ذكاء اصطناعي

هيمنة جوجل وآبل ومايكروسوفت على البيانات تعرقل مساعي OpenAI لمنافسة الكبار

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

أبلغت OpenAI المفوضية الأوروبية عن تجاوزات تقنية تعيق المنافسة العادلة في سوق الذكاء الاصطناعي.

تملك الشركات الكبيرة بنية تحتية واحتكارًا لبيانات المستخدمين تضيق فرص الابتكار.

يحتاج التحرك التنظيمي إلى إعادة تعريف مفهوم "الاحتكار" في عصر البيانات الكبيرة.

يعتبر الوصول إلى المعلومات الآن أكثر أهمية من امتلاك الأجهزة أو البرمجيات.

من المتوقع إصدار التزامات جديدة لتعزيز الشفافية في مصادر البيانات ومعايير الأمان.

أعادت شركة OpenAI فتح ملف هيمنة عمالقة التقنية على بيانات المستخدمين، بعد أن أبلغت المفوضية الأوروبية عن ممارسات تراها تعيق المنافسة العادلة في سوق الذكاء الاصطناعي. الشركة أشارت إلى أن السيطرة الواسعة لكل من غوغل وآبل ومايكروسوفت على منظومات البيانات تجعل من الصعب بناء نماذج منافسة في مجال يعتمد جوهريًا على تنوّع وجودة المعلومات.


بيانات قليلة... سلطة كبيرة

تسعى OpenAI، المعروفة بتطوير نموذج ChatGPT، إلى لفت انتباه الجهات التنظيمية الأوروبية لمعادلة غير متكافئة في قطاع التقنية. تقول الشركة إن الشركات الكبرى لا تملك مجرد البنية التحتية التقنية، بل أيضًا احتكارًا عمليًا لتدفقات البيانات القادمة من المستخدمين عبر محركات البحث، أنظمة التشغيل، ومتاجر التطبيقات.

هذا الوضع – حسب منظور الشركة – يجعل الابتكار في الذكاء الاصطناعي امتيازًا محصورًا في نطاق معين من اللاعبين الذين يملكون البيانات، لا المهارات فقط. الملف المرسل إلى بروكسل يتقاطع مع تحقيقات أوروبية جارية حول مدى امتثال تلك الشركات لقانون الأسواق الرقمية (DMA)، الذي يسعى لكبح ممارسات الاحتكار وإجبار المنصات الكبرى على إتاحة تكامل أوسع مع المنافسين.


محطات سريعة من سباق السيطرة

  • 2023: دخول OpenAI في شراكة استراتيجية مع مايكروسوفت وفّرت لها تمويلاً هائلاً لكنها طرحت أسئلة حول الاستقلالية التنافسية.
  • 2024 مطلعًا: بدء نقاش علني حول استخدام بيانات البحث والتصفح في تدريب النماذج اللغوية.
  • مايو 2024: المفوضية الأوروبية تطلب من الشركات الكبرى شرح سياستها في تقاسم البيانات مع مطوري الذكاء الاصطناعي الآخرين.
  • يونيو 2024: تحذير OpenAI من أن «الممارسات المغلقة تُجمّد الابتكار في أوروبا».

من بيان OpenAI الموجّه إلى الاتحاد الأوروبي

"الذكاء الاصطناعي لن يكون صناعة متكافئة ما دامت البيانات محجوزة خلف جدران المنصات العملاقة."

ورغم أن الشكوى تستهدف فعليًا منافسيها المحتملين، إلا أن توقيتها يعكس تحوّلًا أوسع في موازين القوى. من جهة، يُنظر إلى غوغل وآبل ومايكروسوفت باعتبارها حراس بوابات المعلومات التي يتغذّى عليها الذكاء الاصطناعي. ومن جهة أخرى، تواجه OpenAI أسئلة مشابهة حول سياساتها في استخدام محتوى المواقع والناشرين ضمن تدريب نماذجها.


هل يتحقق التوازن في سوق الذكاء الاصطناعي؟

يرى محللون أن القضية لا تتعلق فقط بالاحتكار الاقتصادي، بل أيضًا بالسيادة الرقمية الأوروبية ومسار التطوير المفتوح للنماذج الذكية. كما أنّ النقاش يتقاطع مع توجه عالمي لتعزيز الشفافية في مصادر البيانات ومعايير الأمان، خاصة بعد تزايد الدعوات إلى «نظام بيئي للذكاء الاصطناعي المفتوح».

من المرجح أن يدفع هذا التحرك المؤسسات التنظيمية إلى إعادة تعريف مفهوم «الاحتكار» في عصر البيانات الكبيرة، حيث تصبح القدرة على الوصول إلى المعلومات أهم من امتلاك الأجهزة أو البرمجيات. وقد يشهد النصف الثاني من العام انفتاحًا أكبر لمنصات البيانات أو على الأقل التزامات جديدة تفرض مشاركة محدّدة منها.

ذو صلة

وربما يكون التحدي الحقيقي أمام شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة هو في إيجاد طرق خلاقة لتجميع البيانات الأخلاقية والمفتوحة، بعيدًا عن بوابات المنصات العملاقة. فالتنافس لن يُحسم بالأكواد فقط، بل بقدرة كل طرف على إعادة تعريف معنى الوصول العادل إلى المعرفة في عصر تزداد فيه قيمة المعلومة أكثر من أي وقت مضى.

ذو صلة