسل توريد مستقلة. OpenAI، من جهتها، ترى أن تنويع الشركاء الاستراتيجيين ضرورة لا خيار، خاصة مع تصاعد الطلب على خدماتها وإمكان توسعها نحو تشغيل مراكز بيانات خاصة بها.

  • تهيئة شبكات إنتاج جديدة بالشراكة مع AMD وTSMC.
  • تطوير جيل مخصص من معالجات الذكاء الاصطناعي لتسريع أداء النماذج.
  • تخفيف الضغط على إمدادات إنفيديا وتقليل تكاليف التشغيل.
  • الاستعداد لتشغيل بنيات تحتية مستقلة عن مزودي الخدمات السحابية الحالية.

أبعاد اقتصادية وتقنية تتجاوز الحوسبة

يدرك المراقبون أن هذه الخطوة ليست مجرد استثمار في العتاد، بل في إعادة صياغة توازن القوة داخل السوق الأوسع للذكاء الاصطناعي. فبناء رقائق مصممة خصيصًا لتدريب النماذج اللغوية يمكن أن يقلل من زمن الاستجابة (FRT) ويحسّن كفاءة استهلاك الطاقة إلى مستويات غير مسبوقة. في المقابل، تُواجه الشركة تحديات تتعلق بسلاسل الإمداد، وبالاستثمارات الضخمة التي تتطلبها البنى التحتية الجديدة.


"الاعتماد الكامل على مزوّد واحد لم يعد مستدامًا في عالم الذكاء الاصطناعي الفائق"، قال أحد مهندسي القطاع تعليقًا على خطة OpenAI لسوق الرقائق.

من جهة أخرى، يرى محللون أن تحرك OpenAI قد يشجع اللاعبين الجدد على دخول السوق بأنظمة متخصصة كما تفعل شركات مثل Cerebras وGraphcore، ما يفتح الباب أمام منافسة مبتكرة تحفّز تطوير معالجات أكثر كفاءة. مثل هذه المنافسة قد تعيد أيضًا رسم خريطة الأسعار وتمنح المطورين والمستخدمين النهائيين خيارات أوسع.

يأتي هذا التطور في سياق سباق عالمي على السيطرة على سلاسل القيمة في الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد تزايد دعوات الحكومات الغربية لتوطين الإنتاج وتقليل الاعتماد على الشرق الآسيوي في صناعة المعالجات.

ذو صلة

من الواضح أن OpenAI لا تسعى فقط إلى تجاوز عنق الزجاجة في إنتاج الرقائق، بل إلى تأسيس استقلال استراتيجي يمنحها تحكمًا أكبر في وتيرة الابتكار وتكلفته. هذا النوع من الرهانات المالية الضخمة قد يعيد تعريف العلاقة بين شركات البرمجيات والعتاد في العقد المقبل. ومع استمرار الصراع على الموارد الحاسوبية، قد تُصبح المرونة في تصميم وتصنيع الرقائق العنصر الأكثر حسماً في مستقبل الذكاء الاصطناعي بأسره.


استثمار اليوم لتحديد شكل الذكاء الاصطناعي غداً

ذو صلة